عرض مشاركة واحدة
قديم 17-09-2007, 05:46 PM   #1
" روحــانية حرف"
رمضان 1428 هـ
 
افتراضي روحانية الشهر بقلم : ابو طلال








بِمِدَادٍ ..{ مُفْعَـمٍ بِالإِيِـمَانْ } ..

وَتَحْتْ ظَلاِلْ الذَكْرْ ..وَآيَاتْ الْرْحّمَنْ ..

وَمْعْ نَفَحَاتْ { شَهْرْ رَمَضَانْ .. شَهْرْ العْتقْ وَالغُفْرَانْ ..} ..


هُنَا تَكْتَمِل.. رَوْحَانِية الشَهْر بَِروْحَانِيةْ الحَرْفْ .. }

مِنْ قُلْوبْ صَدَقَتْ النُصْح وأَخْلَصَتْ الوْجْدَانْ ..

{ نَسّأَلْ الّلهْ لَهُمْ بِهَا الأَجْرْ


وَ لِكُلْ مَنْ خَطّّ الحَرْفْ فِيْ سَبِيلْ الخَيــّرْ ..!










الحمد لله رب العالمين، حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده، اللهم صل وسلم على عبدك المجتبى المصطفى المبعوث بالرحمة للعالمين، سيدنا محمد وعلى آله الأطهار ، وأصحابه الأخيار ، ومن سار على منهجهم إلى يوم الدين أما بعد /

رمضان .. تشرع فيه أبواب الجنان .. وتتعدد سبل رضا الرحمن ..
شهر المحبة والغفران .. وشهر التلاوة والقرآن .. وشهر العتق من النيران ..

يقول رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (( إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ . وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلكَ كُلُّ لَيْلة ))


كم تتأجج في داخلنا مشاعر ملئها الروحانية حينما يهل علينا هذا الشهر الكريم .. فسرعان ما نجد أنفسنا فيه نتسابق إلى الخيرات .. ونتراخى عن المحرمات .. ونجتهد في فعل النوافل والواجبات .. تتهذب فيه أنفسنا .. وتدمث فيه أخلاقنا .. وتتصافى بالحب قلوبنا .. يسرع الصغير قبل الكبير إلى الصدقة والبر والإحسان والبعد عن الإثم والعدوان .. شعار كل فرد منا في نهاره (( اللهم إني صائم )) وما إن تدخل هذه الكلمة مسامع أحدنا إلا وتحمل معها الكثير من المعاني النبيلة التي تجسد في داخلنا أن الصيام ليس فقط بالإمساك عن الطعام والشراب ..
يقول رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (( من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل ، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه )) .

ولا يأثر الصيام وحده بالأعمال الفضيلة في هذا الشهر الكريم بل تكثر فيه الصدقات وتكثر فيه تأدية السنن والنوافل , وتكثر قراءة القرآن وتدبر المعاني الجليلة المتناثرة بين سطوره .. وحتى الفقراء يكون نصيبهم وافرا حيث يهرع الناس إلى بذل المزيد من القربات إلى الله تعالى من خلال إنفاق الصدقة والزكاة ومن خلال تفطير اليتامى والمساكين الذين لا يجدون لهم من ينفق عليهم في هذا الشهر الكريم وبذلك تكمن أخوة المسلمين عندما تكون حلول همومهم بابتسامة يرونها على محيا مسكين وجد له من يطعمه .. نعم إنها لمشاعر رائعة تختلج في أعماقنا حينما نتعايشها وحينها نحس بقيمة رمضان ونحس بروحانيته ..
وما إن ينتصف هذا الشهر الكريم حتى نتحرى دخول العشر الأواخر منه التي تمتلئ المساجد فيها من المعتكفين الذين فرغوا أنفسهم للاعتكاف داخل المساجد قاطعين بذلك كل السبل التي تلهيهم عن العبادة ومسخرين جل جهدهم بزيادة ميزان الحسنات ونقصان نقيضه من السيئات في الطرف الآخر ومن هذه الليالي العشر تأتي ليلة القدر اللي لم تحدد من قبل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بيوم محدد بل كانت تحديدها بأنها ليلة وتر وقد ميزها الله تعالى لأجرها وثوابها العظيم فهي بذلك أعظم ليلة على مدار العام كله
قال الله تعالى : { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ }
ويقول النبي صلى الله عليه و سلم (( من قام ليلة القدر إيماناً و احتسابا , غفر له ما تقدم من ذنبه ))

هذا هو رمضان الذي ما إن تطل غرته علينا وما إن تبدأ أيامه بأخذ مجراها الطبيعي في الحياة حتى نجده قد أفل بلياليه وحتى نجد أنفسنا أصبحنا نكمل تصفح ما بقي من أوراق الروزنامه التي بدأناها بشهر محرم ..
فهنيئا لمن بلغه الله هذا الشهر وهنيئا لمن وفقه الله بالاستفادة منه بما يعود عليه بالنفع والفائدة في الدارين الدنيا والآخرة وفي الختام أسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يوقظ قلوبنا لتستعد بالفوز العظيم والنعيم المقيم، اللهم اجعلنا ممن يصام رمضان إيمانا واحتسابا، وممن يقام رمضان إيمانا واحتسابا، ووفر حظنا فيه من المغفرة والرحمة والعتق من النار، والحمد لله رب العالمين.


بقلم : ابو طلال

" روحــانية حرف" غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس