كعادتي كل صباح
مع اشراقة يومٍ جديد
وعلى محياي البائس
ترتسم بسمة امل جديده
ونظرة متفائلة للحياة
وما ان تنتهي رحلتي اليومية
وأخذ نصيبي من العناء والنكد
حتى يصادفني ذلك الرجل
والذي لم يكن اكبر همه سواي
" بشر يا ولدي ان شاء الله تيسرت امورك "
" ومن اين لها ان تتيسر - اسأل الله الفرج - "
غادرت المكان ولا اسمع سواء
" لا حول ولا قوة الا بالله "
بعد هذا الحديث العابر
وأواصل طريقي إلى غرفتي..
وما أن أصل أبداء بتحسس أشيائي
فإذا بعيناي تقع على دفتر صغير
أوراقه تحكي عن زمن بعيد
كانت هناك أكوام من الغبار غطته بلا خجل
فإذا بأصابعي تمسح السنين
تقترب من الكلمات بلطف عميق
لتلامس دفتري !!!
دفتر عمري وحكايتي
يحكي سنيني وأيامي الجميلة
عندها ..
انتفضت ذرات الغبار هاربة
أخذت أناملي في تصفح أوراقه ..
وقراءة حروفه فلمعت عيناي فرحا لوجوده ..
وهنا ..
تحدرت دمعتي لتحكي هذا العمر الطويل
فسألته : أين أنت يا دفتري العتيق ؟
هل ما زالت ذكرياتي مختبئة بين سطورك ؟
هل ما زلت تحمل حبي وأشواقي ؟
وجراحات أيامي معك ؟
أم جففتها سنين العمر الطويلة ؟
هل تعلم يا دفتري الصغير
ما آل اليه حالي ؟و
هنا ...
توقف وانكسر
وقال لي في حزن وألم :
لقد انتهت أوراقي وسافرت حروفي وتغير لوني
فأصبحت أجزائي مبعثرة وأوراقي مصفرة اللون ..
فلذلكـ لا تنتظرني ..
ابحث عن دفاترك الجديدة
هى ستصور واقعا تعيشه أيامك
أما أنا ..
فأنا الماضي بشجونه
الزمن العتيق بهمومه
فعن ماذا تبحث ؟دفتري العزيز ..
لن ابحث عن غيرك
وماذا يا ترى سأسطر فيه ؟
هل اكتبه فيه اني عاطل عن العمل
لاااااااااااا والف لاااااااااااااصمتت برهة ...
ثم التقطت أنفاسي قائلا :
وهل يعيش المرء بدون ذكرى
بدون زمن مر عليه فخلدته الأيام
أنت يا دفتري خلود أيامي
وجمال ذكراها
بآلامها وشجونها وأشواق عمرها العتيق
أنت بوابة الأمل
أنت يا دفتري كل حياتي .ولنا لقاء اخر بإذن الله ،
للحديث بقية ..