كما لكل شي بداية ونهايه…كذا المهزله
قطعت ساقه ومازال لديه رغبة في الجري وعندما ضعف بصره بالشيخوخه زادت رغبته في الرؤيه وحينما ضعف سمعه لم يزهد في الطرب وعندما ضعف بدنه لم تمت شهوته وحينما سقطت اسنانه ازدادت رغبته في المضغ…وبدات المهزله.
فمن لم يؤدب شبابه لن يستطيع ان يؤدب شيخوخته ومن لم يكبح نفسه صبيا لن يقدر على ذلك كهلا بل ان لذته ستموت لتصبح يوما ماهي عين مهانته.ويبدوا ان للمأساة سرا……
فقد شاخ الجسد وماهرمت النفس وشل الجسد ومازالت النفس تتحرك برغباتها وشهواتها.
ولأن هذه المعادله معلومه لدى اصحاب الاستثمارات فقد خططوا الاستثمار راسماله بأرخص التكاليف….نعم فراسماله هو ((غرور المرأه)).
فألى ضحية الايحاء والاستهواء كل الحزن…
والى ضحية بريق الالفاظ كل الاسى…
والى شريكة الليل لاشريكة العمر كل الضنى…
والى صنيعة اللذائذ والحضارات الماديه كل العناء والتعب.
مادفعني الى تللك المعادله هو الشارع وواجهات المحلات ومجلات الموضة والازياء واعلانات الماكياج….
عندها شعرت بالجنايه التي جنتها الحضاره والخيانه التي خانو بها عقلكـ انتـ .
تلكـ الحضاره التي رات في المرأه :الدميه واللعبه لأثارة الرغبه والشهوه واشعال الخيال... هكذا ارادوك حينما صمموا لك الفساتين ورسموا لك فتحات الصدر والظهر وضيقوا البلوزه واستدرجوك الى مابعد الغرور فهتف بعضهم((ماجمل صدرك ماروع ساقك ماكثر جاذبيتك ان كنتي عااريه ))وصفق بعضهم الاخر.
وتستمر المهزله فـ البيت سجن وارضاع الطفل تخلف ولان الفكره تتطلب تسويقا فقد صدحت الشعارات ((جسمك ملك لك الحياة واحده وكل يوم يمضي لن يعود عيشي حياتك انفقي شبابك قبل ان ينفد استثمري انوثتك قبل ان تشيخ )).
وصدقت المسكينه لتقع في الفخ فخلعت حياءها وعرضت جسمها سلعة تنهشها الذئاب…
وهنا نهاية المهزله .عفوا نهاية البدايه .وبداية النهايه.
وساهم الفن ليروج هذا المفهوم ساهمت القصيده والاغنيه والرقصة وصادقت على ذلك وسائل الاعلام لتدخل الغوايه كل بيت من كل بااب وتتسرب الى العقول واشعلت الخيال بشعار الشهوات وامرضت القلوب بداء الخيانه.واصبحت صاحبات المجد هن حثالة المجتمع واصبحت المثل العليا في المجتمع هي مثلا الدنيا فـ ظننت انك من الشطارهوالفطنه بأن سبقت امك وجدتك حينما اخذت تلك المسالك …والحقيقه انك استدرجت من حيث لاتدرين استدرجت الى حتفك فخلعوك من عرشك وباعوك في سوق الخساسه والرق لتجدي نفسك في هاوية من الفتن والافكار الاستهلاكيه لتعبدي ذلك الصنم في داخلك …انه النفس والهوى.
ان جمال الوان قوس قزح ليست منه بل من فعل الشمس على الرذاذ المعلق بالهواء فاذا غابت الشمس وجف الرذاذ اختفت الالوان وذهب الجمال .
وهكذا المحبوب:جماله يوهب اليه من خالقه فاذا انقطع الموهوب مرض وذبل فالجمال ليس ملكا لاحد بالاصالة بل هو سجايا حلوه ونفوس عذبه وصفات كريمه يهبها الرحمن الودود .
ان الحكيم العارف لايقف عند الاشخاص ولايدع بهرج الالوان يعطله ليوفر على نفسه خيبة الامل وانقطاع الرجاء وخداع الالوان …وصولا للحب لمن لا يهجر والعشق لمن لايفتر والارتباط بمن لايموت والتعلق بمن لايغيب .
فهل عرفت؟؟..واذا كنت عرفت فهل انتي مستطيعه ؟؟..ذلكم هو الحب وعلى غير مذهب الشهوه والجريمه والصدور العاريه تملقا لمن يطمع في الرواج والشهره ليتيه في وادي الغفله.
انها لحظة قصيره كالحلم….والندم يتبعها .
ولكن لاحد يتعلم ..ولا احد يتعظ…ولااحد يتذكر..فاكثر الذين يعرفون تخذلهم هممهم ونفوسهم وشهواتهم..
ذلكم ان النفس تؤدب الجسد والجسد يؤدب النفس في شد وجذب متبادلين فـالنمو النفسي والروحي والتقدم المعنوي والتطهر الخلقي…كل ذلك يحتاج الى سلم لنصعد الى القمم لا ان نعيش ونموت في القاع فالبشريه تسير من الضعيف الى الاضعف والاجيال الجديده اكثر تهافتا على العاجل البائد.
ان الرجل يصنع أي شي ولكن المراه وحدها.وحدها فقط التي تصنع الرجال وهذه غاية التكريم.
انت نصف الامه…ثم انك تلدين النصف الاخر ....انك امة باكملها.
فهل عرفت قدرك؟…وعرفت دورك؟
فاذا عرفت هل انت مستطيعه؟؟
ابكي ماشئت من البكاء فلا شي يستحق ان تبكيه …لاالفقر ولا الفشل ولاالتخلف ولاالمرض.
اما خطيئتك مع الله فهي التي تستحقق البكاء فان ضيعك الله…فمن ذا الذي سيعوضك؟؟
مع اسرار الروح تنتفي الهزله قبل بدايتها ناهيك عن نهايتها….
عجبني هالمقال ونقلته لكم من مجله حوريه للكاتب مازن الشمري