السلام عليكم ورحمة الله وبركاته







مع بدء العد التنازلي لموعد انطلاق فعاليات بطولة كأس العالم 2006 بألمانيا يراود الأمل وزارة السياحة الألمانية في أن تنجح البطولة في دعم صناعة السياحة في البلاد وجذب نحو مليون زائر إضافي إلى عدد السائحين الذين يترددون على ألمانيا لتصبح واحداً من أهم مراكز الجذب السياحي العالمي العام المقبل.
ويذكر أن الألمان هم عشاق السفر إلى الخارج حيث أنفقوا 58 مليار يورو (نحو 68 مليار دولار) بناء على تقديرات بنك دريسدنر عام 2004 على أسفارهم للخارج من أجل قضاء العطلات أحياناً وفي رحلات تجارية أحياناً أخرى متفوقين على الشعب الأمريكي في هذا الشأن.
ورغم أن ألمانيا هي المصدر الرئيسي للمسافرين الأجانب في سوق السياحة العالمية إلا أنها تمر حالياً بفترة هزال فيما يتعلق بسفر الزائرين الأجانب إليها رغم أن الموسم السياحي الحالي يشهد إشغالاً فوق طاقة العديد من الدول الأخرى.
ويوضح مكتب الإحصائيات الاتحادي في فيسيادن أن الإشغال في الفنادق وأماكن الإقامة الأخرى في ألمانيا لا تزيد على 36.8 بالمائة في عام 2004.
وبالنسبة للعديد من الشركات التي تعمل في هذا المجال تمثل هذه المعدلات نسبة ضئيلة للغاية لا يمكن التعايش معها.
وذكر ماركوس لوته مدير اتحاد الفنادق الألمانية "في كل ليلة يكون هناك سرير شاغر"، وقد أدى ذلك إلى سباق لخفض الأسعار.
ففي العاصمة برلين أحد المقاصد السياحية الرئيسية داخل وخارج ألمانيا تصل تكلفة الإقامة في غرفة فندقية لليلة في فنادق الأربع أو الخمس نجوم إلى 130 يورو (155 دولاراً) مقابل 212 يورو (250 دولاراً) في باريس و(300) يورو (354 دولاراً) في لندن. وعلى الرغم من ذلك يستعد قطاع السياحة في ألمانيا لطفرة سياحية متوقعة خلال بطولة كأس العالم 2006، وأوضح مركز "دي زد تي" الألماني للسياحة أن حجز الغرف للمبيت في الفنادق قد يرتفع من 4.8 إلى 5.5 ملايين حاجز.
وأكدت بترا هيدورفر رئيسة المركز "ستكون بطولة كأس العالم فرصة لنا كونها بطولة جاذبة، ونأمل في زيادة حجز الغرف الفندقية للمبيت بنسبة نحو 1.7 بالمائة".
وتشير التوقعات المبدئية في قطاع السياحة بألمانيا إلى أن كأس العالم ستُساهم في إخراج صناعة الخدمات الفندقية في ألمانيا من حالة الركود التي تعيشها حالياً.
وكان عام 2004 شهد ارتفاعاً بنسبة 0.1 بالمائة في معدلات حجز الغرف الفندقية مقارنة بالسنوات السابقة ليصل إجمالي عدد الغرف التي حجزت على مدار العام 339 مليون ليلة. ويتوقع مصرف بوست بنك الألماني زيادة دخل الفنادق بسبب كأس العالم بنحو 500 مليون يورو (590 مليون دولار) بالإضافة إلى (350 مليون يورو) (412) مليون دولار زيادة في الخدمات المكملة مثل الإنفاق على الوجبات والهدايا التذكارية وغيرها في المدن التي تستضيف كأس العالم وذلك بفضل الزائرين الأجانب فقط.
ورغم ذلك ومع الزيادة في الدخل خلال الأسابيع الأربعة التي تُقام فيها فعاليات البطولة من التاسع من يونيو إلى التاسع من يوليو 2006 يأمل خبراء بوست بنك أن تساهم كأس العالم المقبلة في التوسع في صناعة السياحة بعد عام 2006.
وأوضحت دراسة أجراها البنك "نتوقع آثاراً طويلة المدى لأن الكثير من السائحين سيعودون إلى ألمانيا في السنوات التالية".
ويتوقع ستيفان جيرهارد مدير شركة "تروجاست سوليوشينز جروب" الاستثمارية أن تشهد السنوات التالية لبطولة كأس العالم 2006 بألمانيا زيادة سنوية تتراوح بين 1.5 و3.0 بالمائة في الطلب على الغرف الفندقية نتيجة مباشرة للدعاية التي سينشرها الزائرون الأجانب لألمانيا عقب العودة لبلادهم بعد كأس العالم.
وأوضحت دراسة مقدمة من تروجاست في أكتوبر الماضي أنه بسبب بطولة كأس العالم 2006 بألمانيا أقيم 323 مشروعاً ضمت فنادق جديدة بالإضافة لتحديث الفنادق القائمة بالفعل مما سيوفر 234 ألف غرفة فندقية إضافية.
وعلى سبيل المثال تعتزم فرانكفورت فقط زيادة طاقتها الفندقية قبل نهاية العام الحالي بنحو 2300 سرير في عشرة فنادق إضافة إلى خمسة آلاف سرير جديد في العاصمة برلين التي تستضيف المباراة النهائية للبطولة.
ورغم أن ألمانيا ذلك المقصد السياحي المهم ستستفيد بلا شك على المدى الطويل من هذه المشروعات إلا أن القائمين على قطاع السياحة في ألمانيا يشعرون بالقلق من الموسم المقبل حيث تتزايد المخاوف من بقاء الألمان في ألمانيا لمشاهدة كأس العالم وعدم سفرهم في رحلات إلى الخارج.
وأوضحت شركة "جي إف كيه" لأبحاث السوق أن 66 بالمائة من الألمان الذين اعتادوا قضاء عطلاتهم خارج البلاد سيحتاجون إلى متابعة مباريات كأس العالم في منازلهم، ولهذا السبب تنبأت شركة "تي يو آي" أكبر شركة للسياحة في أوروبا التي تتخذ من هانوفر مقراً لها حدوث انخفاض بنسبة 20 بالمائة في أسعار الرحلات وأن تقدم بعض الشركات أسعاراً خاصة للرحلات بحيث يصل مقابل الـ14 يوماً إلى ما يعادل عشرة أيام فقط. وبالإضافة إلى ذلك قد يقدم المسؤولون بشركات السياحة في ألمانيا عروضاً إلى مشجعي كرة القدم الألمان لتشجيعهم على السفر للخارج خلال فترة البطولة، وذلك بتوفير شاشات عرض عملاقة لمتابعة المباريات من مقر إقامتهم بالخارج.


المصدر : جريدة الرياضيه ..




تحي1111111111111111111تي