عرض مشاركة واحدة
قديم 20-09-2005, 09:54 AM   #10
LoOoK At Me
قناص جديد
 
الصورة الرمزية LoOoK At Me
 
Post مشاركة: اسطورة القرن العشرين [ مارادونا ]



حققت لنابولي كل شيء ولكني طردت من إيطاليا مثل المجرمين



جمعنا أربعة ملايين دولار (لو تم احتساب إعادة البيع وكل شيء على الطريقة النيبولية المثلى لوصل الرقم إلى سبعة أو ثمانية ملايين) ولكن النادي لم يستخدم ذلك وأضعنا فرصة جعل (نابولي) فريقاً عظيماً بكل معنى الكلمة... لم يوافقوا حتى على تغيير العشب في ملعب التمرين في (سوكافو).
هل تريدون أن أخبركم كيف كان مركز التدريب في (سوكافو), وهو ملعب تمرين فريق نابولي؟ كان أقرب إلى ملعب لناد من الدرجة الثانية في الأرجنتين منه إلى ناد أوروبي من الدرجة الأولى. كانت جدران غرفة الملابس تتفتت على رؤوسنا. كانت شبيهة بمنزلي في (فيلا فيوريتو). كانت هناك مظلة من الحديد المموج الرخيص تكفي لتغطية أربع سيارات وسطح اللعب كان يهرس أوتار اللاعبين. لذلك أقول إن "سالفاتوري كارماندو", وهو المسؤول عن المساج والتدريب العضلي وكل ما يتعلق بذلك, يستحق 50% من التكريم لأي لقب استطعنا الفوز به.
وحوالي ذلك الوقت قامت مجموعة الإدارة العالمية بعمل مسح عن الشخص الأكثر شهرة في العالم وجاء اسمي في الأعلى... ولذلك أرادت المجموعة شراء حقوق صوري: عرضوا عليّ مئة مليون دولار! ولكن كان هناك شرط. أحد الشروط كان أن أحمل جنسيتين: الأرجنتينية و... الثانية.. الأمريكية! والجنسية, أعني كوني أرجنتينياً هي مثل الأحاسيس, ليس بإمكانك أن تضع لها سعراً فحسب.
وكانت الرحلة من منزلي إلى (سوفاكو) والعودة منها مغامرة حقيقية!
إليك كيف كانت تتم الرحلة: كان عليّ أن أغادر من جانب أو آخر وهكذا أنتظر خلف البوابة بينما أترك المحرك دائراً... عندما كنت أعطي الإشارة بالعلم الأخضر كانوا يفتحون البوابة وكنت أضع قدمي بقوة على دواسة البنزين "على الآخر"! كان الجمهور المجتمع على الباب يفتح الطريق وكنت أمر من المنتصف. جنون مطبق! وأولئك الذين كانوا يعرفون خططي كانوا يتبعونني على دراجات نارية... إلى أن أتمكن من إضاعتهم. كان راكبو الدراجات في (نابولي) مجانين كانوا يتبعونني في جميع أرجاء المكان... ولكنني كنت أتمكن من إضاعتهم وأنا أقود المرسيدس أو الفيراري.
تلك الأيام، في موسم (1987م/1988م)، وكان رابع موسم لي في إيطاليا، كانت أياماً رائعة تماماً. بالإضافة إليّ وإلى "جيو روانو كاريكا"، كان "أنتونيو كاريكا" قد انضم إلى الفريق. شكراً لك يارب.
في أكتوبر من عام 1987م دخلت عيادة الدكتور "هنري تشينون" في (ميرانو) في سويسرا لأول مرة. لم أكن قد توقفت منذ حضوري إلى إيطاليا. وفوق ذلك كله لعبت ما يقارب مئتي مباراة متتالية، منها في بطولة الدوري ومنها في الكؤوس والمباريات الودية والمنتخب وما إلى ذلك. كانت عضلاتي تؤلمني كثيراً لدرجة جعلت حتى الدكتور "أوليفا"، الذي طالما تمتع باللمسة السحرية، لم يجد ما يفكر به سوى أن ينصحني بالراحة. كانوا يعطونني تلك الحقن التي كانت تجلب الدموع إلى عيني... وكنت ألعب وألعب وألعب وآخذ كل تلك الحقن. لذلك عندما يتكلم الناس عن كون لاعبي كرة القدم يتقاضون كثيرا من المال، عن كوننا كسالى، هل لديهم أي فكرة عن شكل حقنة طولها عشرة سنتمترات وهي تغرس في فخذك أو كاحلك أو ركبتك... أو خصرك!
كان موسم 1988م أفضل موسم لي ولكن ذلك العام أيضاً مضى وأنا استمتع بمراقبة ابنتي تكبر يوماً بعد يوم وجميع أفراد عائلتي حولي.
وفي ذلك العام 1988م أيضاً خطرت لي فكرة التغيير الكبير، فكرة الرحيل. ظهر "برنارد تابي"، رئيس اللجنة الأولمبية في مرسيليا، على المسرح وعرض عليّ كل شيء أردته وأكثر بكثير. قال لي الرجل: "دعنا لا نتحدث بالأرقام. سأدفع لك ضعف ما يدفعه لك (نابولي)... أريدك في فرنسا، مهما كلف ذلك! لم تكن المسالة مسألة نقود فقط. أو على الأقل لم يكن المال فقط ما أقلقني أن في نابولي كانوا يدفعون (25) مليون دولار! ولكن كان هناك تفاصيل صغيرة أخرى مثل فيلا، ليست مثل (فيلا فيوريتو). كان هذا منزلاً فخماً مع حديقة مساحتها (6000) متر مربع حيث تستطيع ابنتي أن تلعب وتلهو. كنت تعباً من سماع ابنتي تقول "أبي، تعال نذهب ونلعب على الشرفة".
في نفس الوقت،كنا ما نزال نحرز تقدماً في بطولة الدوري، وما زلنا نضغط في كأس أوروبا.
آخر مباراة، المباراة الحاسمة، كانت تلك التي ضربت بها الكرة برأسي لـ "فيرارا" وأكلمها هو في المرمى، كانت تلك حركة غريبة لأنني مررتها من خارج المنطقة برأسي إليه بعد أن ارتدت الكرة عن الأرض... بالنسبة لي جاء كل شيء في نفس الوقت: أول لقب عالمي مع نادي، اسم (نابولي) في أوروبا و... النقل! لم يشأ "فيرلانيو" أن يدعني أذهب. جاء إليّ في الملعب بينما كنت ما أزال أحمل الكأس... همس في أذني وهو يمسك بكتفيّ: "سوف ننظر في أمر العقد، أليس كذلك يا دييجو؟".
أردت أن أهوي بالكأس على رأسه ولكن الشيء الوحيد الذي صدر مني كان: "ليس هذا هو الوقت المناسب يا سيدي المدير. ليس هذا الوقت المناسب فحسب... ولكنني وفيت بما يتعلق بي من العقد، وعليك أن تفي بما يتعلق بك" وهناك في الملعب قال: "لا، لا، لا... لن أبيعك، لقد قلت ذلك فقط لكي أحفّزك".
بعد ذلك جاءت الإجازات الطويلة والمتعددة... أردت إجازاتي وكنت مصمصاً على أخذها. هم الذين رتبوا أموري وعليهم أن يتحملوا العواقب... بماذا كانوا يفكرون؟ هل كانوا يعتقدون أنها المرة الأولى التي أمر فيها بمشكلات؟.
ذلك كان الوقت الذي بدأوا فيه، عن طريق المصادفة البحتة، بربطي بالمخدرات. ظهرت بعض الصور في مجلة (إل ماتينو) وبعض المجلات الأخرى لي مع "كارمين جيليانو" الذي كان - حسب ما يشاع - زعيم إحدى أكبر مجموعات عصابات السوء، رئيس أكثر المقاطعات قوة: (فورسيلا)...
أعترف بأن ذلك العالم كان أخّاذاً وآسراً. أعترف بذلك. كان ذلك بالنسبة للأرجنتينيين شيئاً جديداً تماماً: المافيا، ما هي؟ كان من الممتع مشاهدتها. طبعاً كانوا يقدمون إليّ بعض المخدرات ولكنني كنت دائماً أرفض لأنهم كانوا دائماً يعطون أولاً ومن ثم يبدأون بطلب الخدمات... كانوا يدعونني إلى نوادي المعجبين ويهدونني ساعات وما إلى ذلك. تلك كانت نوع العلاقة التي ربطتني بهم.
كنت كلما ذهبت إلى أحد النوادي يهدونني ساعة (رولكس) أو سيارة. سيارة لعينة! أهدوني أول سيارة فولفو (900) في إيطاليا... وكنت أقول حينها: "ولكن ماذا عليّ أن أفعل؟" وكانوا يقولون "لا شيء. لنأخذ صورة لك". وأقول شكراً جزيلاً، وفي اليوم التالي أرى الصورة في المجلة. تلك الصورة ظهرت مع "كارمين جيليانو" وعائلته.
في 29 أبريل، بعد أن كان زملائي في منتخب الأرجنتين قد هبطوا في إيطاليا ليلعبوا نهائيات كأس العالم، لعبنا ضد فريق (لاتسيو) كانت مباراتي الأخيرة. شيء من الرسميات يا صديقي، رسميات فقط. هدف من فوق رأس "باروني" وذهبت لاستلام الشيك.
قبل ذلك تماماً، عندما كنت ما أزال على الملعب، وحالما سمعت صفارة النهاية تنطلق، كنت قد صرخت من أعماق قلبي وروحي، وصرخت: "هذا برهان أنني أعرف نفسي أفضل من أي شخص! والشيك لأتمكن من أن أعيش حياتي! أريد أن أعيش حياتي لو سمحتم!".
ولكنهم لم يتركوني، لم يتركوني فحسب... "لماذا يكرهني الناس في إيطاليا؟ وصلت إلى (نابولي) كنت لاعباً محبوباً أعجب به الجميع... لأننا لم نكن نربح أي شيء" كنت محبوباً وأعجب بي الناس لأنني كنت ألعب جيداً. كانت الفرق تسجل ثلاثة أهداف في مرمى نابولي في (تورينو)، وأربعة أهداف في (فلورانسا) وهكذا كان الأمر كل يوم أحد. ولكن نابولي بنى فريقاً عظيماً وبدأنا نفوز في كل مكان. مل أعد محبوباً كما كنت. في خلال السنوات الخمس بعد وصولي، فاز (نابولي) بالدوري مرتين، وكأس إيطاليا، وكأس أوروبا، مرتين جاء فيهما ثانياً ومرة ثالثاً في الدوري".
لوحت مودعاً نادي (نابولي) بضربة جزاء ضد فريق (سامبدوريا) في 24 مارس. ولكنني طُردت من إيطاليا مثل المجرمين... وكان ذلك بالتأكيد ليس أفضل ملخص لتاريخي مع نادي (نابولي)، أليس كذلك؟

~يتبع ~

LoOoK At Me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس