بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده , و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده ... وبعد :
أنـــــا آســف
عبارة لها مدلول ....و فوائد قيمة راسخة...
أنـــــا آســف
عبارة تطفي نــار العدواة...و تخمد ثورة قد تـجلب الكرهـ و الشقاوة..
أنـــــا آســف
لها ثمرات خيرة كثيرة...و آثار ملموسة إيجابية...
أنـــــا آســف
برمجة اتوماتيكية...تنعش الروح...و تـُنفس الكبت...تـُزيل الحقد...و تجلب السماحة و الصفح...
أنـــــا آســف
تزرع في القلوب المحبة...و تستخرج الروح المــرحة...تجعل في النفس الطمأنينة ... وبرودة القلب...و سكونه و إستقرارهـ
و يفتح باب السلامة , فيجعل القلب سليما و نقيا من الكراهية و الحقد و الرغبة بالأنتقام بين القلـــوب ...
أنـــــا آســف
قلَّ روادها...و مردديها...ذبلت اوراقها...جفت ينابيعها...جعلوها من التراث الموروث...و الشئ المنبوذ...
لما هذا ؟ ................هل هو تكبر و غطرسة أم إنه شعور بالغرور؟...أم الأعتقاد بأن الأعتذار إهانه و خضوع و إذلال ؟
لا...لا...لا
أنـــــا آســف
لها مردودها السيكلوجي...و الروحي...علاوة على الرُقي في الأسلوب و كيفية التعامل مع الخليقة ...
هذه العبارة لها مفعول سحري يفرض نفسه بقوة , ولكن بشكل جميل جذاب مهذب , يجعل الناس متسامحين و يفرض الإحترام المتبادل .
حين تكون هناك مشكلة أو سـوء فهم أم إنه موقف قــد أفضى إلى شئ من الكدر و حالة من التوتر و شئ من البغض بين القلوب و الأشخاص , وهذا يحدث يوميا في كل شئ و في جميع الحالات و بكل الطرق...من مواقف أو إختلاف الآراء و الأفعال و الحركات ...
و بكل تأكيد يكون هناك طـــرف مُخطئ و هناك مسبب , ومن الأفضل في حالات النزاع و الأختلاف بما ذُكر آنفاً سواء كان بسيطا أم شبه معقد ( الإعتذار ).....ففي نهاية المطاف ما أجمل ذاك الإعتذار و الإعتراف بالخطأ دون تردد أو حرج , بالعكس أجــــد فيه أنا و أتمنى أن تجدوه انتم كذلك ..نــعــم أجــد فيه المتعه و المرح...و السعادة و الفرح..
بالإعتذار أجــــذب قلوب البشر...أحببهم إليّ...أقدم باقه من خلاله للبشر اُجدد به المشاعر المتبادلة...
بالإعتذار أتحكم بالنفعلات و ردود الفعل لأي شخص...أمتص الغضب...أهون من الحدث...أنسج علاقة التراحم و التغاضي..اصنع قاعدة ركيزة ترتكز على الصفح و التسامح...
أسفه و إعتذاره ليسوا دليل على ضعف الشخص و هزيمته ...بل هو ثقة في النفس بأن لديه القدرة الكامنة و الشجاعة و القوة و الرغبة للعتراف بالخطأ...
و الإعتذار كما سبقت ذكره بأن له فوائد منها :
إجتماعية ( تـُلطف العلاقات بين الناس ) ...
و أخلاقية ( تطور و تـُحسن من التعامل الخلقي مع البشر ) ...
و فوائد طبية ...( تم نقلها من كتاب لدي يُسمى { اتكيت الرجل صـ/46 } لعدم خبرتي في الفوائد في مجال الطب ...
ذكرت الباحثة و الصحفية بيفرلي انجيل في الكتاب و أوردت بعض البحوث الطبية من المراكز النفسية ... و تقول :
إن الإعتذار عن الخطأ يؤثر على نفسية الشخص الذي اُعتذر له... و التغير يكمن في ضغط الدم..دقات القلب..و تيرة التنفس..و تعتقد أن من أسباب ذلك... الآتي :1-
1-تخفيض الغضب الذي سببه الشخص المُسئ أو المؤذي .
2- تخفيض الخوف من هذا الشخص , ومن احتمال تكرر الإساءة .
3- تحويل النظرة من الماضي المؤلم إلى مستقبل مشرق .
4- الإحساس بالقوة و رجوع الهيبة .
5- فتح باب العفو .
و ذكرت قائلة بأن هناك فوائد للــــمعتذر :
و تقول إن فوائد الإعتذار لا تعود فقط على الشخص الذي يُعتذر له , ولكن على الشخص المعتذر كذلك ..
و ذكرت منهااا ..إن الخجل و الندم الذي يشعر به ذاك المخطئ في حق شخص آخر ينعكس على نفسية مرتكب الخطأ .
و هي تنقله من مرحلة نفسية (الهلع و التوتر)..إلى مرحلة جسمانية ( ضغط الدم و الصداع ) ..كذلك تساعده على البساطة و التواضع و احترام النفس و هدوء الأعصاب ...
أنــــا آسف...( كلمتان سحريتنا , إذا اجتمعا , ملكت قلوب الناس .. و أزلت بوادر الكراهية و الغضب و التوتر )
فأنـــــــا آسف للجميع كي تصفى القلوب ...
تقبلوا تحياتي