عرض مشاركة واحدة
قديم 29-04-2008, 08:24 AM   #1
إحـسـآس
مطرود من الملعب
 
Exclamation " طفـــلٌ أضاعنــــي ...

السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته ..

في البداية صبَاحكمَ خالي من .. [ الالم ] ! .. ومسائكم ايضاً كذلك .

بـ محاذاة شارعٍ متعب كنتُ أقومُ بـ الرصف حتى أجهِّزُ لـ تبذير النوم أو بـ الأحرى أقودُ المنام إلى حليفهِ الخائن والذي يدعونه بـ السرير ، كنتُ حينها تحت أخيلتي في حال سبيلي ولم أكن أدري أن القرصنة تقع تحت سريري ، لم أكن أدري أن مكافحة الحلم لا تتمثل في الصحوة وإنما حتى في إسدال الستار ، بـ لسانٍ فاتر من بينِ شفتيَّ المتكاسلة كنتُ أتذوَّق القبلات الغابرة التي تقذفها من حينٍ إلى آخر تلكـ المركبات ، كنتُ أقول في نفسي أو لا يوجد لسانٌ آخر أو شفةٍ أخرى تقاسمني هذهِ القبلات ، أم أنَّ المنظور كان مسلَّطٌ على وضيعتي التي بـ دورها أبت الرقود على الرمل وبادرت بـ إنشاء الرصيف ، أم كلُّ من حولي جماد/رماد وماكان بين أولئكـ العشاق مجرَّد أوهام أو بـ الأحرى تخيلات ، شيءٌ ما في لحظةٍ يستوقفني عبوره وفجأة يتمزَّق في رتوشٍ من الإهتمامات الضيقة " ماهذهِ التناقضات لاأدري ..؟ " ، مازلت كل يوم أستفيقُ في نهارٍ مغلق كـ رصاصةٍ طائشة أبحثُ عن القتيل ، أسير في شوراعٍ لا أدري إن كانت ذات إتجاهين أو ذات إتجاهٍ واحد ، أسيرُ سحباً وأخرى دفعاً وكـ أن الغلظة والقسوة لعنة تطاردُ حتى الحيوانات في هذه الشوارع ، أثولٌ كنتُ أشهدها هناكـ غيثهم الويل والجشع أول مبتغاهم ومن سراة الليل أتقنوا فنون النهش والأفتراس ، كنتُ بينهم كـ حصَّاد الندى في حضرة الجمر كـ الكلمات الأسير في فم الصمت السحيق ، كنتُ بينهم بريئاً من التهم يهرب من قضية الظلام إلى قبوٍ قتيم ، قبو يسكنه جزّارٌ يتحسس الضعف وحسن الظن والوثوق واللجوء لـ يصافحه بـ السكين ، أفواهٌ لا تعرف إلا الشتائم وتجاويف تشرب نبيذ السكينة لـ تحتفل بـ الضجيج .



لا أعلم من الذي خدعني ودفعني لـ نحر ذلكـ الطفل في أول وليمة نضوج ، كان قد سكن أقصى مكامني ورسم أحلامه المتجددة كل يوم على جدران حارتي ، كان يشعل النيران في الصقيع لـ يصطاد الفراشات ويبثُّ الدفء في محيطٍ ماكان يعشق مع الأسف إلا الدخان ، أمطرني براءةً وحرسني بـ مودة الطيبيين وتكدَّس في داخلي دماثةً ورزع الصفاء في داخلي لـ سنين ، إن هذا الطفل جعل من هذه الخصال لغتي التي لايعترف بـ قاموسها ومعاجمها الواقع المشين ، كنتُ لـ أيامٍ أعيش شظيَّةً في تجريح الوقت أقايض العطاء بـ البطش ، وكلُّ هذا بـ سبب ذلكـ الطفل الذي نحرتهُ لاحقاً لكنني لم أستطع التخلُّص من المقتنيات التي أورثها لي ، ربما تكون لغة هذا الطفل (الضمير) مازالت فعالة لدى القليل أو الكثير وربما لا لكن أو صدقاً هو من أضاعني ..؟!
" أنَّ الفرد يملكـُ ضميراً أخلاقياً يحملهُ منذ ولادته " جان جاكـ روسو* .


إحـ\ــ


.

.

إحـسـآس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس