انســــان
عدد الضغطات : 18,571
الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم
عدد الضغطات : 13,067(انسان) الجمعية الخيرية لرعاية الايتام
عدد الضغطات : 18,710استمع إلى القرآن الكريم
عدد الضغطات : 9,883

   
العودة   شبكة القناص - الموقع الرسمي للاعب ياسر القحطاني > المنتديات العامة > المجلــــــس
   

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-11-2005, 02:59 PM   #1
إنتقلت إلى رحمة الله أدعو لها بالمغفره
 
افتراضي آخر أيام جدتي

إن كان هناك من شيٍ لخبط منطق الأمور عندي على مر السنين فهو حكاية الترييش ذي...
إن المخلوق إذا كبر بالسن... وكبر بالحيل يعني... يعني يريش ويطير... شوي على الأقل... قبل يموت..
واذكر إن النمل والقعر إذا ريش الكبير منهن... تكاد تبدأ تلاحظ عليه سكرات الموت... وكأنه وداع يصير طيرانه الغريب المعوق... أو أمنية أخيرة تحققت... والمشكلة جتني شواهد من أشياءٍ يخوفن... مثل أبوي لما كان جاينا ذاك اليوم من الطايف... و روى لنا عن ناسٍ شفهم مجتمعين على جال الطريق على ثعبان مدعوس... وأنه وقف سيارته وراح يشوف من قريب... وأنه لقى الثعبان كبير ومتقشر...
وماناب ناسيه وأبوي يورينا بيدينه... وشلون وصف له الباكستاني طيران الثعبان... وهو قاطعٍ الخط... على ارتفاع متر كذا أو هو أقل...
فال ريشه... وطاير...
شي كذا عجيبٍ إذا حاولت تفهمه... وفقزة جبارة وميزة عظمى تعطى لك بآخر ساعات حياتك...
مادري هي عاد تصير مكافأة أنك تجرب شيٍ ماجربته قبل كذا.. وإلا بالعكس قهر...تشوف أن كل عمرك راح هدر...
لما ماكنت تقدر "تطير"... ويعني بالمرحلة اللي يفترض فيها أنها الأضعف بعمرك...
ويالله تقوى تمشي... تقوم تطير؟.
أنا جدتي هالحين من نحفها وخفها تقل ماهيب أصلاً تلمس الأرض... ومن يوم فقدت الذاكرة وهذرت... وهي طيف.. شفافة.. تكاد تشوف من وراها...
وكأن فقد الذاكرة ذا بعد نوع ثاني وميزة ثمينة فريدة أخرى... تجينا بآخر عمرنا... مثل الطيران وأزين... علشان إذا طرنا.. تمتعنا بطيراننا..
بدون ذاكرةٍ تحسفنا بالتذكر... ثم نمضي بذكرى وحدة... سعيدة...
الغريب إنه يقال ريش... أو طلع له ريش... وعمره ما أنقال طلع له جنحان... طيران آخر العمر ماهوب دلالة قدرة وقوة...قدر ماهو دلالة نهاية سعيدة...وتلاشي هادىء... تطير مرة أو مرتين كذا فوق الأرض... تستهلك بهن آخر طاقتك...كأنها تضحية راقية مدروسة.. في وقتها الملائم.. ثم تطفي..
أتأمل جدتي وهي تمشي برشاقة كذا... وترسل من هالنظرات البريئة... المندهشة...
وأقول لروحي... كم هي رائعة الجمال... الجمال الصادق الأصيل... اللي ممكن ما تحسه... إلا بعد تعود ومعايشة.. لكنه هو اللي يبقى... جمال الحنان... والحكمة... والمودة الواسعة الغامرة...
لكنه أيضاً جمال البراءة والدهشة... المتأتيتين... من فقدان الذاكرة...
صعب محاولة وصف يوميات هالطيف... اللي يكاد يكون لا مرئي... المتلبس بجدتي... لأن دائماً بتغير مستمر.. أسئلة دائمة وليس بالضرورة متكررة... ممازحات وملاعبات... مع خيط رابط لكل ذلك..
استمر ربما...
لقوة ارتباطه في اللاوعي... هوالتسبيح والتهليل والذكر بصمت.. بإستخدام الأصابع.. دائرة تنتهي لتبدأ.. وتبدأ لتنتهي.. في كل آن...
في أيامها المستمرة المتجددة.. بسحر.. في كل لحظاتها.. تثني الخنصر أولاً..
وتتبعه بباقي الأصابع... إلى أن تنتهي بالإبهام... ثم تبدأ بالخنصر من جديد...
إمرأة جميلة جذابة ولا شك... جمال الأمهات... والأوطان...
جيت أبي أتميلح وأتسلى قبل شوي ومسيتها بالخير.. وبالتفاتة التفاجؤ اللي صارت لديها عادة ردت التحية... وبغت تستفهم لكن ربما ملت.. من كثر ما تستفهم.. فأسكتت.. وعادت لتأملاتها البرئة... وأصابعها الذاكرة المسبحة...
وقعدت أتفكر لحظات في كثر هالاغراب... اللي هم حنا.. هاللي يهبطون كل شوي على هدوئها واستقرارها.. ويعكرون صفوه بمناسبة.. وبدون مناسبة, وهي بس تنشد:
من أنتي؟أنتي بنيتي؟ وأحياناً ترحب وتهلي ماتدري هي تمزح والا جادة: حيا الله اميمتي.. وتجلسني بجنبها بتفخيم كذا... فما ألقى غير اني أضحك من قلب وأقعد بجنبها بالستسلام...
أنظر إلا والدتي وهي ضايقٍ صدرها من حال والدتها.. التي لا تعرفها.. وأتعجب من حالتنا المربكة دائماً مع اللي نحب.. وتلقانا رغم الاطمئنان والإرتياح لمجرد التواجد قربهم...
نشغل أنفسنا وننهم... وراهم مثلاً ما يفهموننا... أو وراهم ما يحكون بالمواضيع اللي حنا نبي..
والاحظ اني ينتابني نفس الغم والهم.. بتعاملي مع والدتي...
عند والدتي... أنا ماتنفهم نكتتي... ولا ينتجاوب مع تعليقلتي.. ولا مع هبالي وضحكاتي.. لكني أحس أني أنا أنا...
وأوانس على الامان والحب والرعاية المطلقة اللا مشروطة... اللامتناهية...
مجرد قعدتي كذا بهدوء.. وهي تمدلي من هالفناجيل.. وتعزم علي من هالمكسرات.. والبساكيت..
أحس أنه وشوله بس كل هالدبكة.. اللي حنا ندبك بهالدنيا.. والهموم والقلق.. والمراكض.. أناظرها.. أحس بعالم مختلف تمام الاختلاف.. لكنه مكمل شط أمان.. واحة...
أحلى ما بالموضوع أنه ماشية الامور مع جدتي.. في كل الأحوال.. وأهل البيت صايرين يعني.. كل وظروفه.. الصافي اللي معطيه ربي شوية الهم وسكينة... يستمتع بهالحضرة المريحة لوجودها المندهش المتجدد في كل لحظة.. ويطلع معه من واقعه الجامد الممل.. ويبعد به عن قيود التعامل العادية والمجاملات المتعبة...
أما اللي بس يؤدي واجب باعتقاده.. يسولف يجامل هالعجوز المسكينة.. اللي يعتقد أنها محتاجةٍ لتشوية تجاوباته المصطنعة المتلملمة الكذابة..
وفيه عاد اللي ياخذها من قاصرها ويتجنب هاللي ماراح تتذكره أصلاً.. فليش أصلاً يكلف نفسه ويحاكيها أو يمس لها طرف.. وزي ماقلنا.. أحلى مافي الموضوع أنها ماشية الامور معاها في كل الأحوال.. وولاالطيب.. ولا الكريه.. وولاالمحب.. ولاالمستهتر.. يحركون فيها شعرة..
يلذ لي أشوفها.. وأتأمل بالعلاقة المميزة اللي تجمعها بأخ لي أكبر.. ويمكن لكثرة أحتكاكهم ببعض في البيت.. صار بينهم مايشبه اللعب والمزاح الممتع مشاهدته.. مزح متحرر مجنون شوي..يعني يمكن مثلاًًًًًًًًًًًًًً يمسك أصبعها الصغير.. ويمنعها لا تثنيه بالتسبيح..
فتلتفت عليه وتقبصة بمرح وهي تقول:
خل أصبعي يالشيطاني... وتبتسم بتواطؤ.. ويعني اني فاهمة...
اليوم وأنا طالعة من باب الحوش لقيتها واقفةٍ بغدفتها ومقيطعها الغامق.. ويدها على ظهرها من ورا وهي مظهرةٍ على وجهها التعب.. وكأنها تلهث.. وقفت قدامها وناظرتها وأنا ساكتة.. وأنتبهت لي وقالت:وش السواة ياوخيتي قصرت؟ (يعني تعبت)
وقبل ما أرد أقول وش حدك بس على المشي أصلاً.. تأنيت وتفكرت.. وعرفت أنها تمشي بدون ما تحس من أكثر من ساعة على الأقل.. تدور على البيت ياويلي...
وتاقف عند نفس الأماكن تقريباً... شجرة الترنج اللي عند " القراش" الوردة.. النخلة اللي قبل المطبخ... مدخل الملحق.. اللي تويق (يعني تناظر) به كل مامرته.. وتعيد نفس التساؤل.. ياهيش... يأهل البيت.. هو بذا أحد؟
وترد على روحها.. وبرضه في كل مرة.. بنفس الإستغراب..
هه يا ويخيتي وراهم يخلون بابهم مهجوج (يعني مفتوح) هالناس؟
يبدو أنها ببساطة نست روحها وهي تمشي الين تعبت... وهي تلقاها مستغربة:
هه.. وشلون؟ وش اللي خلان تعبت وأنا ما أبعدت.. من النخلة للترنجة؟
مع أنها كررت نفس الدائرة الله وعلم أنه ثلاثين مرة...
أكثر شي تاقف قبالة شجرة الترنجة.. يمكن لأنها باديةٍ تطلع هالأيام... وممتعة مراقبة الثمر وهو يكبر على شجرة.. يوم بعد يوم..
لكن جدتي عاد تدري أو تحس بنمو الثمرة يوم عن يوم.. ياما حيرتني حالتها واستغلقت علي ردود أفعالها... تاقف وتناظر وتتأمل.. ثم ترجع لمشيتها البطيئة الجذابة.. وتسبيحها المستمر..
وقعدت لا شعورياً أطور آليات لمد الوقت اللي أقضيه معها بارتياح.. بدون ماتضطر لتكرار الأسئلة علي.. والأحباط اللي يجيها من الأجابة عليهن مهما كان جوابك.. واللي كان يظهر بحركة اليد والراس بعلامة تضايق.. أو مثل قولة: إيه... ماعلينا... وعجزت ألقى في البداية أي حل.. لكن تلقائيتي في أحد هالأيام اللي جت هي اللي نجحت..
جيت مرة متضايقة وما كان حولي إلا جدتي.. وقعدت أشكي والجلج وهي جنبي بصوت عالي.. ويعني بما يعرف بالتفكير بصوت مسموع.. وبدون ماأنتظر منها أي جواب أو تفاعل..
وأشتكيت وأشتكيت.. وسبيت حتى ومابقى شي ماقلته.. وموضوع شكواي كان الموضوع التقليدي القديم... عن العالم اللي تنافق وترائي.. وتوصل للي تبغاه.. مقابل التجاهل وعدم التقدير للي يعمل بصمت.. وبدون مواهب تسلقية..
في البدية ربما تساءلت جدتي وش جاه بنيتي تهذري.. وأكيد تلفتت وأندهشت وأحبطت عشرات المرات.. وأنا ماناب لمها.. لكنها أخيراً علقت .. وتابعت..
وصرت أعرف كيف نقضي أوقات طويلة إذا صرنا وحدنا.. أتكلم عن هالعالم وأنطلق بالكلام.. وهي تتابع في عالمها الخاص.. و:
إيه.. ماكل مجتهدٍ بنصيب.. والا:
ماطار طير وأرتفع.. الا كما طار.. وقع..
وتعليقات من هالنوع.. وكانت تنطقهن بمحلهن من الكلام.. وبصدق.. وعمق..
وفي شتى المواضيع سوالفنا.. في المدرسة.. وفي العلاقات الإجتماعية.. كنا نكون مثلاً مع بعض قدام التلفزيون.. وتجي الأخبار.. وكانت ترفع جدتي غطوتها عن المذيع.. لكنها تسمع وشو يقول.. وقبل ماأبدأ أعلق ما تقول شي.. لكني يوم بديت أعلق على الأحداث شاركت.. وبطريقتها المعتادة.. الظلم ظلمات يوم القيامة.. أو.. مايدوم إلا وجهه سبحانه..
إلا إني كنت أسكت في الوقت المناسب عند اللفتات الحيوية.. اللي كنا نضحك ونعلق عليها سوا.. مثل أنها تقفز للتلفزيون فجأة.. إذا شافت لقطات مياه وخضرة..
وذاك اليوم لما كانت اللقطة لمياه تصب في البركة.. تقدمت للشاشة بعد تردد.. وبسطت يدها الناحلة كذا تحت الموية.. وهيىء لي ذاك اليوم أنه لولا ضحكتي وتعليقي.. كانت شربت من الموية اللي بالتلفزيون.. ويمكن تسبحت لو بغت..
جدتي تقيم عندنا هالأسابيع بشكل مؤقت.. وهي كانت فاقدة الذاكرة من كم سنة.. يبدو بسبب الأدوية.. بالأضافة إلى أثر العمر طبعاً.. اللي كان ماشاء الله..
ومن يوم فقدت الذاكرة تخلت عن الحذر والتحفظ.. وتنقلت في إقامتها بين بيوت عيالها.. وصار نصيبنا منها هالكم أسبوع... وماكنا ندري أن هالكم أسبوع.. كانت بتكون أسابيعها الأخيرة..
إن أنسى لا أنسى هيبة جدتي ذي.. زمان.. بقعدتها.. اللي ياما خيل لي أنها كانت طايرة فوق مستوى الأرض بشوي.. على الأقل بكم سنتي كذا.. بحجرتها ذيك.. مرتفعة عن الرواق اللي نقعد فيه حولها بدرجة.. توزع علينا الأمان.. والحنان.. والحكمة.. بدون مانحس...
أنا كنت عنقود أمي وبنتها الوحيدة.. لذلك نالني من دلالها الكثير... أكثر من الثانين يمكن يعني.. شوي...
كنا نسمي جدتي ..يوه.. كلنا وكانت وظلت هالكلمة تعني الحب عندي.. الحب المطلق الخيالي..
كانت تهديني الهدايا بسبب... وبدون سبب.. وتاقف بصفي وتهدي الأمور.. إذا تعرضت للوم أو عتب... وتدعم ثقتي بروحي.. وبشكل استمر أثره علي إلى يومي هذا...
أعتقد أن أمي تعاني مع حكاية فقدان جدتي للذاكرة ذي... ويمكن لا.... مين عارف ....
حاولي يمه تفضفضين لها... حتى وهي حالتها كذا...
أعطيها الثقة على طريقتها هي... مش على طريقتنا حنا... سولفي لها ياميمتي... واحكي لها واشكي... تراها مازالت نبعنا الوحيد اللي شربنا منه... الين روينا... بدون خوف أو شك.. وأرضنا اللي شايلتنا بدون تشكي ولا تململ.. وحصاتنا اللي مرتكين عليها... تقل مالكينٍ الدنيا وما فيها..
ما ادري ليه تكون عندي ذاك الاحساس الغريب... ان امي براسها شي... تجاه جدتي.. وأكيد شي نحو رجوع الذاكرة بشكل أو بآخر... ومادري ليه ربطت هالاحساس ذا باللي حصل اليوم...
لما اكتشفت امي بغموض كذا.. سن جديد.. في فم جدتي.. الخالي تماماً من الأسنان.. لمحته الظاهر كذا في البداية... ثم أدخلت اصابعها وتحسسته... وكان سن.. فعلاً سن.. على جانب الفم كذا.. قريب من مكان الناب..
ورغم ان امي صرحت كم مرة انها سبق قرأت أن هالشي يحصل.. لكبار السن يعني.. انه يطلع لهم سن جديد بآخر عمرهم.. الا اني حسيت المشاعر أعمق من كذا.. حسيته بداية أمل ما.. بس أمل ايش؟
مادري... أصلاً هذا هو التفكير اللي كلنا نتحرج نصرح فيه...
يعني.. انها تنولد من جديد؟ مثلاً؟
أو يرجع بها العمر من جديد؟
من التسعين مثلاً... الى الثمانين.. الى السبعين.. وهكذا؟ مادري..
صار تأثير هالسن الجديد مبهج وغامض.. هل ح يتبعه أسنان أخرى بعد كذا؟
وترجع تاكل بهن وتفصفص مع الشاهي؟
وما اهتمت جدتي كثير بحكاية السن هذي.. واستمريت بتطوير تواصلي الحر معها.. لولا خاطرٍ مر علي.. نكد علي.. ذاك اليوم.. وأنا أناظرها واقفةٍ قبال ثمرة ترنجةٍ كبيرة صفرا.. ماعندك بأزين منها.. الترنجة كانت بعيدة.. ويبي لها سلم.. على شان الواحد يطولها ويقطفها... ولاحظت كأنها حاولت تمد يدها للترنجة.. وهيء لي كذا.. اني منعتها بصعوبة وبآخر لحظة.. من التفكير بشي خطر.. انها كانت على وشك القفز علشان توصل للثمرة.. ويمكن الطيران المنخفض بعد.. مين كان عارف...
وجت على بالي سالفة الطيران الغريبة..الترييش والطيران بآخر العمر.. حلاوة الروح.. ودفع ماتبقى من طاقة بالجسد والروح من أجل إنجاز واحد أخير.. وخارق... ومتميز عن كل ماسبقه.. طوال حياة المرء..
وكلمت أهلي عن حكاية الترنجة.. واستحيت طبعاً أتكلم عن الطيران وما الطيران.. لكني حذرتهم من إمكانية انها تجيب صندوق أو حاجة.. تترفد عليها علشان تطول ثمرتها.. ثم تقعد تطيح تنكسر....
لكني لاحظت ردود الافعال ماهيب بالبراءة اللي أنا توقعت.. الكل عنده تفاكير غامضة.. يمكن عقب هالسن؟
ويمكن لأن الجميع جاه.. غصبٍ عليه.. نفس الايحاءات اللي جتني.. من روح هالطيف الشفاف.. وخفه.. وتحليقه..
ومرت علي أوقات صعبة مع هالتفاكير.. ويعني علامات التفاؤل الغامضة ابتدن يعنن لي شي.. ماله علاقة بالتفاؤل.. وبالعكس.. قرب النهاية.. الترييش.. حلاوة الروح..
• يوه.. خلين اجيب السلم واقطف لك الترنجة...
• لا مابعد استوت يابنيتي.. الا منه استوت طاحت.. همن آخذه..
• إلا مستويه يوه.. شوفيه صفرا...
• ايه.. بكيفك.. انا ماناب آكلته وهي كذا.. وانتي بكيفك..
وأبقتني بما أحسست للحظات انه مكر منها.. بالقلق والخوف عليها من هالترنجة..
ومن بكرا... بدا ينتقل الخوف الى مناطق ثانية...
جيت من المدرسة تعبانة.. وتشوفت لجدتي مالقيتها.. ورحت للحوش.. وللمطبخ لا تكون عند امي.. ودورت بكل محل.. مالقيتها.. بالأخير صارت تصلي.. فارشةٍ هالسجادة وعليها جلال الصلاة.. وتصلي.. مع ان العادة ان امي هي اللي تنزل لها الجلال والسجادة من فوق... وسألت امي قالت يمكن اني نزلتهن لها ونسيت.. وسألت أخوي قال مانزلت شي.. وانتظرت الين خلصت جدتي صلاتها.. وسألتها:
يوه... من نزل لك الجلال والسجادة من فوق؟ قالت:
من أنتي؟ وضحكت وجلست بجنبها لا حول لي ولا قوة..
كثير قلت لروحي خلاص.. وين ناويه توصلين؟... لكن كان الموضوع أكبر من اني اقدر اتركه.. اصلاً أكبر من اني ولو حتى أخفف من تأثيره شوي..
مغربية كنت واقفة بالحوش.. لمحت زول جدتي على خزان الما فوق البيت.. تمالكت نفسي وناظرت زين... وتأكدت انها هي.. قاعدةٍ متربعة... حاطةٍ يدٍ على ركبتها.. والثانية تحجب بها عن عينها بقايا الشمس.... وتوزع نفس نظراتها المستكشفة المندهشة.. وكأني يوم تمعنت باصيبعات يديها... المرتاحة على ركبتها... لقيتهن ابد.. يوصلن نفس التسبيح والذكر المستمر.. كأنها قاعدةٍ بالمقلط..
ودخلت البيت ادورها... واستغربت امي من الروعة اللي كانت بوجهي... وانا أصايح بأعلى صوتي: ما شفتوا يوه؟
وكانت جدتي لدهشتي قاعدةٍ جنبها.. وقالت لي لما شافتني: هلا باميمتي.. تعالي اقعدي بذيا بجنبي ياميمتي.. وانبخيت.. وحسيت بخوف حقيقي على روحي... لا أصير انهبلت والا شي...
وطلعت على طول مرة ثانية للحوش... ابشوف وش كان على الخزان فوق... لقيته جدي كان طالع ينظف الخزان مل شوي.. ومير يقعد ويتربع ويتلين شوي... هو وايا غلالة شماغٍ قديم على راسه... وثوبٍ شتوي غامق.. وحسبته جدتي...
لا اله الا الله... تصاعدت عندي الوساوس... وصرت اشوف جدتي هالحين مثلاً تمشي قدامي.. ويروح الوقت ماحسيت فيها.. ثم اذا رحت للمطبخ مثلاً وشفتها هناك... هيء لي انها طويت لها الأرض... وانها طارت وشغلت المحركات... وحركت للمطبخ وانا ما اشوف.. واسأل امي.. واتأكد.. وهي تنقد علي وتستغرب...
وبالليول أحلم بها... وهي متربعةٍ كذا على ارتفاع كم متر عن الأرض بالهوا... ويد تأشر على قدام... والثانية اليمنى فيها اصابعها... اللي يسبحن ويهللن... وتحرك كأنها تفحط بمركبة لا مرئية.. عايمة بالهوا... وبعد كم فحطة كذا تمضي على قدام... وتنشر اسئلتها اللا متناهية: من انتي؟ أنتي بنيتي؟ يا وخيتي وين حنا به؟ من هي ذيك؟ من هي بنيته ذيك؟
وتستمر بنفس النظرات المتعاقبة.... نظرة الدهشة...
تعقبها نظرة التساؤل... تعقبها نظرة الاحباط... والرضى بعده... في نظرة واحدة...
واحس كل بيت تجي فوقه وكل شارع... يهدا فجأة.. ويخضر... ويطلع لها دايم احباب يقولون: يوه... يوه... تعالي انزلي تقهوي عندنا يا يوه....عشرات... آلاف... وأحسه راح الضجيج من هالعالم... وانمحت الاحقاد... والتوترات والقلق... وصار محلهن بس هالأسئلة... البريئة... من انتي؟ انتي بنيتي؟ ياوخيتي وين حنا به؟
وكل ما قمت من الحلم أتأثر شوي وأصيح... واحاول انام ثانية وانا خايفةٍ اقوم من نومي... بعد ماتكون خلاص.. ريشت .... وطارت....

روح المها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-11-2005, 08:16 PM   #2
قناص مميــز
 
الصورة الرمزية أنا سعوديه
 
افتراضي مشاركة: آخر أيام جدتي

صديقتي............................

بيني وبينك صداقه ليست سهله بل تعتبر صداقه طويله نعرف عن بعض كل شي اصغر واتفه الاشياء

سعدت جدا بأشتراكك في المنتدى لانه عرفني بكي اكثر لم اعرف ان لكي مشاعر مثل هذي

صديقتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــي كم احــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــبك

التوقيع: { .. سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ .. }
أذكروني بـ الخير
أنا سعوديه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-2005, 01:47 AM   #3
إنتقلت إلى رحمة الله أدعو لها بالمغفره
 
افتراضي مشاركة: آخر أيام جدتي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أنا سعوديه
صديقتي............................

بيني وبينك صداقه ليست سهله بل تعتبر صداقه طويله نعرف عن بعض كل شي اصغر واتفه الاشياء

سعدت جدا بأشتراكك في المنتدى لانه عرفني بكي اكثر لم اعرف ان لكي مشاعر مثل هذي

صديقتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــي كم احــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــبك
مشكورة حبيبتي على مرورك لأنك الوحيدة اللي قرأ القصة

روح المها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-2005, 04:43 AM   #4
قناص مميــز
 
الصورة الرمزية غـ’ـروب
 
افتراضي مشاركة: آخر أيام جدتي

مشاعرك هذي وعواطفك تبين انك مرة متعلقة بجدتك
الله يخليها لك ويعطيك الف عافية على هالقصة الرائعة

التوقيع:
......وأعشق [ عمري ]
لأنـي إذا متّ .. اخجل من دمـع
.......[ أمـي ]......
غـ’ـروب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-2005, 06:28 AM   #5
مطرود من الملعب
 
الصورة الرمزية نحبك يا هلال
 
افتراضي مشاركة: آخر أيام جدتي

الله يخليها لك إن شاء الله . . .
.
.

.
.
تسلم يمينك لا هنتي

نحبك يا هلال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-2005, 06:34 AM   #6
قناص مميــز
 
الصورة الرمزية الفهد2002
 
افتراضي مشاركة: آخر أيام جدتي

الله يخليك لها

ويطول بعمرها

الفهد2002 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-2005, 07:34 AM   #7
إنتقلت إلى رحمة الله أدعو لها بالمغفره
 
افتراضي مشاركة: آخر أيام جدتي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نحبك يا هلال
الله يخليها لك إن شاء الله . . .
.
.

.
.
تسلم يمينك لا هنتي
مشكور نحبك ياهلال على مرورك

روح المها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-2005, 07:29 AM   #8
إنتقلت إلى رحمة الله أدعو لها بالمغفره
 
افتراضي مشاركة: آخر أيام جدتي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حساسة
مشاعرك هذي وعواطفك تبين انك مرة متعلقة بجدتك
الله يخليها لك ويعطيك الف عافية على هالقصة الرائعة
مشكورة أختي حساسة على مرورك والله لا يحرمنا منك

روح المها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-2005, 06:39 AM   #9
قنــاص فعــال
 
الصورة الرمزية ابوصلوح
 
افتراضي مشاركة: آخر أيام جدتي

مشاعرك هذي وعواطفك تبين انك مرة متعلقة بجدتك
الله يخليها لك ويعطيك الف عافية على هالقصة الرائعة

ابوصلوح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-2005, 07:41 AM   #10
إنتقلت إلى رحمة الله أدعو لها بالمغفره
 
افتراضي مشاركة: آخر أيام جدتي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوصلوح
مشاعرك هذي وعواطفك تبين انك مرة متعلقة بجدتك
الله يخليها لك ويعطيك الف عافية على هالقصة الرائعة
مشكور أبو صلوح على مرورك

روح المها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-2005, 07:44 AM   #11
قناص مميــز
 
افتراضي مشاركة: آخر أيام جدتي

الله يخليها ويطول بعمرها

التوقيع:
رغده غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-2005, 07:51 AM   #12
إنتقلت إلى رحمة الله أدعو لها بالمغفره
 
افتراضي مشاركة: آخر أيام جدتي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رغده
الله يخليها ويطول بعمرها
مشكورة أختي على مرورك

روح المها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-2005, 05:12 PM   #13
مطرود من الملعب
 
الصورة الرمزية القاتل^^الصامت
 
افتراضي مشاركة: آخر أيام جدتي

الله يخليه لك انشاء الله

القاتل^^الصامت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-11-2005, 03:09 AM   #14
إنتقلت إلى رحمة الله أدعو لها بالمغفره
 
افتراضي مشاركة: آخر أيام جدتي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مدمن بحب ياسر
الله يخليه لك انشاء الله
مشكور على مرورك أخوي مدمن بحب ياسر

روح المها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:33 AM.

Designed by: BAA
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
SEO by vBSEO 3.6.0
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi