بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، وبعد:
التاريخ... هو تلك السبورة التي تسجل كل شيء يمليه عليها الزمن، فما يفعله الأفراد وينسونه فلن ينساه التاريخ لأنه قد سجل فيه وليس بتلك السهولة مسحه، فالتاريخ لا ينسى شيئا، ما لم يعبث به حراسه.
فيا أيها التاريخ...
سجل لنا الأمجاد، أمجاد آباء وأجداد، وانقشها على صخور لئلا تعبث بها الرياح، أو يغيرها كل من صاح وناح.
أيها التاريخ...
اذكر أننا أبناء عزة شمخنا في العلالي، وخطونا خطوات نحو المعالي، فأدركناها لأننا اجتهدنا وبذلنا، وتحركنا وعملنا.
لا تنس عزاً نحن فيه، ومجداً نحن نعتليه، وصروحا شيدناها فأتقنّا تشييدها، وأهدافا رُمْناها فأدركناها.
ولا تنس أيها التاريخ...
أننا لحقنا بالركب فكدنا نسبقهم!، فهزؤوا بنا فشمخنا بديننا...
أيا تاريخ العزة...
حان الوقت لأن تذكر أبناء أمتي، وأتباع ملتي، بكل عز بناه لهم الأجداد، بكل رفعة بناها الأسياد، بكل سبب لعيشهم في هذا الأمان، كيف وصلوا له بالإيمان.
ذكرهم أيها التاريخ بأنهم يعيشون في ظل نعم لم يكدحوا فيها كثيرا، بل سلمهم آباؤهم المكافحون أساسها فأكملوا ما أرادوا بسهولة، وذكرهم أن الحضارة-وإن كانت قد حصلت في العصر الحديث- إلا أن قدماءنا هم من بنوا أسسها.
أيها التاريخ...
قل للمسلمين العرب: أين عزتكم؟ أين نخوتكم؟ لماذا لا تدافعون عن إخوة لكم؟ هل المال والدواء والطعام يكفيهم؟ هل القرار والكلام والبيان يكفيهم؟ كلا... فهم يريدون وقاية لهم فإن حصلت فلن يحتاجوا إلى دواء...
هم يريدون مدافعا عن أرضهم، لا متكلما ينهى عدوهم...
لا تنس أيها التاريخ...
أننا قد دعمناهم بمال وغذاء ودواء، فهذا جيد استطعنا فعله، وأجود منه.... فمتى نستطيع فعله؟