"
سَكَبْتُ الدمعَ مِدرَارا ,
و قلتُ القلبَ قد صَارا , !
ذليـل ٌ للإلهِ فما , سوى الرحمـنِ غفـَّارا , !
أرى الأجفانَ غارقةً
فدمعُ العيــنِ أنهَارا , !
و َصوتٌ في الحشا يغلي , يُناجي الربَّ أسحارا , !
رفعتُ أَكُفَّ مُذنِبةٍ ,
أتاها الذنـبُ إنذارا , !
عُـــودي للإلـهِ فما , يُفيـدُ العاصي أعذارا , !
تَعفـّرَ قلبي الباكي ,
بـِ بابِ الربِّ مُنهـارا , !
حنيتُ لهُ الجبينَ , فليسَ يردُ سؤالَ مُحتارَا , !
و أسبلتُ الدموعَ لهُ
فشـَعَّ القلبُ أنوارا , !
رأيتٌ السعـدَ في ليلي , كما لو كانَ أقمارا , !
فكنتُ أصيحُ من كَمدٍ ,
يُحيلُ الـسعدَ أكدارا , !
فأسألُ نفسيَ الثكلى , أغيــرَ اللهِ غفَّارا , !
فتُذعِنُ نفسى الهَلكى ,
و تدعو الربَّ تِكرارا , !
غشى قلبي هوى الدُنيا , فشيـّد فيهِ أسوارا , !
جعلنا القلبَ تابوتاً ,
يضمُ الحُزنَ أسرارا , !
و يُظهِرُ رونقاً جذاب , و في الأعماقِ أقذارا , !
يعيشُ البُؤسُ في كنفِ ,
الحياةِ , كأنَّ بُكَاءَهُ عَارا , !
أثارَ القلبُ ما ثارا , و صارت جنـّتي نارا , !
إلهي , أسرفَ العُبـَّاد
إلـهي , فأنــتَ سَتـّارا , !
عرفتُ الخيرَ في سُحُبٍ , حشاها فيهِ أمطارا , !
تُصـَيّرُ علقمَ الأيام ,
بذاتِ الحُزنِ أزهارا , !
و تقذِفُ في رُبى الآلآم , سُكوناً بعدَ إعصارا , !
و تروي حاجةَ اللهفان ,
ففي الأكوانِ أسرارا , !