أتذكر حينما ألغى الهلاليون عقدهم مع شركة الاتصالات السعودية واتجهوا لشركة موبايلي أن الكثير من السطحيين ومحدودي الفكر قد عارضوا تلك الخطوة وأنها ستكون سببا في هروب الشركات من الاستثمار في المجال الرياضي، وإن كنت أدرك حينها أن المسألة برمتها لا تعدو اكثر من حسد وغيرة مما حظي ويحظى به الهلال نتيجه لشعبيته المتزايدة.
بعدها ما لبثت بقية الأندية المرتبطة بعقود هزيلة مع بعض الشركات الى الغاء عقودها والاتجاه لعرض الاتصالات السعودية الضخم وهي الشركة نفسها التي ألغى الهلاليون عقدهم معها، ولو اردت حينها أن اضرب الأمثلة لعدم تأثير إلغاء العقود في جذب شركات الاستثمار لما وجدت افضل من خطوة الاتصالات السعودية وهي تسقط دعواها ضد الهلال بسبب الغاء العقد معها والارتماء ثانية في أحضان الهلاليين وبعقد هو الأكبر ضخامة، بل والأكثر من ذلك دفع الشرط الجزائي لموبايلي بدلا من الهلاليين !! والسبب بكل بساطة ان الشركة لا يمكن لها ان تنسحب من بيئتها الاستثمارية وتتركها للمنافس، فهي تبحث اولا وقبل كل شيء عن الربح المادي. وكون شعبية الهلال ستدر عليها ارباحا طائلة فهي لن تتردد لحظة في تقديم أفضل العروض, وهذا بالضبط ما فعلته شركة الاتصالات السعودية وستفعله أي شركة أخرى ترى مجالا واسعا للربح من خلال الأندية الرياضية. فالمسألة ( فلوس ) وأرباح وليست عواطف مراهقين!!
والآن ـ وبعد ان سقطت نغمة عزوف الشركات ـ اجدني اعود ثانية الى ,, زغبي ,, وأحصائيتها التي شككنا فيها ..
فأذكر أنني كتبت .. أننا لسنا بحاجة الى زغبي او غيرها لتحدد لنا النادي صاحب الشعبية الأولى في المملكة ، ويكفي أن نرقب كيف تتنافس الشركات لكسب عقد نادٍٍ ما لتنكشف الحقيقة دون مساعدة زغبي او غيرها. ولعل شركة الاتصالات السعودية قد أضافت برهانا جديدا على شعبية الهلال الطاغية وهي تقدم له العرض الأضخم رغم أنه أول نادٍ يبادر بفسخ العقد معها. اما البلهاء والمشككون والغاضبون من نتائج زغبي والمتباكون على الاستثمار الرياضي فأراهم اليوم في موقف لا يحسدون عليه، تماما كما هو موقفهم البائس من بطولات الزعيم وأمجاده، بل إن صفعة الحقيقة دفعتهم لخط أحلامهم وأوهامهم مانشيتات عريضة على أعمدة صفحاتهم البدائية !! فهذا الاتحاد سيطالب برفع عقده الى خمسة وثمانين مليونا، وهذا النصر في طور إبرام عقد بـمائة مليون .. يا ساتر !! وطبعا عقود الشركات ليست سلعة يعبث بها المراهقون والمتعصبون وإنما هي أرقام موثقة ومعتمدة ولا يشترط فيها السرية .. إلا إذا كانت هزيلة يخجل البعض من إظهارها خوفا من افتضاح أمر شعبية مخجلة أعلنتها زغبي وصادق عليها محيي الدين كامل وشركة الاتصالات السعودية سواء وقعت مع الزعيم او لم توقع. اما المتابع الرياضي والقارئ الكريم فالصورة امامه الآن واضحة وبلا رتوش، وليس بحاجة لمجموعة من الحمقى والجهلة ليخرجوا عبر قنوات خارجية يتهمون تارة ويشككون تارة بكل ما هو أزرق وجميل، وإن كان من حقيقة يودون إظهارها فليست سوى حقيقتهم المضطربة ونفوسهم المريضة ومعاناتهم الأزلية مع سطوة الزعيم وأمجاد الزعيم وشعبية الزعيم. اما موقف القناة الخليجية المستضيفة لمجموعة المهرجين فلن يكون بأكثر من موقف. قناة التشفير التجارية عندما خرج أكبر مسؤوليها رغم اتحاديته ليعلن أن الهلال أولا .. وبالأرقام لا الأحلام .. فقط مزيد من الوقت. فالحقيقة لا يمكن أن يحجبهـا جاهل او أحمق .. وسيأتي اليوم الذي تسمعون فيه الرجل ( النجيب ) وفي القناة نفسها يردد : كم أنت كبير أيها الزعيم. وقبل أن اختم هذه المقالة أود أن أتقدم بالشكر الجزيل مني ومن كل الجماهيـر الهلالية للأمير عبد الله بن مساعد رجل الاقتصاد الرياضي الأول الذي حفظ للهلال حقوقه وحفط لشعبية الهلال مكانتها، وإذا كانت الشركات تسعى للكسب من خلال شعبية الهلال فالهلال أولى وأحق بجماهيـره من غيره، وهذا بالضبط مافعله ويفعله الأمير الرائع عبد الله بن مساعد , وتلك خطوة ستعقبها خطوات، والآتي ـ إن شاء الله ـ سيحمل ما هو أجمل.