- صالح الورثان - 25/08/1427هـ
Salh2001@yahoo.com

لست أعلم ما الذي دهى الإعلام المتلفز في زمن الإعلاميين الجدد الذين أسندت إليهم مهمة إدارة الحوار وإثراء البرامج الحوارية الرياضية التي من المفترض أن تكون بطرح علمي وفق مهنية وحرفية عالية المستوى؟! لكن المرحلة الحالية باتت تشهد انقلابا في طريقة الحوار مع الضيوف أشبه بالاستجواب وتعتمد على الاستفزاز والهجوم الشخصي أكثر من الاعتماد على محاور مركزة في صلب القضية المطروحة.
رن هاتفي، فإذا بالزميل رياض المسلم يثني على مقالتي (الجفاف الأزرق) ويصفها بأجمل الأوصاف طالبا محاورتي في برنامج (مداد الرياضة) على شاشة الإخبارية من إعداده وتقديم عبد العزيز البكر، فوافقت بعد أن تلقيت وعدا بأن الحوار سيتطرق فقط إلى مناقشة نضوب المواهب في القاعدة الهلالية والفرق السعودية كلها. والقضية جديرة بالإشباع نقدا وتحليلا، وسألني البكر قبل البرنامج بقليل: ما لديك؟ قلت لدي ما يدعم وجهة نظري في القضية المطروحة؟ ولم أقل إنني أملك كل ما من شأنه تشريح وتجريح الحالة الإدارية في الكيان الأزرق وذلك بالتأكيد ما كان يسعى إليه من خلال إصراره العجيب على استجوابي بطريقة فجة؟ البكر نسي أنني كاتب صحافي وتعامل معي وكأنني إداري هلالي مظلوم يجب عليه فضح الواقع المرير في نادي الهلال، كما يريد البكر نفسه أو من منحه محاور الحلقة!! ولذلك شطح الحوار وانحرف إلى محاور شخصية لا علاقة لها بالقضية من قريب أو من بعيد، فماذا يستفيد المشاهد من زيارتي إلى نادي الهلال؟ وهو أمر طبيعي جدا فكل الإعلاميين يتشرفون بالذهاب إلى أندية الوطن ومنها الهلال! وما علاقة إقحام النصر بالقضية في بداية الحلقة؟ ولماذا تجاهل البكر كل حديثي عن معوقات العمل في الفئات السنية الزرقاء وردد قوله: أجئت لتطالب الهلاليين بتوفير ملعب؟ وكأنني قبلت الأيادي لأظهر في البرنامج!! وهنا بالذات أقول لست من هواة الظهور ولا من عشاقه فقلمي هو جسر عبوري إلى القراء الذين افتخر بهم بغض النظر عن ميولهم!! البكر المبدع والصديق العزيز خانته المحاورة في تلك الحلقة ولم يكتب أسئلة كافية ولسان حاله يقول: اسأل يا صالح وأجب في الوقت نفسه! وغض البكر الطرف عن أسس احترام ضيفه في منهج غريب غير معتاد من مذيع في حجم موهبته وقدراته الفذة!! أما المسلم المعد، فنجح بحق في تقديم حلقة أوروبية الملامح ولا سيما في جانب التقارير المعدة إعدادا فنيا راقيا.. على أي حال أيقنت على الهواء من (فخ) مدبر، فتمالكت نفسي وصبرت على بعض العبارات غير اللائقة الموجهة ضدي التي ربما كان المذيع يسعى من خلالها إلى إرضاء أطراف بعينها وذلك ما لم أتوقعه من مداد النجاح لا الجفاف الذي عودنا على الإثارة المحترمة والمنهجية المسؤولة. إجمالا، ولكي يرتقي أي مذيع في أسلوب حواره مستقبلا، لا بد من تلقيه دورات صقل مكثفة داخل المملكة وخارجها كي تعود للبرامج الحوارية هويتها وهيبتها بما يخدم سمو النقد وطروح القضايا الرياضية بعيدا عن الهزل والاستخفاف بعقل المشاهد وثقافته.

رذاذ:
أبارك لنجوم الأخضر من ذوي الاحتياجات الخاصة الحصول على كأس العالم، وبحق أثبت المدرب الوطني عبد العزيز الخالد أن المدرب الوطني ناجح رغم معاناته المادية والمعنوية، وأثبت أنه قادر على تشريف الوطن في ميادين الشرف العالمي، هنيئا للوطن بأبنائه، وهنيئا للجميع بإنجاز الوطن العظيم.
الزميل إبراهيم الفريان الصحافي الخبير والقديم، رجل لا تغيره الأيام ويحمل في قلبه الأبيض الحب لنجاح زملائه في دلالة على إيثاره ونقاء سريرته، الفريان الشهير يختلف عليه كثيرون لكنه يظل إعلاميا كريم الخصال وفيا لعشقه الأزرق ووطنه الأخضر.