آتي من بعيد ... آتي من الشرق وكأني شعاع الشمس الأبيض عندما يشق الظلام ... أسير وحيدة بين السراب و الخيال لإيصال الواقع ... فتاة بسيطة مسدلة الشعر ... ملامح حزينة وعينان بريئتان و وشاح احمر على كتفيها يعكس لونه على وجنتيها ...ترتدي تحته فستان ابيض عندما تواجه الضوء يشف ساقيها ...وحقيبة سفر تحملها بيديها ...تلك كانت أنا "راقصة البالية "

أصل إلى مكانكالحلم قرية في أوج تطورها , قرية فتحت لي باب صغير في المسرح الاستعراضي , أدخلة بعد كل شرط افتراضي مقبول أو غير مقبول ... أصابني الخوف وصرت كما أكون حال خوفي ...

وعندما حان الوقت كنت على أتم استعداد من الشكل الظاهري ... فستان الرقص الوردي ... وحذاءه برباطاه الحريريان ... وربطة شعري الكريستالية ... أما داخلي فلم يطمئنه سوى صديقتيالصهباء الجديدة عندما قالت: ابدئي ولا تخافي فانا معكِ ...

زادت مدة الفقرات الاستعراضية السابقة لعرضي مما أدي إلى زيادة خوفي وتسارع نبضي ... وعندما وقفت على المسرح مغمضة عيناي اللتان اخترقهما الضوء معلنا عن فتح الستار ... رأيت الكثير من الحضور ... أشكال مختلفة وألوان متعددة كأنهم من بلدان مختلفة ... يعج المكان بأصداء الهمسات المتعالية تدريجيا ... فتاتي "قصة حب " بأنغامها لتسكت الجميع ولا يتحدث سوى جسدي لينطق عما بداخلي ... فأصل إلى النهاية بعد القفزة التي تلت الاستدارة ...

انظر بحذر نظرة ترقب ... فرد علي الجمهور بكل قسوة ... الفلامنغو , التانجو, السامبا, وحتى الهيب هوب لكن ليس رقصة فيلسوفه ...
تصدقوا علي بتصفيق خارج من أدمغة فارغة وقلوب كاذبة , تصفق فقط لأنها اعتادت التصفيق ... ( ولا اظلم الجميع بذالك ).

إلا هو ذالك الشاب صفق بكل حرارة ... صدق في تشجيعه ... استفهم من فني ... راني كما أرى نفسي ... أعجب بي ... كان رقيا جدا وعاليا متعاليا ... هو ولا احد سواه ... " الشاب العاشق ".

اقتحم عزلت فكري ووحدتي فخجلت دمعاتي منه فأبت الخروج ... كنت وحدي وبين أحضان وشاحي الأحمر وكنت وحدي أفكر به وفيه وعنه ... أفكر بشاب رمى ببذرته في قلبي بعد أن نسيت ما الحب و ما العشق و كيف يغرمون ؟؟؟ ...

حاولت التماسك باختراع فلسفه غريبة وهي أن أحب الشخص ليس لأنه الأفضل بل لأنه أفضل السيئين ... فلسفه اخترعها لتخفف من وطأة زيارة ما يسمى بـ " الحب " .

علمت بعد أن أزهرت بذرته في قلبي بأنه من وجهاء المجتمع وانه ارستقراطي ...و مما ناقض شعوري وأدهشني عندما أخبرتني صديقتي بان إعجابه بي بدا واضحا وناطقا كما ينطق جسدي على المسرح وكما تفضحني عيناي الآن ...

مرة الأيام وتوالت الاستعراضات ولم أكن إلا أسوء حالا من السابق فلقد أصبحت أكثر خوفا وخجلا ... كان العاشق هو سببه ... وكأني لا ارقص إلا له ولا ينظر إلي إلا هو ... كان جمهوري وسبب حضوري ... ابحث عنه في كل مرة بين الحضور ... انظر بعيني من خلف الستار ... أراقبه واسأل عنه ... كنت أرى النساء حوله دوما يتهامسون عنه وكنت أرى تلك القروية من اشد المعجبات به بمحاولاتها دوما لكسب قلبه ... لا اعلم ما أصابني هل هي غيرة الأنثى أم غيرة العشاق ... ولكن كل ما اعرفه هو سعادتي العارمة بحضوره ... كان شعوري كشعور أي عذراء ليلة زفافها فرحة وسعيدة ولكن قلقة وخائفة ومترقبة ...
عندما كنت ارقص كنت استمد من سحره الخاص قوتي ... حدثته بروحي, بجسدي, وعيناي في رقصي ... ابتكرنا لغة للحوار لا يفهما لا العشاق ...

وذات يوم وردة حمراء يرسلها لي في ساقها ورق البردي الفرعوني كتب عليه صدقه وحبه ... قال: أفهمك وأحب فنكِ وأنا معكِ ... بدد شكوكي حول كل النساء حوله ... نسيتهن أو بالأحرى تجاهلتهن ... وولدت من جديد لأكون أنثاه وحده ... حب متناقض اكرهه لأني أحبه ... ولأني أحبه سأكرهه ...ومع كل هذا نقص الاعتراف ...

وكالبرق تهرول الأيام... كان يكفيني حضوره لأشعر بلذة نجاحي ... وإذا لم يأت يكون الرقص مجرد مهنه ...
بعد وردته الحمراء الأولى تلاها بأخرى حمراء كذالك ربط في ساقها ورق البردي كالسابق وما اختلف هذه المرة هو انه أضاف عقد ماسي صغير ...
كتب لي يحدثني فيها بلغتنا التلميحية الخفية ... حدثني بكل صراحة ... سألني أن أبوح أن أتكلم أن اخرج من خلف الستار واثقة أن أقول للجميع هذا هو أميري ... أن ارمي بالخجل عرض الحائط ...أن اختار حبه أن أكون له وحده وان لم افعل سيرضى بقراري ولن يقف عكس تياري وهكذا أنهى رسالته لأقرر التالي ...

تعتريني الدهشة من شخصك أيها الارستقراطي فأنت لن ترضي بمثلي ... لن تفخر براقصه ولن أعجبك ولن تتحمل حياتي ... شخص مثلك عندما ينتظر مني البوح أو الإيجاب هو شخص يرضى علي ما لا يرضاه رجل على أنثى ...فكيف أكون المُبادرة ...كيف أقدم لك سبب كرهي ... أيها العاشق ... شخص يخيرك في الحب لا يحب...

أنا أنثى صادقه ولن ادعك تحبني أكثر ... لن ادعك تلومني على حبك لن ادعك تحب الراقصة الشريفة أيها العاشق النبيل ... اكذب على نفسي وعليك لو قلت احبك وبقيت معك أو أيدت فعلك ...فانا لا ارضي على نفسي ما رضِته علي ولا أرضى عليك ما رضِته على نفسك ... ورغم كل هذا ابتعد لأجلك ولأريحك مني ومن حب الراقصة ... خوفي عليك يقول كن لأنثى تناسبك وتليق بك وبمركزك ...بأنثى تكون مصدر سعادتك لا بؤسك...
قد تقول لي الحب كفاح وأنا أقول لأجلك ولأجلك فقط اقتل الحب وأبدله أخوة ... ( ولست واثقة من قدرتي )

سأرحل أيها العاشق وسأعتزل عالمك وسأثبت أقدامي في عالم الرقص ... سأرحل وكل الحزن و الحسرة تملئ قلبي ...
فهل ستتركني ارحل ؟؟؟ وهل ستنساني ؟؟؟

ارحل كما أتيت من والى الشرق ولكن بحزن اكبر وعقد ماسي صغير يحفر ذكراه في صدري معلقا على عنقي ... يحكي قصة عذابي ورحيلي وعشقي الخفي المفضوح عشق انتهى قبل أن يبدأ ...






لن أنساك ما حييت ...
يا عاشقي ...

أيتها الانثى الصادقة ..
ما هذه الكلمات الشاهقة ..
والعبارات الفائقة ..

حقاً انتي عاشقة ..!!

فهذا الكلام لا يصدر سوى من العاشقين ...


ولكن من يعشق يضحي ..

فلتضحي بالرقص ..
اذا كان ( حبيبك ) يرى في ذلك نقص ..

ووقتها ..
سوف يكبر في عين ( حبيبك ) .. غلاك ..

(( ما اروع قلمك يا ملاك ))

جميل ما كتبتي ايتها العاشقة
ولكن هذا الكلام مكانه صدى المشاعر
ومشكورة ويعطيك العافية

الملاك الحالم


امسكتي بكل فن ريشةً ورسمتي لنا الجمال هنا ...

جمالها نابعٌ عن صدقٍ دافء انتشر حنينه في أروقة القلوب

دمت بخير في جمال ونبض راقي

مثبت
/
فقط انتظريني غاليتي : )

ملاكـــــــــــــــــــــــــــــي الغاليه

يابطتـــــــــــــــــــــــــــــي السوداء

لي عودة عندما أنتهي من قراءة قصتــــك

تقبلي مروري عزيــــــــــــــــــزتي

الغاليـة / الملاكـ الحالمـ
:
فراشة الحرف أنتِ : )

ترفرفين بألوانكِـ الزاهية ..
/
نتبعكِـ بأبصارنا عبر المدى ..!!
::
نتحين فرصة هبوطكِـ ..!!
/
على كف وردتنا الحالمـة ..!!
:
فرصة نادرة ..!!
/
وأمنية عظيمة ..!
:
تداعبين الحرف كحبات الندى ..!!

/
ترتشفين رحيق المعاني ..!
:
لتمنحينا متعة التحليق في عوالم الجمال ..!!
/

/ جميلتــي /

عشتُ مع هذه القصة أجمل اللحظات : )
:
شكراً لقلمٍ نثر عبيرهـ هنــا : )

/

الـغــلا

عزيزتي ..

جميل ورائع ماكتبتي ..

لقد عشت مع قصتك حرفاً حرفاً ..

أنا أفخر بتواجدك بيننا ..

لقد أبدعتي وسرني ماكتبتي رائع حقاً ..

تشكرين على ذوقك في رسم الحروف ..


- اكليلـ منـ أجملـ الزهور يطوقـ عنقكـ -

كلام رائع جدا

صديقتي الملاك الحالم

كم هو رائع ماتكتبين

والاروع من ذلك انت يامن جعلتني اتوقف كثيرا عند صفحتك

واقرا ماكتبتي اكثر من مره

انتظر جديدك بفارغ الصبر

سجل اعجابي

تحياتي واقبلاتي لك اختي