,’
بسم الله الرحمن الرحيم
...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
...
حُكِمَ عليه بأن يكون المدافع المظلوم ..
وأن يكون جاهزا لكل هجمة .. بأن يتغافل عنها ..
وأن يكون صاحب الإمكانيات الدفاعية .. المحكوم عليها ألا تدافع ..!
مهاجمون مهرهـ .. يريدون أن يكون المدافع أمامهم من دون حراك ..!
هم كذلك .. في كل مباراة إعلامية .. يكون المهاجم فيها الرئيس ومعاونوهـ ..
والمدافع فيها حكمٌ كتب عليه أن يكون الخاسر الأول مسبقا ..
***
سيناريو ألفنا على مشاهدته بعد كل مباراة ..
فالمغلوب نسي أن الرياضة .. فوزٌ وخسارة ..
بل زاد على ذلك أن سطر لها تعريفا جديدا ..
" الرياضة فوزٌ بجدارة .. أو بغش الحكم تتحول لخسارة "
ولهذا فهو يوهم نفسه أنه متيقنٌ عين اليقين من ذلك ..
ويوهم الجميع من صحة ما يقول ..
ولذلك ذهب ليرمي الحكم بأبشع الصفات ..
..
فمرة نجد الحكم راشيا .. عُرف عنه أنه احتل مرتبة
في قائمة طويلة من أولائك الذين عرفوا بالرشاوي ..
..
ومرة نجد الحكم مختلا عقليا ..
لا يملك حتى المؤهلات التي تجعله يسلك السلك الرياضي ..
..
ومرة أخرى نشاهد الحكم يكون هدف أساسي
لتلك العُقُل .. والأحذية " أعزكم الله " ..
التي تساقطت عليه من كل اتجاهـ ..
..
وذات مرهـ نفاجأ بأن تكون هذه المهنة غير مناسبة لذلك الحكم ..
بل ويتبرع من فاجأنا بذلك .. بأن يترك لنفسه مهمة إيجاد مهنة
لذلك الحكم .. ولتكن " بيع الفجل " مثلا ..
***
تلك الهجمات التي لم نجدها مِن من أطلقها ..
عندما يكون فائزا منشغلا في التهاني والتبريكات ..
لأنها في السابق لم تكن سوى لكبت ردود الفعل الغاضبة
التي قد تأتي من الجماهير من جراء التعرض
لإحدى ظواهر سنن الرياضة الطبيعية .. ألا وهي الخسارة ..
***
كم تمنيت أن تكون النية الصافية التي فُرض
على الفرد المسلم أن يتحلى بها ..
هي الديدن والسمة التي تدار وتحضر به تلك الهجمات
التي يكون الضحية فيها حكم .. زلِّل ..
وأقل هنا " زلِّل " .. لأشير وأُذكر إلى أن الحكم إنسان
لم يعصم من الزلل ولكنه بكل تأكيد .. لا يتعمد الزلل ..
فكيف إن لم يكن قد زل من الأصل ..!
***
أوساطنا الرياضية في مختلف فئاتها العمرية ..
أصبحت ترى في الحكم بل وتجزم .. بأنه ظالم لها في معظم المباريات ..!
بل وأصبح الأمر متعلقاً بالدخول بالنوايا .. والتشكيك بالضمائر .. !
فمن المسبب بهذا الأمر يا ترى ؟
***
دروس أخلاقية سيئة يقدمها رؤساء لأندية
اتخذت من الثقافة والخدمة الاجتماعية هدفا أساسيا لها ..
من خلال قذف الحكم بأبشع التهم والأوصاف ..
على وجبات شبه أسبوعية لصغار السن ..
والذين يرون في أولئك الرؤوساء قدوة لهم ..
***
العجيب في الأمر أننا نشاهد أكبر السلطات في المجال الرياضي ..
لا تحرك سكانا في هذا الموضوع ..!
فمن وجهة نظري .. أرى أن يكون هناك
قرار صارم من الرعاية العامة لرعاية الشباب ..
وبالتحديد من الإتحاد السعودي لكرة القدم ..
بمنع أي تصريح إعلامي من أي إداري
أو رئيس نادي أو عضو شرف قبل وبعد المباراة
يتكلم بذلك فيه عن الحكم بشكل مباشر أو غير مباشر ..
ووضع عقوبات مادية لمن يقوم بمخالفة ذلك القرار ..
...
الأمر الآخر أن يشمل ذلك القرار الإعلام الرياضي أيضا ..
ويمنع أي صحفي أو مذيع بتوجيه انتقادات علنية للحكم ..
من خلال النافذة الإعلامية التي يطل من خلالها ..
***
اعتقد أن هذه القرارات ستكون من شأنها
أن ترفع من كفة التحكيم لدينا في المملكة العربية السعودية ..!
فالتحكيم لدينا ليس بحاجه إلى قدرات
أو إلى دورات أكثر من المقامة حاليا ..
بل هو في الحقيقة بحاجه إلى إعادة الثقة به من الجميع ..
سواء من جماهير .. أو إعلام .. أو منسوبوا الأندية ..!
***
تنتهي المباراة كالعادة بفوز فريق على آخر ..
فإذا بالتبريكات والتهاني على كسب المباراة للفريق الفائز ..
تنصب هذه المرة من الفريق المغلوب ..!
ومن ثم .. أرى رجلا أمام إحدى الكاميرات ..
يدلي بشهادة كفاءة الحكم وتميزهـ بإدارة مباراة رائعة ..
وتميز اللاعبين في تقديم عطاء رائع ..
وإذا بي أتفاجأ .. بأن التصريح هذه المرة ..
جاء هو الآخر من قبل أحد رجالات الفريق المغلوب .. !!
***
كان ذلك في الحقيقة مجرد حلم .. رسمته في مخيلتي واستمتعت به ..!
حاولت أن أراهـ في واقعي المعاصر .. فأعيا التعب عيناي .. من طول الانتظار ..!
***
في النهاية ..
أتمنى أن تكون رسالة الرياضة أسمى وأرقى من تلك التي نشاهدها حاليا في وسطنا الرياضي السعودي ..!
***
آسف على الإطالة
ياسر 
,’