أخــــوي بو عزيــز
في كل مساء .. ضع مشاعرك وعواطفك في ( فريزر )! وفي كل صباح .. حينما تريد استعمالها .. أخرجها مكعبات ثلجية .. صالحة للإستعمال " ! هذه نصيحتي لك ..
.. في هذا الزمان .. زمن الحب المثلج .. هذا النوع من الحب .. هو آخر صيحة .. في عالم الحب ، حب مثلج بارد لاروح فيه .. ولا حرارة ولا أشواق .. انس قصص قيس وليلى ، عنتر وعبلة ، روميو وجولييت ، انس كل هذه القصص الرومانسية الخيالية .. وكن حبيباً على أحدث طريقة !
إظهار عواطفك ، وإعلانك عنها ، تعبيرك عما يجول داخلك .. غلط! اندفاعك يعتبر وصمة عار " اثقل " ... عزيزي المحب ان رأيت حبيبك ... فبادره بسلام ( كالآيس كريم ) وحدثه بأحاديث مثلجة ، تثلج عواطفه ... وتجعله يثقل مثلك ..! إياك وأي كلمة حب دافئة أو نظرة حنان معبرة ، ستفسد كل خططك ... وتضيع هيبتك ... " الثقل صنعة " !...
اذا غاب عنك الحبيب لخلاف بينكما ... حتى لو كنت أنت المخطيء لأنه غضب منك ، وأنت لا أحد يغضب منك ... لذا إياك أن تتصل به .. حينما يغيب عنك غاضباً منك ، احفظه في قلبك ... بأن تثلجه كأي قطعة معلبات .. طبعاً البرودة في قلبك .. تحت الصفر! لذا سيظل هذا الحبيب محتفظاً بجميع خواصه ، صالحا للاستعمال ... اذا عاد هو واتصل بك ... لقد ودعته ... " بالله معك " فإن عاد ... أهلاً وسهلاً وان لم يعد ... فالله معه.
حب مثلج هذا ما أنصحك به ... الجليد والصقيع ، هذه العوامل الجوية ... هي مقومات جو القلوب هذا العصر .
عذراً عزيزي القاريء ... كدت أن أوقعك في كارثة ... نسيت أمراً مهماً ! إياك أن تتبع هذا الأسلوب في بداية تعارفك بحبيبك ... وإلا لن يقع أحد في فخ حبك المثلج ... هذا الأسلوب في نهاية المشوار ... أما في البداية عليك يا سيد المحبين أن تنتهج مسلك الأسلاف الرومانسيين ومع كل نظرة بيت شعر ... مع كل تنهيدة باقة ورد ... ولا تنس أن تحدد موعداً للإتصال بالحبيب ، فتجعل بينك وبينه أشياء صغيرة خاصة ولذيذة تغريه بها في بداية المشوار ... إلى أن تتصدر في صميم قلبه ... إياك ثم إياك أن تتذكر أن هذه الأمور روتين يقيدك ... وأنت ما اعتدت على القيود ... هذه التصريحات دعها فيما بعد ... حينما تتوطد العلاقة ويسري حبك في قلبه ، وتبدأ أنت تشعر بالملل ... وتريد أن تتملص من هذا الحب ليبدأ حباً جديداً ومغامرة جديدة ، عليك بكل ذوق ولباقة أن تحول حبك المتوهج إلى حب مثلج بالتدريج .... طبعاً أنا أضمن لك انسحاب الطرف الآخر من حياتك مهما عظم حبك في صدره دون أي احراج لك .. لأنه لاشيء يؤلم ويوقظ كرامة المحب المخلص مثل التعامل المفاجيء مع حب مثلج .... من حبيب حسبه يوماً من الأيام حبيباً مخلصاً ... فإذا به حبيب لاه ... هوايته اللعب في القلوب ...
كذلك أضمن لك .. أن لن يجد تهمة يوجهها لك ... فأنت تدفعه هو إلى الإنسحاب بطريقة دبلوماسية مهذبة ... وحبك البارد الهاديء هذا ... حلله له بأنك حبيب رزين ولست مراهقاً ... تحب حبيبك وتحفظه معك في قلبك ... ان حضر أو غاب عنك.
ما أصعب أن نسخر ونهزأ من آلامنا ... ترى في ( فريزر ) قلبك الضخم ... كم من حبيب مثلج ... موضوع في قوالب ثلجية ... فوق رفوف قلبك المنظمة ؟!
عزيزي القاريء ...
ان كنت من هؤلاء ... الذين يستهوون اللعب بالمشاعر ويستخفون بعواطف الآخرين ... وان كان قلبك له عيارات حرارية بامكانك تحويلها حسبما تشاء ... وفي الوقت الذي تشاء من درجة حرارة مرتفعة ... إلى درجة برودة منخفضة ... فهذه النصيحة مناسبة جداً لك .... طبعاًً الله يكون في عون من يقدر له أن يكون ضحية حبك المثلج.
ولو أنه بعد مرور التجربة بكل ما تحمل من ذكريات فرح كاذب وأحلام واهية وآلام مبرحة من قسوة الصدمة .... بعد وضوح الرؤية لهذا الحبيب المخدوع بك ... وظهورك أمامه بصورتك الحقيقية ... لن يندم أبداً عليك ... ولا على حبك المثلج ... لأنه سيدرك .. أن سيولة الحب المثلج هي السيولة المطروحة الوحيدة والمتداولة بشكل واسع في عالم حب هذا الزمن الرديء!
=============================
آسف ع الأطآله والهلوســه
دمتـــــــــم بـــــــود