عرض مشاركة واحدة
قديم 13-09-2007, 12:25 PM   #1
حقل الدموع
قنــاص فعــال
 
الصورة الرمزية حقل الدموع
 
لحول أيها المواطنون السعودييون أفيقوا من غفلتكم...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

أسعد الله أيامكم خلال شهر رمضان بخير العبادة وحسنها وأنار لنا ولكم دروب الصلاح والتوبة وغفر الله لنا ولكم ماتقدم من ذنوبنا وما تقدم...

أما بعد...

فكما جرت العادة معي، من تفكير عميق وتدبر لأحوال البشر، أخرج بعده بأسألة كثيرة وغالبا مالا أجد لها إجابات...

قبل حوالي الأسبوعين، طلبت مني إحدى زميلاتي مساعدتها في التقديم على الجامعة التي أدرس بها للدراسة عن طريق المراسلة، وهو الذي لن يأخذ من عملها واجتهادها فيه شيئًا أبدا...

وبالفعل تحدثت مع من أعرف وتقدمنا بالطلب وكان الجزء المتبقي هو موافقة رئيسها في العمل.

كتبت لها رسالة بكل إحترام وتقدير تتقدم بها لطلب الموافقة منه لكي تبدء بالدراسة. فما كان منه سوى أن وضع العراقيل لها وبدء باستخراج أعذار واهية، ولم يتم توقيع الطلب إلا بعد عناء ومشقة شديدين، علمًا بأنها ستدفع الرسوم من حسابها الخاص ولن تطالب الشركة بأي تعويض، على الأقل في الوقت الحالي...

انتهى الجزء من القصة الذي كثيرا ماوقفت عنده متسائلة؟! لماذا نضع العراقيل الكثير ونبدي الأعذار الواهية ونعطل ونعرقل غيرنا ممن بحاجة ماسة إلى تلك الأشياء التي طلبوها وهي لن تنقص من أنفسنا ولا أموالنا ولأ أهلينا شيئا؟

هل هو مرض نفسي عضال؟ انتشر في جميع البشر؟ أم تراه تلك النفس الأمارة بالسوء لكل من حولها بالإضافة إلى نفسها؟

قصة أخرى حصلت مع إحدى زميلاتي في العمل، فعند إنتهاء فترة عقدها أراد أن يضع لها التقييم السنوي، وقام بفعلة مهينة، حيث أمر بالتقييم ليلف به على جميع رؤساء الأقسام العاملين تحته وطلب منهم تقييم تلك الموظفة التي تعمل معه مباشرة، وبعد أن جمع التقاييم وكانت بين الممتاز إلى الجيد جيدا، رماها كلها في سلة المهملات ووضع من عنده تقييمًا جديدا ووضع فيه (بحاجة إلى تطوير)...

وكانت الصدمة لزميلتي تلك حينما علمت بالموضوع، وطالبته بتجديد عقدها ولو لتلك السنة فقط ولكن رفض رفضًا شديدا قائلا: إن أفعل ذلك لمصلحتك انت ومصلحة العمل.

تلك الجملة التي فكرت مرارًا وتكرارًا بها وحاولت ان اربطها بما فعل ولكنها لم تتوافق معه؟؟؟

وفوق ذلك كله، حينما وجدت عملا في دائرة أخرى رفض أن يعطيها تصريح إخلاء طرف لكي لا تتمكن من الحصول على وظيفة في تلك الشركة، ولم يعطها إلا عندما توجهت إلى رئيسه المباشر بشكوى وحينها فقط أعطاها التصريح...

لماذا كل هذا؟ هذا ما أتسائل به بيني وبين نفسي؟ هل هو غباء أم خبث؟ هل هو غفلة أم حقد؟

هناك شيء مشترك في الحالتين وفي كثير من الحالات غيرهما، الرئيس (سعودي الجنسية).

إذا كنت أن أيها المواطن السعودي تتسبب بالأذى لمثيلك من المواطنين السعوديين، ماذا تركت للأجنبي إذًا؟؟

لماذا نحاول لفت الإنتباه لأنفسنا بالتعرض لمصالح البشر؟ لماذا نتعرض لمصالح البشر طالما كانت لاتضر بأحد؟

لماذا يتشكل حقد غريب في نفس المواطن السعودي على أخيه أو أخته من مواطنين سعوديين عندما يحصل على منصب يكون له فيه سلطة وقوة؟

يتناسى أنه في بلد الخير وأن تلك البلد لها فضلها بعد الله عليه، والمواطنون من تلك البلد ولهم حق في أن تستجاب طلباتهم في حدود المعقول؟

ماتلك الغفلة التي يعيش بها أولئك المرضى النفسيون؟

أنا نفسي حصلت معي تلك المشكلة، حين بدئت عملي وكانت معي رئيسة سعودية إنسانة بمعنى الكلمة، أحببتها وأحبها من كل قلبي، جزاها الله عنا وكل ماصنعت لأجلنا الخير الكثير، جائتني إحالة (assignment) في أحد الدوائر وكانت رئيسة القسم سعودية، حاولت بقدر الإمكان أن تعرقل لي وتجعل من حياتي مأساة وكان حلي الأخير أن اذهب لرئيستي الأساسية وكنت في بداية عهدي بها ولا أعلم أكانت مثلها أم لا، ولكني طلبت العون من الله وهداني إلى التحدث إلى رئيستي، وبالفعل، جائت معي وتحدثت إليها وقالت لها جملة لن أنساها ماحييت: مثل ما أنا وانتي بدأنا في مشوارنا المهني، لازم هي تبدأ، بالراحة والمفاهمة.

هذه هي المثال للمواطنة السعودية الحريصة على أمور بنات بلدها، ولكنها مع الأسف نُقِلت إلى دائرة خارج نطاق عملي، فمع الأسف الخير لايدوم وإن دام حرصوا (الله أعلم من هم) على التخلص منه.

لا أدري ماذا عساي أقول، وليس بيدي شي أفعله ولا أقوم به، سوى الدعاء لهذه البلد بأن يحفظها الله من كل شر داخلها وخارجها...

وكل عام وانتم بخير...

وفي أمان الله وحفظه... CC

التوقيع:


امسح دموعك بحسن الظن بربك، واطرد همومك بتذكُّر نعم الله عليك.



حقل الدموع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس