رود فان نيستلروي

رود فان نيستلروي : هذا اللاعب الذي يهوى تمزيق الشباك
وقهر الحراس، لا يخشى منطقة العمليات ويتحول بها كلما لمست الكرة قدميه إلى مهاجم مخيف يسجل دون إنذار، يناور ويهدد بحزم، ويشاكس ثم يسجل، وكأن الكرة هي من تأتبى عدم مفارقته قبل أن يحولها إلى سهم حارق تصيب الشباك·
في ظرف وجيز تحول فان نيستلروي إلى مهاجم ذائع الصيت عندما انتشله مدرب مانشستر يونايتد من الظل إلى الأضواء، وآمن بقدراته رغم الإصابة البليغة التي تعرض لها في وقت كان يتأهب للإنتقال إلى المانشستر، فكان أن أصبح اليوم السلاح الفتاك لفريق الشياطين الحمر·

بدايته:

بداية مشوار فان نيسلتروي مع المستديرة لا يشبه كثيرا مسار كل النجوم التي تألقت في سماء الكرة، فهذا اللاعب لم يلج في طفولته مركزا للتكوين ولا ناديا محترفا لأنه بكل بساطة أعطى الأولوية للدراسة، فطباعه البدوية إذ ولد في منطقة برابانت لم تكن لتفتح شهيته كثيرا لتحويل وجته كليا لممارسة كرة القدم، فمارس كرة القدم سوى كلاعب نصف محترف في فريق دين بوش في الفترة ما بين (1993ـ1997) مقابل منحة شهرية قدرها 500 أورو، وعندما لمس والده موهبة الإبن وكذا شغفه بكرة القدم منحه الضوء الأخضر لامتهان هذه اللعبة والتفرغ لها كليا، ففي سن العشرين انتقل إلى نادي هيرينفين ووقع معه عقدا إحترافيا، لكن مقامه لم يدم سريعا في موسم (1997ـ1998)، حين برز بشكل ملفت، وفرض نفسه بقوة في الفريق بل في البطولة الهولندية حين دون إسمه في خانة هدافي البطولة الهولندية، فكان طبيعيا أن تلهث وراءه كبار الأندية الهولندية الوازنة لينتقل إلى إيندهوفن، هناك رسم لوحات جميلة وتقوى عوده عندما لعب لهذا النادي ثلاث سنوات كانت حافلة بالإنجازات، إذ حقق لقب الدوري وهدافا للدوري في مناسبتين، وبهذا التألق أضحى فان نيسلتروي أحد أهم المهاجمين وساعدته محطة ايندهوفن في كسب مجموعة من التجارب والتوهج على أكثر من واجهة فكان طبيعي أن تطارده أعتد الأندية الأوروبية·

الاصابات التي عانى منها الرود:


أمام تألق فان نيسلتروي وصعوده الصاروخي نحو القمة أبدى مدرب مانشستر يونايتد أليكس فيرغسون رغبته في انتدابه وأكد أنه المهاجم أو الطائر النادر الذي يبحث عنه، وبينما كان فان نيسلتروي يتأهب للإنتقال إلى المانشستر إذا بإصابة بليغة عام 2000 في أربطة ركبته توقف حلمه واعتقد الكل أنه من الصعب أمام حدة الإصابة وغيابه الطويل أن يعود إلى الملاعب بكامل توهجه، وحتى صفقة العمر تبخرت وذهبت أدراج الرياح، أصيب فان نيسلتروي بحزن عميق وتكسرت معنوياته، لكن واجه قدره بإرادة قوية وواصل علاجه حتى عاد إلى الملاعب وكله حماس ليعوض ما فاته، ولأن المصائب تأتي مجتمعه فقد عاودته الإصابة من جديد وعندما أصيب بتمزق في أربطة ركبته ولعل ما زاد من حسرته أن فيرغسون أخبره بعدم تعاقد المانشستر معه حتى إشعار آخر، لم تنل كل هذه المشاكل من عزيمته قيد أنملة بل رفع التحدي وخضع لعملية جراحية في الولايات المتحدة كللت بالنجاح، وعاد إلى الملاعب وكأنه ولد من جديد، ولم ينس عادة هز الشباك وأكد للمشككين في عودته أنه لازال لم يقل كلمته بعد·

رغم المعاناة والإصابات التي لازمته، فإن نيسلتروي لم يسقط من بال فيرغسون الذي ظل يتابع أصداءه، ووجد ألا مفر من استقدامه إلى ترسانة الشياطين الحمر، وبالفعل دخل قلعة "أولد ترافورد" ليحقق حلمه بحمل ألوان النادي العريق، لم يخب ظن فيرغسون عندما أحرز في أول موسم له مع المانشستر لقب الهداف برصيد 25 هدفا ليقلب الطاولة آنذاك على كبار هدافي الدوري الإنجليزي من أمثال تيري هنري ومايكل أوين وآلان شيرر وهاسيلبانك، واصل نيستلروي تألقه حتى أضحى من نجوم الدوري الإنجليزي والشبح المرعب للأندية والحراس على الخصوص·
فان نيستلروي والنتخب الهولندي:

رغم التألق الذي أبان عليه سواء مع ايندهوفن أو عند انتقاله للمانشستر فإن فان نيسلتروي وجد الطريق وعرا ليجد لنفسه مكانا رئيسيا ضمن تشكيلة المنتخب الهولندي، خاصة مع المدرب إيدفوكات عند تصفيات الأورو 2004 يقول فان نيسلتروي: >خلال تصفيات الأورو 2004 لعبت خمس مرات، قبل دور السد، وعوضت بلاعب آخر أربع مرات بعد 60 إلى 70 دقيقة من اللعب في كل مرة، لم أكن راضيا عن هذا الوضع فسألت إيدفوكات، هل لدي مكان هنا؟ أجابني : نعم·· فقلت : بيد أن تعويضي في المباريات لا يمنحني الثقة، فإما أن ألعب كل المباراة أو لا ألعب، وإن شئت دعني على دكة الإحتياط وأعتمد علي كلاعب احتياطي، هذا أفضل لي، وسأقدم كل ما لدي 100%<·

كان فان نيسلتروي واثقا من كلماته بدليل أنه في إياب ملحق السد المؤهل إلى كأس أمم أوروبا أمام سكوتلاندا فرض نفسه نجما للقاء وسجل ثلاثية من أصل ستة فاز بها المنتخب الهولندي·
لازال فان نيسلتروي يطمح لتحقيق المزيد من النجاحات، لأن هاجسه الآني هو إعادة منتخب بلاده إلى الأضواء والألقاب، فبعد فشله في معانقة اللقب في الأورو2004 بالبرتغال، فإنه يرى المناسبة ملائمة للتوقيع على حضور جيد والمنافسة على اللقب بشراسة في المونديال الصيف المقبل بألمانيا·

وفي النهاية ارجو اني ماقصرت. مع تحيات هلالي والفن عالي ..



هذا الموضوووووووع انا كاتبة في منتدى ثاني للتشكيك...