عرض مشاركة واحدة
قديم 20-09-2005, 09:48 AM   #8
LoOoK At Me
قناص جديد
 
الصورة الرمزية LoOoK At Me
 
افتراضي مشاركة: اسطورة القرن العشرين [ مارادونا ]


الحلقة 9 - الفصل الثالث - العاطفة 2

فيرو أجبرنا على اللعب أمام مرمانا

أضعت ضربة جزاء لا أستطيع أن أسامح نفسي عليها حتى اليوم


في أغسطس 1981م، أجبرنا فريق (فيرو) أن نلعب على باب مرمانا، كان عدد الأهداف التي أنقذها حارسنا "إل لوكو جاتي" لا يصدق. كان رجل المباراة. انتصرنا على فريق "تيموتيو جريجول" العجوز وحصلنا على التقدم الذي كنا نحتاج إليه. كنا على وشك الدوران حول الملعب دورة الشرف. لا شيء ولا أحد كان بإمكانه أن يوقفنا.
على الأقل ذلك ما أحسست به عندما سافرنا إلى (روساريو) مقتنعين أننا سنحصل على اللقب تحت أحزمتنا قبل نهاية البطولة. كنا سنلعب مع فريق (سنترال) في ملعب (جيجانتي دي أرويتو) وكنا نحتاج إلى التعادل لنحصل على اللقب. كان ذلك يوم الأحد 9 أغسطس المقيت (المثير للاشمئزاز)، كان اللقب على قدمي ولكني تركته يفلت مني، أضعت ضربة الجزاء التي كانت ستجعلنا أبطالاً ولا أستطيع أن أسامح نفسي حتى اليوم... كان الحزن بادياً على وجوه مشجعي (بوكا) في طريق العودة إلى (بونيس آيريس).
خسرنا (صفر/1) ولكن كنا لا نزال في القمة وكانت لا تزال لدينا الفرصة لندور دورة الشرف ضد فريق (ويسينج) في ملعب (بومبونيرا).
بعد أسبوع تعادلنا (1/1) وانتقمت لنفسي لضربة الجزاء المخجلة تلك. كان العنوان الرئيسي في صحيفة (إل جرافيكو) بقلم العجوز (فيوليتا بارا) يقول: "شكراً أيتها الحياة لأنك أعطيتني كل هذا"

البطولة مع فريق (بوكا)
تنهدنا الصعداء مرتاحين. هل تعرفون بمن كنت أفكر عندما فزنا؟ قبل شهر من ذلك كانت جدتي في منتجع (جيميس) للاستشفاء لعدة أيام. ذهبنا أنا وكلوديا لزيارتها وعندما لاحظ مراقب موقف السيارات العجوز أن "ماردونا" كان في السيارة بدأ يهتز... كان يبكي... شكرني على السعادة التي جلبناها له نحن لاعبي فريق (بوكا) وقال لي إنه لم يفوت مباراة واحدة على الراديو... كان عاطفياً ومنفعلاً وجعلني أفكر في عدة أشياء. ذلك هو الوجه الذي تذكرته عندما فزنا. وجه "أنتونيو لابات". لم أره بعدها مطلقاً... كان وجهه يلخص مشجعي (بوكا) بالنسبة لي.
كنت مديناً لهم بواحدة حتى ولو قالوا لي إن إضاعة ضربة جزاء قد تحدث لأي شخص... أشكر الرب أنني تمكنت من رد ديني لهم.
في تلك الأثناء كان نادي (ريفر)، الذين كانوا متضايقين قليلاً بسبب مسألة انتقالي، يبحثون عن لاعب يشترونه ليحافظوا على الجمهور سعيداً. كان اختيارهم جيداً واشتروا صديقي القديم "ماريو كيمبيس" وأعادوه إلى الأرجنتين. في الحقيقة، كان ذلك سبباً آخر لأحس بالفخر. كنت دائماً معجباً بـ"كيمبيس" وجعلني سعيهم الحثيث لشرائه وإحضاره إلى الأرجنتين لمنافستي أحس بأنني شخص مهم.
كم كان "كيمبيس" عبقرياً. كنت دائماً آخذه مثلاً كلما كان مدرب الأرجنتين "باسريلا" يقول لي إنني لا أستطيع اللعب وشعري طويل.. فكر بذلك. كان ذلك سيجعلنا نلعب في بطولة كأس العالم 1978م بدون "كيمبيس".
وعلى أية حال، لم يكن بإمكان تلك البطولة القومية أن تكون أسوأ بالنسبة لي. أعتقد أن الأمر كان مسألة إرهاق بحتة. كنا نلعب ألف مباراة في الأسبوع! منذ نهاية بطولة الـ(ميتروبوليتان) لم يكن الناس يتحدثون عن أي شيء سوى عن بيعي لنادي (برشلونة) وصراع فريق (بوكا) للاحتفاظ بي في الأرجنتين.
كان لدى النادي طريقة واحدة ليجمع المال اللازم لذلك، وكان ذلك يقضي تنظيم مباريات ودية ألعب فيها أنا. وهكذا، وبعد أقل من أسبوعين على فوزنا بالبطولة كنا في طريقنا إلى المكسيك لنلعب مع فريق (نيتزا). (إجازات؟ لا تجعلني أضحك)، من المكسيك ذهبنا إلى إسبانيا لنلعب مع فريق (رزاجوزا) ومن هناك مباشرة طرنا إلى باريس... وعلى الرغم من ذلك تعرفت إلى مدينة باريس. كانت أول مرة أذهب فيها إلى المدينة التي طالما سمعت عنها الكثير. عشقت المكان! خاصة إحدى الليالي التي قضيناها في نادي "الليدو" الليلي. أعطوني طاولة على طرف المسرح مباشرة. حتى إنهم سمحوا لي بالدخول دون ارتداء ربطة عنق... لم أكن أعلم أنه كان من غير المسموح به الدخول إلى نادي ليلي دون ربطة عنق! في باريس فزنا على فريق (باريس سان جيرمان) (3-1) في ملعب (بارك دي برينيس). ولكن لم يكن أحد يناقش كرة القدم. كان موضوع الحديث الوحيد هو موضوع انتقالي.
بعد خسارة (1- 0) أمام فريق (إنستيتوتو) في ملعب (بومبونيرا) بسبب الهدف الذي أحرزه "توكو ميتزا"، حضر "بابلو أباتانجيلو" بنفسه إلى غرفة الملابس. كان مديراً من الوزن الثقيل حقاً وأعتقد أنه سيعطي بعض الملاحظات حول كون اللاعبين لم يلعبوا بشكل جيد وجدي... وقد أثار ذلك غضبي فعلاً! لم أكن لأتحملها، وخلال برنامج (60 دقيقة) للمذيعة "مونيكا كاهين دانفيرز" قلت إن ذلك لا يصدر إلا عن غبي... وتلا ذلك صمت عميق. في تلك الأثناء كنت أسافر رحلة بعد الأخرى، تعرفت إلى العالم في تلك الأيام. ولاحظت أن العالم كان عليه أن يتعرف إلي أيضاً.
في منتصف تشرين الأول عام 1981م هبطت طائرتنا في (أبيدجان) عاصمة ساحل العاج بعد توقف في (داكار). لم أر شيئاً يماثل ما شاهدته من قبل، ولا أعتقد أنني شاهدت مثله طوال حياتي المهنية بعد ذلك. كل أولئك الأشخاص السود الصغار يندفعون من بين الشرطة وأسلحتهم ويمسكون بي قائلين: "ديغو! ديغو!". لقد أثروا بي فعلاً.. وبعدها عندما ذهبنا لتناول طعام الغداء في الفندق جاء حوالي عشرون منهم إلي وقال واحد منهم "مرحباً" وخاطبني باسم "بيلوسا.." .. هل قال "بيلوسا!." ! شاب أسود صغير من ساحل العاج يعرف هذا اللقب الشخصي لي!.
هنا كان النقاش قد وصل إلى نقطة هل سأبقى في نادي (بوكا) أم لا. كان الوضع الاقتصادي في الأرجنتين كارثة وكانت العروض التي تأتي من الخارج تشكل ضغطا حقيقيا. أكوام من العروض، أكوام منها، ولكن ليس بالقدر الذي كانت عليه في التسعينيات. فكر بذلك: كانوا يدفعون ستة ملايين من أجلي، والذي كان يشكل ثروة حقيقية أيامها، ذلك النوع من المال الذي لا تستطيع أن ترفضة ... في عام 2000م أصبحت تلك الأرقام تدفع لشراء مدافعين عاديين! النقود التي أضعتها كانت كثيرة! حسناً، أعترف بذلك. في مؤتمر صحفي خلال الرحلة قال "دمينغو كوريجليانو" في رده على سؤال عما كان سيحدث لي: "سنفعل ما باستطاعتنا لكي نبقيه في الأرجنتين." وهكذا وقفت على كرسيي وبدأت أصيح "كوريجليانو" ولكنني عرفت أن الأمر سيكون شاقاً، شاقاً بالفعل، وكان ذلك يزعجني فعلاً. كنت أريد أن ألعب في بطولة "كأس ليبرتادوريس" ديني الأكبر في كرة القدم في بلدي. أردت أن أفوز بلقب لا يكون من النوع الذي تلبسه في البيت فقط.... لذلك قلت شيئاً حينها ما أزال أؤمن به حتى اليوم. فقط اختلفت الأسماء التي لها علاقة بالموضوع. قلت "إن ما يدور حول كرة القدم يضايقني. يغضبني أن الأمور ليست أكثر بساطة. إن هناك مديرين يعيرون فرصة التقاط الصور أهمية أكبر من اهتمامهم بناديهم. يزعجني عدم وجود مؤسسات تستطيع شراء "مارادونا" أو "باسريلا" أو "فيلول". يزعجني أن من المستحيل الاحتفاظ باللاعبين مثل أولئك. أحياناً يتكلم إلى الناس عن الأيام القديمة الحميلة لكرة القدم وأقول أنا حسناً، ربما كان هناك لاعبون عظماء في الماضي. ولكن الذين هم على قيد الحياة لقبين عالميان وأتمنى أن لا تغادر هذه الألقاب مطلقاً من البلد". ذلك ماقلته عام 1982م!.
لأكون صادقاً، بدأت أفكر أنهم أحبوني أكثر من بلدي نفسه، لأن المباريات التي لعبناها من أجل الأرجنتين ضد أمثال يوغوسلافيا، تشيكو سلوفاكيا، ألمانيا قبل كأس العالم في نادي (ريفر) تركتني وأنا أشعر بالغرابة والمرارة. كانت أول مرة أختلف فيها مع الجمهور. صفروا لي، وصرخوا علي مطالبين أن أتدرب وأتوقف عن إضاعة الوقت...لم أصدق ذلك! لم أكن قد حصلت على إجازة لفترة طويلة. ذهبت من (بوكا) إلى المنتخب. لم يكن هناك توقف على تلك الرحلة! لم أكن ألعب بشكل جيد، ذلك صحيح. ولكن ألم يكن "مارادونا" يملك الحق في لعب مباراة سيئة مرة بين الحين والآخر

~يتبع~

LoOoK At Me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس