بسم الله الرحمن الرحيم ..
السلام عليكُم ورحمة الله وبركاته ..
.
.
.
لقد كان الشعر في الزمان الغابر أداةً يستخدمها العرب في الإعلام وحفظ الموروث الثقافي وقد أهتم العرب بهذه الأداة , وفي هذه الحقبة الزمنية التي نعيشها وبوجود الأدوات التي بالإمكان أن نحفظ بها موروثنا الثقافي وما شئنا من الأمور أن نحفظ فلما كان ذلك فقد انحصرت مهمة الشعر في التعبير عن الرأي كما أنها لم تعد الوسيلة الوحيدة لهذا التعبير .
.
.
.
{ بهذه المقدمه نبدأ الموضوع ولكن نتوسم في رواد هذا المنتدى وزواره أن يمنحونا من الصدر سعته ويتقبلون الرأي الآخر بأخلاق ٍ رياضيه } .
.
.
.
لقد بات الشعر رجلاً مكسور الجناح ليس لدى الناس الثقه بما يحتويه من موروث وقد أصبح
الشعر مطية ً يمتطيها كل من أراد الوجاهه والشهره وذلك أدى إلى أن الشعر أضحى أداة ركيكة لا تستطيع القيام بأعبائها السابقة مع وجود الأدوات الحالية المنافسة للشعر سواءاً الأدبية أو المادية وكان ذلك بفعل عوامل عديده وأهم عامل في جعل الشعر يظهر بهذه الصورة هو عدم أمانة القائمين عليه .
الشعراء هم من يقوم على الشعر ولما كان الشاعر في السابق مدعاة لفخر قبيلته عند العرب فإني أتوقع إن لم أكن أجزم بأن كثيراً من شعراء هذا العصر تخجل قبائلهم بانتمائهم إليها.
كما أن جميع الشعراء في هذا العصر ليس لهم دور أساسي في المجتمع سواءً برفع قيمه أو بحفظ موروثه الثقافي كما أن ليس لهم دور في التأثير عليه سلبا أو إيجابا أو إثراءه بشيء جديد فقد توقف دور الشعراء على التقليد الجامد الذي أشبه أن يكون بالسرقة وقد يكون أحياناُ نقل بالألوان للصور البلاغية وصياغتها باللهجة العاميه .
فإن كانت النتيجه من وراء شعراء هذا العصر هي التقليد والدور الثانوي البليد في جمع ماحوته أمهات الكتب من صور ٍ قديمه وإعادة هيكلتها بشكل ٍ ساذج فليس لهذه السذاجه مجال للبقاء .
لقد سئمنا أن نقرأ ونسمع الشاعر الشعبي وهو يتشدق بصوره في غاية الروعه وبألفاظ ٍ في أوج الجزاله ومن ثم نكتشف أو نفجع بأن هذه الصوره قد أخذت من قصيدة ٍ قديمه وبذات الألفاظ وبذات الألوان أو تكون هذه الصوره من أدب ٍ غير عربي قد سبك أديب أو شاعر إطارها وأتقن ألوانها وعاث شعراء هذا العصر فيها فسادا ً .
لذا : فإنني أختم هذا الموضوع بأن ليس للشعر محلا ً في هذا العصر إلا للسذج ومن جرى على شاكلتهم من كسالى هذا العصر الذين عجزوا عن الوصول إلى بغيتهم بالبحث الجاد فمن أراد الصور الجميلة والحبكات الأدبية فليس للشعر الحديث والشعبي محلا ً فيها فعليه أن يرجع إلى كتب المبدعين الذين لم يختلسوا صورا ً ليست لهم في الزمان الغابر .
فأنا أقترح على كل شاعر أن يهتم أولا ً بصياغة مشاعره بطريقته الخاصه فقد تشبعنا هرطقات من هُنا وهُناك ليس لها حول ولا طول .
هذا رأيي المتواضع وإن كنت لفتره طويله مُحتفظا ً به لنفسي إلا إنني أبديته اليوم وقد يقول قائل : ليتك لم تبده فهذه وجهة نظر ونجد من يُعارضها أو من يُجاريها .
.
.
.
سطام فيصل الشمري