عرض مشاركة واحدة
قديم 04-02-2008, 10:10 PM   #3
زوبعة فكر
مطرود من الملعب
 
افتراضي رد: مُـذكرات مُـعلّم

حاولت البحث في الذاكرة عن مواقف رمضانية عالقة في الذهن
فلم أجد أقسى من تلك الأيام التي كنت فيها بعيد عن الأهل والأحباب فهذا الشهر الفضيل وذلك بسبب تعييني في قرية
تبعد عن مدينتي 280 كيلو ممّا يلزم علينا المكوث فيها كنّا اثنا عشر معلم محشورين في ثلاث غرف
غرفة نسميها مجلس وفيها يتبطح أربع معلمين بسبب ضيق المكان وغرفة النوم المستعمرة وغرفة حوّلناها إلى مطبخ
وكان السبب قلة الأماكن المستأجرة في تلك القريّة التي أشبه ما تكون معزولة فالخدمة الوحيدة فيها الجوّال
وإن كان البث دائماً ما يكون (( الشبكة مشغولة )) وأشكّ أنه فيه شبكة بالأصل
المهم في أول ليالي رمضان عقدنا الاتفاق على تحمّل المسؤولية فليس هناك سنبوسة جاهزة ولا شربة محضرة
نشتريها للإفطار من مطعم أو حتّى بقالة لانعدام المطاعم في تلك المنطقة ...
لذا اضطر أحد الزملاء إلى الذهاب إلى أقرب بقالة 50 كيلو على خط المدينة يعني أغسل يدك يتردد عليها الواحد في
اليوم غير مرة بدأنا بكتابة المستلزمات (( شوربة ,, معكرونية ,, توت ,, تانج ,, لبن ,, شعيرية ,, طحين للقيّمات ,, وزيت عافية _ لزوم القلي _وكان أحد المتطلبات من قِبلي _دريم ويب _ كنت مصممّ على عمّل حلوى ))
كان السحور كالعادة رز مع الدجاج
بقدر كاتم صيني
وكان الشيف جلوي لأول مرة يبغا يطبخ لنا
وكان اللي يعرفه يفكّ الدجاجة ويحطها مع موية ورز ويسكّر عليها ويجينا مفسر يدينه ويقول
ياني طابخ لكم طبخة
جلس عندنا نصف ساعة وقال تبغون السحور كانت الساعة ثلاث ونصف راح جلوي ما سمعنا إلا ضربة ظنيتها بالبداية
مدفع ينبهنا للسحور جينا نركض للغرفة قصدي للمطبخ ... إلا الدجاجة بالسقف لاصقة وغطا
القدر بفمّ جلوي بالزاوية والسبب أنه فتح على الكاتم بدون ما يفكّ الضغط ..
وراحت أول ليلة لاحنا اللي أكلنا رز ولا دجاج اكتفينا بتمر وبعد صلاة الفجر نمنا من شان الدوّام وكنا فرق كل ثلاثة بقرية يعني متوزعين اللي قريته 10 كيلو من السكن واللي 20 واللي 30 المهم رجعنا واجتمعنا قبل صلاة العصر
الساعة ثلاثة وكان جلوي غايب لأنه جته أم الركب بعد قدر الكاتم
المهم جينا خدّرانين اللي سنونه ترقل بسبب الردمية
واللي الغبار في مخابيه واللي واللي حالة ما يعلم بها إلا الله كلهم ودهم ينامون لكن أنا كنت أذكرهم بالاتفاق وماسك
بين يديني علبة دريم ويب (( متحمّس أبغا أذوقهم الحلى على أصوله ))
أعجبني واحد منهم كان هو الوحيد المتحمّس يبغا يسوي لقيمات قال أبغا أجهزها الحين بس مسكوني الطحين وزيت عافية وكنت متشوق للقيمات
المهم أنا بديت أشرف عليهم وأحمسهم ولسى ما سويت شيء
رحت لأبو القيمات أشوف وش سوى بعد العصر
اللي أخبر القيمات دائرية
أنصدمت لما لقيت مثلثات ومربعات ومعيّن قلت يمكن مأثر عليه تخصصه (( كان معلم رياضيات ))
يا فلان وش القصة قال : يا شيخ أنت ذق طعمها وأحكم بالفطور .
رحت للي متزهل بالعصيرات لقيته يحط طحين تانج مع سكر ويخلطه مع ماء في الخلاطة .
قلت وش القصة قال : ما تشوف المطاعم دوم التانج في جهاز يحرك العصير عشان يزيّن نكهته .
ورحت للي يبغا يجهّز المكرونية وتوقعوا من ؟؟؟
جلوي شكله ما نكل من اللي صار في السحور الولد نفسه طويل وكان يسألني
تبون مكرونية بالفرن ولا بالكاتم (( مع العلم ماعندنا فرن ))
قلت له لا خلها بالكاتم أحسن ... الولد متخصص بالكاتم
حط المكرونية مع موية وسكر الكاتم وفسر يدينه وراح يتابع التلفزيون
أما صاحب الشوربة متميهن أقوله يللا شد همتك قال ياخي ما تطول كلها زرف وموية ساخنة وأقدع شوربة تصير
المهم مالكم بالطويلة رحت أضبط الدريم ويب ... ودبرت كرز عشان أزيّن الواجهه
وقبل الفطور بعشر دقايق كل واحد قام يبغا يجهز اللي طبخه إلا جلوي
قلت جلوي قوم جب مكرونيتك ... قال : رح شف غيري يفكّ الكاتم أنا اللي أعرفه بس أسكر الكاتم ما أعرف أفكه .
بيني وبينكم أنا بعد خايف يصير لي اللي صار له المهم تزهل فيها واحد وفكّ الكاتم وكل واحد جاب وجبته وتعالوا شوفوا
المعكرونية جلوي سوّاها بدون ملح .
العصيرات دبس كلها سكر يعني لو مافيك سكر جاك .
اللقيمات تكرم النعمة كنّها لستك مزود العجينة .
الشوربة مالحة يعني لو ما فيك ضغط جاك الضغط .
وتعالوا شوفوا الدريم ويب زيّنته بشكل مو معقول بس للأسف نسيت أحط سكر .
وبعد ذاك اليوم
قضيّنا شهر رمضان نفطر تمرة ولبن
//

\\

//

\\
يتبع


التعديل الأخير تم بواسطة زوبعة فكر ; 04-02-2008 الساعة 10:13 PM
زوبعة فكر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس