عرض مشاركة واحدة
قديم 07-10-2007, 12:05 PM   #1
أعز إنســآن
. . : زعيم القناصين : . .
 
Thumbs up مصطفى الآغآ : الكل مدرب والمدرب هو الضحية .. !!


خلال شهر رمضان المبارك سنحت لي الفرصة أن أكون متواجدا بينكم لمدة أسبوع كامل موزعا بين العاصمة الرياض وعروس البحر الأحمر جدة وطبعا زيارة أقدس بقاع الدنيا مكة المكرمة، ومن الطبيعي لشخص يعمل في الوسط الرياضي منذ ربع قرن أن تكون معظم حواراته رياضية بامتياز ولكن وللأسف أقول هذا الكلام فإن العدد الأكبر من الأشخاص الذين التقيتهم وحاورتهم كانوا عاطفيين بدرجة امتياز ومتعصبين بدرجة تفوق الامتياز وقليلي الخبرة في الشأن التدريبي ومع هذا يصرون على التدخل في أدق التفاصيل التدريبية وطبعا في التشكيل الذي يلعب به المدرب ولابد من إضافة كلمات وبهارات على الحديث مثل هل يعقل أن يلعب بمحورين أو ثلاثة وأين الإستوبر ولماذا لعب فلان ولم يلعب علان... والغريب أن أيا من هؤلاء لم يحترف كرة القدم ولم يلعبها على المستوى الدولي أو حتى المحلي وربما يكون أفضل ما فعله أن لعبها في الحواري أو مع رفاقه (وهو ليس عيبا بالمناسبة)، ولكن ما أراه معيبا أن ننصب أنفسنا مدربين ونهاجم من يدفع عشرات ومئات آلاف الدولارات نظير استئجار أو الاستفادة من خبراتهم الطويلة التي اكتسبوها خلال سنوات وسنوات من العمل الاحترافي الكامل في أوروبا والعالم، ولأنهم خبراء استقدمناهم ولو كنا نفهم أكثر منهم فلماذا نأتي بهم أصلا... طبعا هؤلاء أيضا قد لا يتوفقوا معنا وقد لا يتأقلموا مع مناخاتنا أو لاعبينا أو حتى تعدد وتنوع بطولاتنا أو احترافنا غير المتكامل الأطراف، ولكنهم في النهاية يبقون مدربين أصحاب كلمة ولو أردنا أن نتدخل في كل صغيرة وكبيرة وشاردة وواردة عندها يكون ضرر (محبتنا الجارفة) اكبر من فائدته. نعم صحيح أن الكثيرين منا باتوا (فاهمين كورة) لدرجة أن البعض يقول "الشغلة مش كيميا"... ولكن الأصح أن الشغلة كيميا عندما تأتي لعلم التدريب لهذا تجد المدربين العالميين الجيدين قلائل لأنه لو كل من صف الصواني صار حلواني وكل من كتب كلمتين حلوين صار حبيب وكل من شاط الكرة صار لعّيب لكانت الدنيا سهلة والأمور عال العال... من حق الجميع أن يحبوا أنديتهم وأن يناصروها وأن يخافوا عليها وعلى نتائجها ولكن لماذا لانترك مسألة التدريب وفنونه والخطط وأسرارها والتشكيلة وخباياها على الأقل لمن لعبوا الكرة أو مارسوا التدريب... هنا يصبح من حق ماجد عبدالله وسامي الجابر ويوسف الثنيان وصالح النعيمة ومحمد عبدالجواد أن يدلي كل واحد منهم برأيه لأنه يعرف تماما ما الذي يتحدث عنه ويعرف ما الذي يريده المدرب من اللاعب وما الذي يريده اللاعب من المدرب ويعرف ما الذي يفعله الضغط النفسي باللاعب قبيل المباريات النهائية أو قبيل تسديد ضربة جزاء لأنه عاش هذه اللحظات قولا وفعلا... طبعا كلامي لا يعني أن يكون النقد والتحليل حكرا على اللاعبين ولكني قلت أن يكون الكلام التخصصي حكرا على الأخصائيين لأن كثرة الطباخين كفيلة بحرق أي طبخة. طالما أننا نحاسب المدربين عندما يخفقون لهذا من حقهم علينا أن يأخذوا فرصهم كاملة دون أي تدخل حتى يستحقوا المحاسبة لا أن نتدخل في عملهم وعند المحاسبة نتنصل من المسؤولية لنمارس حقنا في التشجيع وفي الاحتجاج على النتائج السيئة ولنمارس حقنا في الوقوف مع أنديتنا في أحوالها السيئة قبل أحوالها الجيدة ولنكن واقعيين في طروحاتنا وأن لا نغالي في (تورطنا) بأمور نعتقد أننا نفهمها كما علينا أن لا نقلل من قيمة وفهم الآخرين وكم من مرة سمعت أن كارلوس البرتو مالو علاقة، وباكيتا شو بيفهمو، وكالديرون محاضر على قدو وبوكير لا يفهم الطيخ من البطيخ وهنا أتساءل من هو الذي خولنا أن نمنح هذه الشهادات أو التسميات على هؤلاء؟؟؟ وبأي حق نقول عنهم ما نقول ؟؟؟ ولو تسلمنا مكانهم هل سنفعل أفضل مما يفعلون؟؟؟

تحياتي : روح الكاسر

التوقيع: الحمد لله
أعز إنســآن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس