في فصل الخريف...
تتساقط أوراق الشجر...
معلنة الرحيل...
نظرت إلى الشجرة...
فإذا هي كبيرة...
ذات غصون متفرعة...
وجذور متشعبة..
ولكن أوراقها جافة..ذابلة..
صفراء..تتساقط..
سألتها..
أيتها الشجرة؟
أخبريني عن حياتك الماضية..
قبل أن تنتهي..
ردت.. ولماذا أنتهي؟؟
ألا ترين نفسك دون أوراق..
وجذورك جافة ذابلة..
من دون عذوبة أو روية..
مهلا لا تتعجلي..
تمهلي أخية..
أنظري إلي في الربيع..
تجديني مليئة بالحيوية..
يحركني الهواء..
يمينا وشمالا..
لكن أوراقي لا تأبه السقوط..
وفي الصيف أشعر بالحرارة..
وجذوري تبقى في الأرض..
مفروشة قوية..
وفي الصباح..
يشعر الجميع بالارتياح..
فالجلوس بقربي..
ليس كالجلوس في أي مكان..
فأنا صديقة وفية..
وأوراقي يرطبها الندى..
وجذوري تملؤها الحيوية..
وفي الشتاء..
يسقط المطر..
فأشعر بالبرودة..
ثم يكسوني البياض..
شيئا فشيئا..
تختفي معلم الخضرة..
من على فروعي الذهبية..
فيصبح لوني كالقطن..
وتجني ثماري الشحيحة.
وها أنا في الخريف..
تسقط أوراقي..
وتجف جذوري..
وتذبل جوانحي..
وتفر ألواني البهية..
ولكن سأنتظر..
الربيع والشتاء والصيف..
بفارغ الصبر..
فإن أتوا..
سأحن للخريف..
وأستقبله بحنية..
فهكذا الحياة..
أبداً...
لن تصفو لأحد..
ولن تكون دائماً وردية..
صدقت أيتها الشجرة..
فأنا لا أختلف عنك..
فحياتنا متشابهة...
لحياتي وجهان..
الأول: سعادة وسرور وبهجة.. والآخر: تعاسة وحزن ومشقة..
ولحياتك أربعة أوجه:
خريف جاف وذابل...
وربيع مليء بالحيوية...
وشتاء يكسوه البياض..
وصيف حرارته قوية..
ولكن هل للحزن والشقاء سأحن؟؟؟؟!
لا تحرموني تـــفاعلكم....
CC