أحيانا تصـــــــــادف الأنســـــــــــان السعادة وهــــو قد يئــــس من الوصـــول إليها فنجــــــــده عندما يصادفهــــــــــــا
تزغرد الفرحــــــه في عينيه و كــــــــأنه وجــــــــد كنوز الدنيــــــــــا بأكملهــــــــــــــا
فيحافظ عليها و يصونها و يجعل لها مقـــــــــرا في قلبه لا يصل إليها الهـــــــــواء ‘ و ما أن تستقر السعادة في قلبه
حتى تحاصره الأحــــــــزان في لحظــــــــه قد نســــــي وجودها و تتغيــــــــر الأحـــــــداث لتقضي على من كانت قبلها
و لا بد أن تترك أثرا و تخيم على فؤاده الأحزان و تعيش فترة من الزمن إلى أن ينتهي أجلها بزيارة السعادة أو زيارة
النسيـــــــــان و هكذا فهي ظــــروف يعيشها الأنسان و لا بد أن تكون واحدة من اثنتين لأنه من المستحيل أن يعيشها
على حد ســــــواء فهو لا يستطيع أن يرتــــــــدي السعادة و في قلبه قليل من الأحزان و حتى ولو كان فستظهر عليه
أعراض الحزن ‘ فالأنسان غريب بطبعه ‘ و لكن كثيرا من الناس يجيدون صنعه التمثيل و لكن حتى ولو أتقنوها فلا بد أن
تغلبهم الظروف لبعض الوقت و تجعلهـــــــم يظهــــرون ما تكنه قلوبهـــــــم أو تظهر على ملامح وجوههم و بغيــــر
إرادتهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـم ...
و أما إذا أصبحت الحيـــــــــــــاة على نمـــــــط واحــــــــد فسيشعــــر الأنسان بالملل و طول الوقت فلا بد أن يعود
الأنسان نفسه ليعيش الحيـــــــــــاة بحلوهـــــــا و مـــــــرهــا لأنه من الشئ الطبيعي انه إذا مــــا ذاق مرارة الأحزان
لمــــــــا ذاق طعـــــــــم السعـــــــــادة و عرف معنــــــــــاها و يكون اليوم مثل الأمس و هكــــــــــــــــــــــــــــــــــذا
تستمــــــــــــــــــــــر الحيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــاة