عرض مشاركة واحدة
قديم 25-05-2008, 01:19 AM   #1
الأمل الحائر
قلم واعد
 
Unhappy شهـد .. والمستقبل المجهول ! ][ قصة قصيرة ][

أفاقتْ الصغيرةُ شهدٌ على صوتِ تلكَ العجوزِ التي رعتَها طيلةَ الخمسِ سنواتٍ الماضيات ، والتي لم تعرفها سوى بالجدة نورة ..

كم حنتْ تلكَ المسنةُ على تلكَ الطفلةِ المسكينةِ ..

بينما كانت شهدُ ممسكةٌ دميتَها وهي تسرخُ شعرها وتسمعُ أصواتَ الأطفالِ في الحديقةِ المجاورةِ لمنزلِ الجدة نورة خرجت كي ترى أولئكَ الأطفال وتلتقي بهم لأولِ مرة ..

أقبلَ إليها أحدُ الصبيةِ وبادرَها بسؤالهِ حين قال : مااسمُكِ ؟

أجابتُه ببراءةٍ وتلقائية : اسمي شهدٌ .

ثم أردف قائلا : أأنتِ الطفلةُ التي تسكنُ لدى الجدةِ نورة ؟!

أومأت شهدٌ له بالإيجاب .

ثم سألها سؤالا لم تجد له الطفلةُ إجابةً في قاموسِ كلماتِها حين قال : وأين والداكِ ؟!

انتظر ذلكَ الطفلُ منها إجابةً ولكنها لم تجبه فمضى نحو أصدقائه ليكملَ معهم لهوهَـ الذي بدأهـ !

في حينِ أن فكرَ الفتاةِ ذاتِ الخمسِ سنوات مازالَ يرددُ سؤالهُ باحثًا عن إجابةٍ لذلكَ الاستفسار !

احتضنتْ دميتَها وهي تقول لها : أينَ والداكِ ؟!

مضتْ الصغيرةُ عائدةً نحوَ منزلِ الجدة نورة وقبلَ أن تصلَ إلى بابِ المنزلِ نظرتْ مرةً أخرى نحو مجموعةِ الأطفالِ الذينَ مازالوا في لهوهم ، تعجبتْ كثيرًا من منظرِ تلكَ المرأة التي أقبلتْ نحوَ الحديقةِ وتهللَ وجهُ طفلٍ وطفلةِ وهما يعانقانها ..

لم يكنْ العناقُ دافعَ تعجبِ شهد بل تلكَ الكلمةُ التي سمعتها أذنها لأولِ مرةٍ منذُ ولادتها " أمـي " !!

وبدأت التساؤلات الكبيرةُ تدورُ في ذهنِ تلكَ الصغيرةِ " ماهي أمي ؟! "

"بل من هي أمي ؟! "

" هل جدتي نورة أمي ؟! "

" متى أقولُ أمـي ؟! "

وكان السؤالُ الأخيرُ الأصعبُ والأقسى فتجاوزَ دائرةَ الصمتِ ليصبحَ جملةً ينطقُها لسانُها جهرًا فدخلت المنزلَ وهي ترددُ بصوتٍ مسموعٍ " " متى أقول أمـي ؟؟ "

تنبهتْ الجدةُ رغمَ ثقلِ سمعِها مع تقدمِ السنِ بها لسؤالِ قلبِ شهدٍ فاحتضنتها بودٍ قائلة : صغيرتي .. ربما حرمكِ المولى نعمةَ الأم والأب ولكنه أنعمَ عليكِ بنعمٍ كثيرةٍ ستدركينها حينَ تكبرين .

فسألتها شهدٌ ببراءةِ الأطفال : أينَ هما والداي ؟

أجابتْ الجدةُ نورةُ بيأس : إنهما في علمِ الغيبِ ياصغيرتي .

فقالتْ شهدٌ بعفوية : وأينَ يقعُ علمُ الغيب ؟

ضحكتْ الجدةُ لسؤالِ تلكَ البائسة وأخرجتْ من حقيبتَها حلوىً تلهي بها عقلَ تلكَ الطفلة حتى يشاءَ اللهُ ..

مضتْ الصغيرةُ بدميتِها نحو ألعابِها وتركتْ الجدةُ في حيرةٍ من أمرِها حولَ ما سيكونُ من مصيرِ تلكَ الطفلةِ البائسة ..

الطفلةُ التي وجدتْها الجدةُ نورة بجوارِ سورِ منزلِها ولم يكنُ يسترُ لحمَها سوى لفافةُ قماشٍ وُضِعَتْ على جسدِها الصغيرِ بطريقةٍ عشوائية ، وكأنَ من وضعها أراد لها الهلاكَ وكان تقديرُ المولى لها النجاة !

عاشتْ الصغيرةُ مع الجدةِ نورة طيلةَ الخمسِ سنواتٍ على أملٍ بلا أمل !

فأيُّ مصيرٍ ينتظرُكِ ياشهدَ الألم والمستقبلِ المجهول ؟!

بقلم / بنت الفاهمي
مشاركة في حملة أطفال بلا هوية .. نحن هويتهم ..

كُتِبَت على عجالة فاعذروني

التوقيع:
اللهم أرحم موتانا وموتى المسلمين


تخيل .. كيف أصورلك .. فؤادي عقب فقد "الأم"
عظيم الفقد يا"يمه" والأعظم إني ماأعاني !!

التعديل الأخير تم بواسطة الأمل الحائر ; 25-05-2008 الساعة 01:23 AM
الأمل الحائر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس