عرض مشاركة واحدة
قديم 20-09-2005, 09:39 AM   #3
LoOoK At Me
قناص جديد
 
الصورة الرمزية LoOoK At Me
 
افتراضي مشاركة: اسطورة القرن العشرين [ مارادونا ]


الحلقة 3 ـ الفصل الأول ـ البدايات 2

والدي كان يضربني بقسوة ولكن بفضله لم أعرف الجوع



أقول دائماً إنني لطالما كنت محترفاً منذ أن كنت طفلاً, كنت ألعب لأي فريق يختارني أولاً, كان والداي يمنعاني أحياناً من الذهاب، وكنت أبكي وأبكي, وقبل خمس دقائق من بداية المباراة كانت والدتي "لاتوتا" تستسلم وتسمح لي بالذهاب, ولكن إقناع "الدون دييجون" كان أصعب.
كنت أتفهم والدي, بالطبع كنت أفهمه, كيف لا وهو الذي كان يكسر ظهره لكي نأكل ونذهب إلى المدرسة؟ ذلك ما كان يريده حقاً, كان يريدنا أن نتعلم, طبعاً, كان قد حضر إلى فيوريتو من كورنيش في عام 1955م.
أحياناً كان والدي يقبض راتبه ويشتري لي زوجاً من الأحذية التي كنت أمزقها في نفس اليوم. وأنا ألعب كرة القدم طوال اليوم. كان ذلك كافياً ليجعلك تبكي وهذا ما كنا نفعله بالفعل لأنني بعد أن أمزق الأحذية, كان والدي يضربني بقسوة... لا أقول هذا حتى تلوموه, لا تلوموه... كانت تلك الأيام مختلفة حينها, وكذلك كانت أساليب الناس... لم يكن لدى والدي الوقت ليتحدث إلي!
ولكن كان لديه الوقت ليضربني بعنف فقط. كان عليه أن ينام حتى ولو لفترة وجيزة حتى يتمكن من الاستيقاظ للعمل في الساعة الرابعة صباحاً ويذهب إلى المصنع لأنه إذا لم يفعل ذلك لما وجدنا شيئاً نأكله في البيت.
الآن فقط أستطيع تقييم الدون دييجو فعلاً: إنه فعلاً أفضل شخص قابلته في حياتي, وسأقولها مرة أخرى, لأجلهما, كليهما لأجل ولأجله "لاتوتا", كليهما, سأصنع المستحيل.
ما أعنيه أن الأشخاص الذين نتخذهم قدوة يعيشون في بيوت الناس, يستطيع الناس أن يلمسوهم, ليس ذلك يشبه مشاهدة القدوة على اجهزة التلفاز أو القراءة عنهم في المجلات, إنهم هناك في البيوت.
شكراً لوالدي لأنني بفضله لم أعرف الجوع, ولذلك كان لدي رجلان قويتان مع أن باقي أعضاء جسدي كانت هزيلة.
كنا دائماً نلعب في مكان قريب من منزلنا, في مكان يدعوه سكان المنطقة "الملاعب السبعة الصغيرة". وكانت هذه المنطقة عبارة عن أراض واسعة للقمامة. بعض هذه الملاعب كانت تحوي مرمى وبعضها لم يكن فيها مرمى.
"الملاعب السبعة الصغيرة"! يوحي الاسم أنها واحدة من المجمعات الرياضية هذه الأيام التي تحوي المروج الصناعية وما شابه ذلك! لم يكن في هذا المكان أي مروج, لم يكن فيه حتى أي عشب. كانت قمامة فقط. قمامة متماسكة ولكنها كانت الجنة بالنسبة لنا. عندما كنا نركض كان غبار كثيف يتصاعد حتى كان يبدو وكأنا نحن نلعب في الضباب في ملعب "ويمبلي".
كان أحد هذه الملاعب لفريق "النجمة الحمراء" وهو فريق والدي, الذي كنت ألعب فيه مهما كانت العواقب, وكان ملعب آخر لفريق "الرايات الثلاثة" وهو فريق والد "جويو كاريزو". وعندما كان هذان الفريقان يلعبان, كان ذلك مثل لقاء "بوكا" ضد "ريفر" (فريقان متنافسان من الدرجة الممتازة) كان "جويو" يبدو هادئاً (عندما يلتقي الفريقان). كان هادئاً لدرجة أنه في أحد الأيام في المدرسة في منتصف عام 1969م قال لي: "دييجو, ذهبت لأتمرن مع فريق صغار الأرجنتين وقالوا لي أن أحضر معي بعض الأولاد لتجربتهم. هل تريد أن تأتي؟" قلت له "لا أدري. علي أن أسأل والدي...".
والحقيقة أنني كنت أعرف أنني إذا طلبت من والدي أن يأخذني سيعني ذلك دفع أجور النقل وحرمانه من راحته. وقد أضفت تلك الفكرة كآبة على مسألة الذهاب.
في "لوس سيبوليتاس" كنا نهزم أي فريق نلعب ضده. كسبنا 136 مباراة على التوالي. كتبتها كلها في دفتر صغير أعطاني إياه "فرانسيس" و"دون يايو". كلوديا تحتفظ به في مكان ما وكأنه كنز مدفون.
أتذكر المباراة التي قطعت سلسلة انتصاراتنا في "نافارو", لأننا كنا نذهب ونلعب في كل مكان, كان فريقاً ممتازاً! في ذلك الوقت بدأت أصبح لاعب كرة قدم, لاعب كرة قدم حقيقي, لأن كل ما كنت أفعله في "فيوريتو" هو الركض خلف الكرة. كنا على وشك تناول العشاء في منزلي مع "جويو", وطلبت مني "لاتوتا" أن أذهب لإحضار صندوق مياه غازية لأنه لم يبقى منها في البيت. ركضنا أنا و"جويو" وفي طريق عودتنا, كنت أدور حول الزاوية عندما سقطت على وجهي. لقد طرت فعلاً. تحطم صندوق المياه الغازية وجرحت يدي جرحاً كبيراً. وكان ذلك لسوء حظي!
ذهبت في اليوم التالي مع الشباب في شاحنة "دون يايو" القديمة. كنت قلقاً من أن لا يدعني "فرانسيس" ألعب, وكنت خائفاً من المحاضرة التي كان سيلقيها علي. لأننا في الحقيقة كنا نحترم "فرانسيس" لدرجة الخوف. وما حدث أن "فرانسيس" ناداني في غرفة الملابس وسأل "ماذا حدث ليدك يا مارادونا؟" قلت له: "سقطت وجرحت نفسي يا "دون فرانسيس". ولكنني سأتمكن من اللعب". قال لي: "ماذا؟ لن يحدث ذلك مطلقاً! لا تستطيع الاستمرار وأنت في مثل هذه الحالة" استدرت وعدت إلى المقعد حيث كنت أبدل ملابسي. كنت أعض على شفتي حتى أمنع نفسي من البكاء. رآني "إل جويو" وذهب إلى "فرانسيس" وقال له: "هيا يا فرانسيس, دعه يلعب ولو لفترة قليلة. قال (الدون دييجو) إنه يستطيع ذلك. فقطب فرانسيس حاجبيه ودمدم "حسناً. ولكن لفترة بسيطة فقط". عادت روحي إلى جسدي. ولم ألعب فترة بسيطة في النهاية, ولكن لعبت المباراة كاملة. ربحنا المباراة بنتيجة (7/1) وسجلت خمسة أهداف. يوم الثلاثاء 28/ سبتمبر قال "كالرين" إن ولداً "يملك رباطة جأش وإمكانات نجم من الطراز الممتاز" قد ظهر. وقد قالت الصحيفة يومها أن اسم ذلك الولد "كارادونا". رائع. أول مرة يظهر فيها اسمي مطبوعاً كان فيه خطأ إملائي.
كان أفضل وقت في "فيليز" عام 1970م في مباراة بين فريقي (أرجنتينوس) وفريق (بوكا). عليك أن تحاول أن تتخيلنا نلعب بتلك الكرة الرثة القديمة طوال الأسبوع, كارثة. وعندما كان يوم الأحد, ورأينا أول كرة رسمية للفريق, اتقدت أعيننا من الفرح. بدأنا نلعب بالكرة في الاستراحة. وفي إحدى المرات ركلت من خارج المنطقة, ولكن الكرة ارتدت وأصابت "دون يايو" الذي كان واقفاً قرب المرمى في رأسه بقوة. لاحظ الجمهور ذلك وبدأ الضحك. أعاد إلي "دون يايو" الكرة وبدأت أتلاعب بالكرة بشكل فني جميل, ولم يتوقف الجمهور عن التصفيق. جاء الفريق الأول, وعاد الحكم, وارتفع الجمهور "دعوه يستمر! دعوه يستمر!" كان الجمهور بأجمعه يهتف, مشجعوا "ارجنتينوس" ومشجعو "بوكا" على حد سواء. ولكن مشجعي "بوكا" كانوا يهتفون بصوت أعلى... هذه إحدى أجمل ذكرياتي التي أحملها عن مشجعي فريق "بوكا". أعتقد أنني بدأت في ذلك الوقت أشعر ما أشعر به الآن تجاه "بوكا". عرفت يومها أن دروبنا سوف تتقاطع يوماً ما. ومن ناحية كرة القدم شعرت يومها أنني لامست الفضاء بيدي


~يتبع~

LoOoK At Me غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس