صباح / مساء الخير

" لله في خلقه شؤون "...

لمجتمعنا كبقية المجتمعات خصوصيات تحكمه ومرئيات مختلفه وربما متخلفه كأي مجتمع على هذه البسيطه ,,,

يجذبني كثيراً أن أرى نماذجاً من جيلنا والذي يسيطر على مايقارب الـ 70 % من المجتمع السعودي وعلى ذلك

فهو مجتمع فتي يعتمد بشكل أساسي على الشباب من فتيان وفتيات وهنا نستطيع استيعاب أنفسنا قبل أن

يحكم علينا الغير سواءً من أشقائنا العرب أو حتى من العالم الاّخر من الغرب .




لفت انتباهي بل وصدمني في موضوعي السابق عن ظاهرة مهند ذهاب الأعضاء إلى أمور (( كبيييره )) وكبيره

جداً عن الأخلاق والتربيه والوطنيه وأساسيات المباديء ؛ بل وذهب البعض يأخذ منبر الواعظ وكأن خلق الله اتبعوا

ملة الكفر وهم وحدهم من هدوا إلى صراطٍ مستقيم ؛ في الوقت الذي نسوا فيه أن هذه المعاني أكبر بكثير من أن

يحكمها حبر وقلم ...



أولاً علي أن أقول الأخلاق والوطنيه والمباديء مسألة من الدمار اللعب بها أو حتى تناولها في إطلاق الأحكام

على أي أمر لأن لذلك إنطباع واحد يدل على أننا مجتمع يستسهل " حق الغير " والحكم عليه جدلاً دون علم... هذا و

وهم يعيش عليه بنو إسرائيل حين ظنوا أنهم (( شعب الله المختار )) وبقية خلقه أرواح ماكان يجب أن تأتي إلى

الدنيا إلا لتمجيدهم . هذا السياق في تناول الأمور فعلاً مأساه ووضع يجب تغييره وليس مجتمعنا المسلم من

يقبله . لا أستغرب لو أن جاء أحد ليقول لي بعد قراءة هذين السطرين " أتشبهيننا بإسرائيل !!! حكم سطحي

لايليق بأجيال واعيه .



الأهميه التي يملكها مجتمعنا دون غيره تتمركز في " كتاب الله وسنة نبيه " قولاً وعملاً وليس قولاً فقط لنكون

(( كالحمار يحمل أسفاراً )) ,,, وفي مجتمعنا من حمَل هم الإسلام ؛ والبعض ممن حمَّل الإسلام همَّه للأسف ...

منهم من يعرف شرع الله قولاً وتطبيقاً ومنهم من يعرفه قولاً ؛ وجهلاً بالعمل في كثير من الأمور...



مسألة الوطن والأخلاق والمباديء مهما تحدثت أنا أو أنتم عنها ؛ وحده الله يعلمها ,,, من احتملوا إثم التفاخر

بالنفس والحكم على عباد الله فليذكروا قوله صلى الله عليه وسلم (( هلاَّ شققت عن قلبه )) ,,, و الرد على

قولهم ليس من العقل في شيء ... العقل كل العقل في ترك هذا لله وحده الذي يحكم فيه .




لا أعلم أن ديننا حرم علينا أن نأخذ الخير من أي كان ؛ مسلماً كان أم كافراً ؛ ولا أعلم أن ديننا حرم علينا الحوار

مع أي كان ؛ مسلماً كان أو كافراً ؛ ولا أعلم أن ديننا حرضنا على النيل من خلق الله دون حق؛ مسلماً كان أم

كافراً ؛خلق الله لكل منا عقلاً يميز فيه الخير من الشر .ونحن بشر ولا أحد منا منزه عن الخطأ مسلماً كان أم كافراً

ولذلك قال تعالى : (( ولا يجرِمَنــَّكم شنَئان قومٍ على ألا تعدلوا ؛ إعدلوا هو أقرب للتقوى )) ... كرهناأو رفضنا

للناس لايعني أن نظلمهم ؛ بل العدل في حقهم هو الذي يمثل الدين وهو الذي يمثل الرقي والحضاره وغير ذلك

وصفه الله بالـ " الجريمه " هذا ماعلمني إياه ديني ... ديننا لم يجعلنا متقوقعين نرفض ماحولنا ؛ ماكان من خير

نأخذه وماكان من سوءٍ نتركه وهنا يتجلى العدل الذي يريده الإسلام منا ... أما الثوابت فلا مساس بها وماينفعنا

يكمل مارسمته في شخصنا كل هذه الثوابت .



كلمه أخيره :

هذا الحرف أقوله لنفسي أولاً ولا أفرضه على الغير ؛ ولكن يجب أن نعي أننا يجب أن نكبر في دواخلنا من حيث

المعاني التي تناولها البعض ؛ يجب أن نكبر في وعينا ؛ يجب أ نكبر في استيعابنا للأمور بشكل أبعد ... هنا

فقط نستطيع أن نقول أننا جيل مسلم عاقل .




بقلم / جنوبيه كووول