هل تتذكرون كاريكا فاكهة الكرة البرازيلية الذي وزع ابداعاته في ملاعب العالم و ترك بصمات مضيئة حين احترف في ايطاليا و أيضا في اليابان ؟؟
كاريكا برغم بلوغه الـ43 عاما مازال يعيش في حالة الحب الأولى مع كرة القدم .. ينام و يصحو على ايقاعها .. يفكر فيها طوال الوقت .. و لأنها محبوبته الأولى فانه مازال يلعب .
كنت قد وعدتكم سابقا باجراء حوار لهذا الاسطورة و ذلك عن طريق وسيط مهاجر .. و لله الحمد تمت المقابلة عن طريق الماسينجر .. انا أسأل و المهاجر يترجم و كاريكا يجاوب و يترجم المهاجر مرة أخرى .. الأغلبية ستسألني و كيف تأكدت أنه كاريكا ؟ حسنا سأجيبكم .. كاريكا الرائع قد شغل (الكاميرا) الخاصة به لأنه يعرف انني لن أصدق انه هو من أتحدث معه .. و لكن و مع كل أسف ... كان هو و المهاجر على جهاز واحد أي يستخدمون نفس الماسينجر لأن الأسطورة .. لا يستخدم الانترنت الا لرؤية الأخبار و ليس لديه حتى بريد الكتروني !!!
لن أطيل عليكم يا عشاق فورسا بارسا و بسم الله نبدأ :

بداية لابد منها

كاريكا لمن لا يتذكر هو قلب الهجوم الذي سطع في البرازيل و غير مفاهيم كثيرة في وظيفة هذا المركز عندما كان لاعبا في بلاده و عندما احترف مع نابولي .. الناس في البرازيل مازالت تقول حتى اليوم أنه لولا اصابة هذا اللاعب و حرمانه من المشاركة في كأس العالم 1982 في اسبانيا لكان تاريخ الكرة قد تغير بالنسبة لمنتخب بلاده.

في ايطاليا أطلقوا عليه هو و مارادونا و جوردانو الايطالي لقب (السحرة) عندما كانوا معا في نابولي و حتى هذه اللحظة لم يفلح نابولي في الحصول على ثلاثي بهذا المستوى و لا بهذا النوع .. انهم سبب جماهيرية نابولي في ذلك الزمان و حتى الان .

لأنه لا يطيق البعد عن عالم الكرة قام باشهار ناد باسمه !!

في البداية سألته ماذا فعلت بعد الاعتزال عام 1991 ؟
عندما ابتعدت عن المنتخب منذ سنوات كان لابد أن أبحث عن مكان امارس فيه معشوقتي المفضلة فذهبت الى الاتحاد البرازيلي لكرة القدم و قلت لهم اريد اشهار ناد لكرة القدم يحمل اسمي يبدأ من الدرجة الرابعة و أعدكم بأنه سيصل الى الدرجة الأولى في زمن قياسي ووافقوا على طلبي على الفور يومها ذهبت الى مسقط رأسي مدينة كامبيناس و التي تبعد عن ساوباولو 100 كلم شمالا .. و أسست ناد يحمل اسم المدينة لألعب فيه حتى الموت .

اذا أنت تلعب فيه أيضا ؟
طبعا و بكل تأكيد فأنا لا أستطيع الابتعاد عن كرة القدم أي لحظة و فريقي عبارة عن مزيج من الشباب و اللاعبين المعتزلين محليا و لكن في يوم من الايام سيحصل فريقي على بطولة الدوري و انا متأكد من هذا .

سألعب حتى اخر العمر

لماذا فكرت في اقامة ناد و ماهو العائد الذي تريد و انت الان في الثالثة و الأربعين من العمر ؟ (في لحظة السؤال رأيته يضحك حين ترجم له صديقي السؤال ثم أجاب) انا مثل الأسماك لاتعيش خارج الماء و لا يمكن أن أعيش خارج المستطيل الأخضر و لا بعيدا عن الكرة لذلك أسست هذا النادي الذي أخذ الكثير من رصيدي في البنك لألعب فيه انا و أصدقائي و في القريب العاجل أعود و أؤكد لك أننا سنحصل على الدوري

لكن هل يجوز أن تكون صاحب النادي و رئيسه و الكابتن أيضا ؟
(باندهاش جاوبني) ماهو المانع ؟ انا ما زلت في قمة العطاء و الصحافة البرازيلية تقول كاريكا في الـ 43 أفضل من الشباب الذين هم تحت الـ20 .. انا أبذل جهدا كبيرا في الملعب و عندي لياقة و أفيدكم علما أنني سألعب فيه حتى الموت !!

لكن بالتأكيد هناك جانب استثماري للنادي أليس كذلك ؟
نعم بكل تأكيد .. النادي ينتج المواهب و يبيعها و لو لم نفعل ذلك فسوف يغلق النادي أبوابه و لا نجد ما ننفقه , نحن بلاد تلعب الكرة الاحترافية و اذا لم تكن هناك مشاريع استثمارية فستموت هذه الكرة و مشاريعها

مارادونا الأفضل رغم أنف بيليه

هنا أحببت أن أفتح صفحات الماضي مع كاريكا و سألته: هل ما زلت مع علاقة بمارادونا و زملائك في نابولي ؟(بارتياح كبير و سعادة غامرة جاوبني) علاقتي مع دييغو ستظل حتى اخر العمر انه صاحب فضل كبير على نابولي بشكل خاص و كل الذين لعبوا معه بشكل عام .. انني معه صنعنا مجدا لنابولي لن يمحوه التاريخ لذلك انا على اتصال مستمر معه و قمت بزيارته عشرات المرات في كوبا عندما كان يعالج (لا أدري ان كان هنا بالذات قد لمحت دمعة نزلت من عيني كاريكا أم في مقطع اخر من الاجابة!!) ان علاقتي به تتعدى حدود الصداقة الى الأخوة الصادقة بعيدة المدى و لكن لا أريد أن تتحدث الصحافة عن هذا الأمر لأنه شيئ شخصي جدا .. و بالمناسبة مارادونا شخصية غير عادية يأسرك ببساطته وروحه الدافئة و هو كلاعب لن يجود الزمان بمثله لأنه الأفضل و الأعظم في تاريخ اللعبة رغم أنف الجميع

لكن الناس يقولون أن بيليه هو لاعب القرن و أفضلهم في التاريخ ؟
هم أحرار يقولون ما يريدون لكنني متمسك برأيي في أن مارادونا هو الأفضل و الأعظم في تاريخ الكرة

لكن مارادونا و بكل أسف أساء لنفسه و لتاريخه بادمان المخدرات ؟
هذا أمر أشمئز منه عندما تذكره الصحافة و الناس بشكل مستمر .. مارادونا كان ضحية للمافيا و ها هو يدفع ضريبته الان

برشلونة رائع و لكن !!

سألته ما رأيك في ناي برشلونة الاسباني في الوقت الحالي ؟
انه فريق أكثر من رائع .. عندما اراه الان اتذكر جمالية اللعبة التي كانت على زماني و زمان نابولي و ليس اللعب من أجل الفوز بل اللعب من أجل المتعة و أعتقد أنها أفضل طريقة للفوز بأي مباراة كانت

من هو أكثر لاعب يعجبك في البارسا ؟
(هنا تردد قليلا) لا أريد أن أقول رونالدينهو لكي لا تظن الناس أنني متحيز لابن بلادي و لكن لا يوجد لاعب مميز فبرشلونة يلعب كفريق متكامل .. صحيح أن غياب رونالدينهو قد يؤثر بشكل او باخر على مستوى النادي و لكنه سيبقى برشلونة

و ريال مدريد ؟ (خبيث مو بايدي )
(هنا ضحك كثيرا) أعرف أنك من مشجعي برشلونة و لكن سأقول لك الريال فريق رائع و لكن المشكلة تكمن في ادارته السيئة نوعا ما و عدم التنسيق بين الاقسام الادارية و التطبيقية بالشكل الذي يليق بسمعة النادي

هل تعتقد أن فرصة البارسا كبيرة في احراز بطولة أبطال أوروبا الموسم القادم ؟
لا اعتقد ان فرصته كبيرة .. الكرة تتطور بشكل سريع و هناك أكثر من نادٍ يستطيع أن يفوز على البارسا لكن بالتأكيد ليس بالطريقة السهلة .. على سبيل المثال هناك ليفربول و ميلان و مانشستر يونايتد و بايرن ميونخ فهذه أسماء لا يستهان بها و أعتقد ان برشلونة لا يزال أمامه الكثير ليصل الى مستوى معين بحيث لا يهاب أي ناد لكن ان استمر على هذا المنوال أعتقد أنه سيصبح خلال موسمين الأفضل بشرط ألا يصيب لاعبيه الغرور

في نهاية الاجابة اعتذر السنيور انطونيو دي اوليفيرا بأن الوقت قد تأخر و أنه سيذهب الان و تمنى لبرشلونة على وجه الخصوص التوفيق في الموسم القادم و قبل رحيله سألني : هل ستبيع هذه المقالة ؟
أجبته لا سأنشرها في موقع برشلونة العربي و بدون مقابل
هنا ارتاح و قال : اعتقدت انك من النوع الذي يبيع الكلام و لا يهتم بالمضمون

هذا هو الاسطورة

ولد انطونيو دي اوليفيرا فيلهو المعروف بكاريكا في كامبيناس 1960/10/5 و بدأ بلعب الكرة سنة 1978 في نادي جوراني في مدينة كامبيناس و كان مشهورا باستعراضاته الساحرة و ألعابه الشيقة.
كاريكا بالبرتغالية التي يتحدثها البرازيليون معناها المهرج !! أي انه حين ينزل الى الملعب يضحك و يفرح الاخرين بلعبه و استعراضاته المميزة .
بعد أن اشتهر في جوراني (لعب فيه من 76 الى عام 82) انتقل الى نادي ساوباولو و لعب فيه من عام 83 لغاية 86 لينتقل بعدها الى نابولي و يقضي فيها أجمل ايامه الكروية (87 - 92) لينتقل بعدها الى اليابان و تحديدا الى نادي كاشيما(93-96) و بعدها في نادي ساو خوسيه في البرازيل (97-99) ليعود الى كامبيناس و يأسس ناديه الخاص الذي بدأ اللعب فعليا في موسم 2004-2005 و حاليا نجح في الصعود الى مصاف الدرجة الثالثة و يلعب فيه ابنه أوليفيرا (20) و يتوقع له أن يصبح مثل والده كاريكا اخر .