أهـــلا سعــادة المـحامي متــابعـة كما عـهدتني لسلسـلة رسائلك الشيقـة ولاأخـفيك أني أنتظـر رسالة الحـبيبة أتـوق لمـعرفة مـايمـكن أن تحـوي رسالة كهذه وقد تـبادر إلى ذهـني وأنا أطلع على رسالتك الرسائل الأخوانية التي هي فن من فنون الأدب وفكرت أن هـذه الرسائل لو كانت حـقيقة لربمـا كانت أجمـل وبالأخص لك رسـالة جمـيلة وقد أطـلعت صديقتي عليها وذهـلت بأســلوبك الرائـع وسعة ثقافتك وأبدت إعـجابها قائلة : أحسست وأنا أقرأها كأني أقرأ في كتاب فهـنيئا لك كل هـذا الإعـجاب ســانـاقش معـك بعـضا من محــتواهــا فهــلم بنـا : * * المهم يا صديقي لفت إنتباهي في رسالتك الماضية حديثك وإعجابك بحرية الغرب بشكلٍ لفت إنتباهي حقاً !! الغريب أنني أوضحت لك سابقاً بأن هناك ما قد يُعجبك وهناك ما قد يسؤوك هناك حرية نعم ولكن هناك ما يتناقض مع الحرية ذاتها ،، أو حتى أكون واضحاً معك يوجد حرية ولكن في أمور وأمور آخرى لا !!! حـقا ماذكـرته .. الغـرب ليس مجـتمع خالي من الشوائب بل كمـا هنالك أيجابيات في مجتمعهم هنالك سلبيات كما في أي مجتمع إنساني وعـلينا كما ذكرت أن تكون فلسفتنا إنتقائية -كما وصفها د- غازي- وننتقـي مايتوافق مع قيمنا وديننا وأخلاقياتنا .. وأعيـد ماقلتـه في ردي على رسالتك السابقة : "الحكمه ضالة المومن أن وجدها فهو أحق بها" أليس هذا داخل في قضية ( حرية الآراء ) ؟؟ في كل المجتمعات لاسـقف محـدد وواضح لحـرية الـرأي وإنمـا هي تخـضع لإنتقـائية وأمـزجـة أصحـاب القـرار والحـرية كمـا تعـلم " تعـبير فضفاض " , فمنهم من يتعمد الإساءه تذرعـا بحـرية الرأي , ويضرب بكل القيم والآداب عرض الحائط , أما الحقائق فليس كل البشر يملكون الشجاعة للإعتراف بها , كما أن الأهـواء والأمـزجه والمصالح تُــزيف حقائق لاوجود لها , فسلام على الحـرية إن تعاطيناها بهذا الشكل إن الإسلام يا سيدي أعطانا الحرية ولكنها الحرية المسؤولة ،، التي تجعلنا مسؤولين عن إختياراتنا وإتجاهاتنا ،، الحرية التي لا تكون سبباً في إنحرافاتنا عن الأخلاق ،، التي تجعلنا نحترم أنفسنا ونقيم الوزن لأخلاقنا وديننا وعقيدتنا ،، أنعــم بــه من ديــن .. دين الخـلق العـظيم يقول البعض من أبناء وبنات عروبتنا ،،، أن الغرب يحترم المرأة ويعطيها حقوقها ،،، وأن أتفق معهم بأن المرأة لها كامل الحرية في أوروبا والغرب بشكلٍ عام ،، على عكس ما يحدث هنا نوعاً ما كون المرأة مُقيدة بعض الشيء ،، وهذا في نظري بسبب العادات التي تحكّمت في عقول الكثير من أمتنا العربية والإسلامية وبسبب عُقد النقص الذكورية التي تتحكم بعقول بعض الرجال !! واهمـون من يعتقـدون أن الغـرب منحــوا المـرأة حــريتهـا التي يـزعمــون ثم من قال أن المـرأة في بلادنا مـقـيده الإســلام شـرف المـرأة ومنـحها المـكانة العـالية لكـن الإساءه ليست من الديـن بل من بعـض الذكــور الذين يعانـون من عـقدة النقص كما ذكـرت وأن شاء الله أكــون بمنـأى عنــهـم نعم أعطوها ما يزعمون أنهُ حرية ،، وهي ( أي المرأة الغربية ) أنطلت عليها الخدعة ،، قد تكـون أنطلت عليها وقد تكـون مـكرهـة على ذلك فليس بمقدور أي أنسان تغـيير نقطة سلبية في مجتمعه لم توافق فكـره فالمسـالة قانون وثقافة مجتمع وقس على ذلك ماشئت فكم من السلبيات في مجتمعنا نرفضهـا لكن لاخيار أمامنا سوى الخضوع لها والسير وفقها وإن لم نقتنع بها من ( أمريكا ) آه من أمـريكـا دائما تمـسك زمام الأوليات في كل شيء يدعـو للتقزز والقرف كان يقول : (( أن على الإنسان أن يُحدد لنفسه مبادئ وقيم ومُثل وإقتناعات بكل حرية )) أتفق مع سـارتر من المهـم التعبير عن ذاتي ورسم ملامح قناعاتي ومثلي دون تبعية لأحد في حدود القيم والدين طبعا صديقي العزيز ،،، نحنُ شباب هذا الجيل علينا مسؤوليات جِسام ،، يجب أن نكون قادرين على تحمّلها وحملها ،،، ولا نكون مثل ( طائر الببغاء ) نُقلد ما يفعلهُ الآخرين ،، ونتبعهم دون تفكير ودون وعي ،، علينا أن نكون عقلانيين في كل شيء ،، وأهم شيء أن لا نصبح ممن يرضخ لوصاية الآخرين مهما كانت ثقتنا بهذا الشخص فالله خلق لنا عقول تُفكر وتبحث عمّا يطورها خلق لنا عقول تُفكر وتعرف ما هو الصح وما هو الخطأ ،، تعرف ما يضرها وما ينفعها ،، عقول لا تحتاج للوصاية من أحد ولا تحتاج لأحد ليُمهد لها طريقها ويمنحها مبادئ وقيم ومُثل وإقتناعات ،، وإذا حدث ذلك فهذا يعني أننا لم نستفد من عقولنا أبداً ،، وهذا دلالة على أننا لم نستخدم أعظم هبات الله ،، التي وهبها للإنسان ،، التفكير يا صديقي التفكير ،،، مـاأعظمها من مسئوليات لايعـيها الجمـيع ولاأعـلم هل نحن قادرون على تحـمّل مشاقها وهل سنصمـد حيال مايواجهـنا من مصاعب أو أحباطات أم سنستسلم ونماشي الموجه ونعـود لتبعيتنا المـعهود بإعتقادي أن الأمر يستحق المغامـره وسنكـسب الكثير إن نجـحنا ولن أذكـرنتيجة الفشل لأنه لافـشل طالما نحـاول ولدينا هـدف سامي وواجـب نقـدمه لمجـتمعـنا .. والله وحـده هو المعـين نتوكل عليه سبحانه ولن يخذلنا : (( فــــاصـــلـــة وجـــدانـــيــــة )) من روائع الشاعر مـحـمـد يـاسـر الأيــوبــي : حروف أسمكِ كالترياق يشفيني ** وتبعثُ الحبّ دِفئاً في شراييني أهيمُ في نبراتِ الصوتِ أحسبُها ** همساً من الملإ الأعلى يناجيني أعلّلُ النفس بالذكرى وأطعمُها ** طيف السراب الذي أمسى يُواسيني لا لن أسمّيكِ جهراً يا مُعذبتي ** فما ألاقيهِ في الكتمان يكفيني * * خـتاما : أشكـر لك هـذه الروعـه وإستجـابتـك لدعـوتي بالمـتابعة يشرفني دائما متابعة فـكرك الراقي ولن أتـاخـر فـأنـا دائما على إتصال مع قلمـك وإن حـدث وغـاب نجـم سهـيل فلاتنـسوا نوره : ودمــتــ بـــــود "زرقــاء اليمـامة "