كانت ليلة هادئة...
لكنها غريبة...
في شتاء قارس...
كانت تعيش أمل مع طفلها اليتيم...
الذي لم يكمل الخامسه من عمره...
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :
كان يؤانس وحدتها في ذلك الريف الواسع...
والكوخ الصغير....لكن هذة اليلة ليست كمثل أقرانها من اليالي...
فاكالعادة كانت أمل تذهب بصغيرها إلى غرفـتـه...
وتضع يدها على رأسه وتبدأ في سرد قصصها...
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::
لكنها في تلك اليلة.........
وضعت يدها على جبينه.......فإذا بحرارته مرتفعه...
والبرودة تتسلل إلى جسمه الصغير...
كأنها وحش ينهش في جسده الطفولي..
فلا جاريساعدها...
ولا بإنسان ينجدها...
كانت وحيدة وحائرة...
ليس بمقدورها سوى ضمهإلى حضنها الدافئ...
وهي تحس بنبضات قلبه تتباطئ...
وحالته من سئ إلى أسواء...
فإذا به يهمس بصوت خافت:::::::::::
أحــــــــــبــــــــك يـــا أمــــــــي
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::
لم تتمالك نفسها....
ودموعها لم تجف...
كانت تسيل على وجنتيها الحزينتين بصمت....
وهي تسمع وداع إبنها لها...
ونطقه لاخر كلماته...
وندائه الأخير...
فإذا بجسم صغيرها يبرد...
وكأن تلك البرودة تطلق ضحكاتها القاهرة...
وقلبه ينبض ببطئ شديد...
وكأنه ينبض مودعا ذاك القلب الكبير...
وعلمت حينها أن لا مفر من الواقع...
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::
ذاك الذي كأن يأنس وحدتها...
ويملأها أملا ببتسامته البريئه...
وينسيها متاعب الحياة بشقاوته المزعجة...
قـــــــــــــد رحـــــــــــــل...
ولــــــم يـبـق لأمـلا أمـل ....
بــــــعـــــــــد رحـــــــــيـــــــــل الأمــــــــــل...