السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة..
رغم الجهود والمحاولات الحثيثة والمتتالية التي تبذلها الدولة لإقناع الشباب السعودي بأهمية الانصراف نحو العمل في المجال التجاري الحر وخاصة المهن المختلفة من خلال كافة المحلات المختلفة.. لكن للأسف لم تحقق هذه الجهود وهذه المحاولات بعد القبول الملائم من فئات كثيرة من الشباب ولم تحقق النتيجة المأمولة قياساً بأعداد هؤلاء الشباب الباحثين عن العمل وقياسا بأعداد المهن التي يضمها سوق العمل في بلادنا.
ولازالت نسبة كبيرة جداً من الشباب السعودي يفضل ويبحث عن العمل في الوظائف الحكومية العسكرية أو المدنية وخاصة الوظائف الإدارية أو الخفيفة أو الوظائف ذات الفترة الواحدة - ولو اضطر لقبول العمل في بعض المهن أو الشركات فانه يظل يملك رغبة خفية وقناعة دائمة على ترك ألعمل في مثل هذه الوظائف الحرة أو وظائف القطاع الخاص في أي لحظة متى ماوجد عملا في القطاع الحكومي!! - طبعاً ويستثنى من ذلك قلة من الشباب السعودي الذين أبدعوا ونجحوا في وظائف القطاع الخاص ولكن يظلون قلة مقارنة بأعداد الباحثين عن العمل!
هذا الشعور السائد لدى معظم الشباب السعودي وعزوفهم الدائم عن مهن البيع والمهن الحرفية المختلفة أتاح لغير السعوديين فرصة كبيرة للالتحاق بهذه المهنة أو بهذه الوظائف وبجماعات مختلفة.. وهذا ساعد أبناء جنسيات غير سعودية على السيطرة على الكثير من هذه المهن وهي سيطرة متتالية ومتزايدة مكنتهم تدريجياً فيما بعد من الإبداع ومعرفة أسرار الخدمة والبيع!!
هنا يأتي أبناء إحدى الدول الشقيقة وخاصة الشباب منهم والذين بدأوا يحققون تقدما كبيرا على بقية الجنسيات الأخرى غير السعودية من حيث العدد ومن حيث السيطرة على العمل التجاري في بلادنا.. هؤلاء الشباب أصبحنا اليوم نراهم يتواجدون بكثرة وبإبداع في "كل" المهن تقريباً.. هذا الشباب "انتشر" بقوة في كل المحلات وفي كل المهن فأصبحنا نجدهم في المطاعم الشعبية وفي محلات بيع الجوالات وفي محلات ما يسمى ب"أبو ريالين" وفي الأسواق الشعبية وفي بيع المستلزمات النسائية والرجالية وفي غيرها من المهن المختلفة.. هذا بخلاف تواجدهم المكثف في المهن الحرفية - السباكة - الكهرباء - الدهان.. والملاحظة الأهم هنا أنهم من فئة أعمار "الشباب" ويعملون بكل جد وبكل نشاط وبكل همة وبكل حيوية.. ويكون أداؤهم وعملهم وتواجدهم بجماعات يسند منهم المقيم قديما القادم الجديد ويدعم كبيرهم الصغير!!
كما أن هؤلاء الشباب كما عرف عنه لديه من القدرة والصبر والتحمل والعمل المتواصل بدرجة غير محدده..فنراهم يعملون لعدة ساعات من اليوم تبدأ من بعد صلاة الفجر حتى آخر الليل وبصفة متواصلة بدون كلل أو ملل ونرى منهم من ينام ويأكل في موقع العمل ويتناوبون على العمل المهم أن المحل مفتوح لأكثر ساعات ممكنة طوال اليوم ولو قدر لبعضهم أن يفتح المحل لأربع وعشرين ساعة فإنه مستعد لذلك!
هذه القدرة "العجيبة" وهذا الجهد وهذا الإخلاص وهذا الصبر وهذا الكفاح وهذا الانتشار السريع إنما هو رسالة صريحة يوجهها هؤلاء الشباب إلى أشقائهم الشباب السعودي.. وهي رسالة تحمل وتؤكد بأن بلادنا ولله الحمد بلد خير ونعمة بدرجة قد لاتتوفر في أي بلد آخر والدليل على ذلك أن جميع الجنسيات تبحث عن فرصة القدوم إلى المملكة من أجل العمل ولذلك أيضا أصبحت تأشيرة العمل في بلادنا اغلى وأصعب من غيرها في أي بلد آخر..
فقط تريد هذه النعمة من يعمل ومن يجد ومن يعمل بجد.. وسوق العمل في بلادنا مصدر دخل كبير وكبير جداً ومن حق بلادنا على شباب الوطن أن يكونوا أولى بغيرهم بهذا الخير وبهذه الفرص الثمينة وعليهم ان يدركوا ان المستقبل للعمل الحر.. وبلادنا ان شاء الله مقبلة على المزيد من الفرص التجارية والاقتصادية والصناعية.. فقط تريد من أبنائها أن تكون لهم الأولية من هذه الفرص الغنية والكبيرة وأن يستفيدوا من غيرهم من الشباب في كفاحهم ونشاطهم وصبرهم من أجل الكسب الكبير..
فهل يتعض شبابنا وهل يستفيدون من الغير!!
واسفه على الاطاله واتمنى التفاعل منكم ..
BBP