العديد من الصفقات المميزة أُبرِمَت في صيف 2013 في الدوري الإنجليزي الممتاز «البريميرليج»، لكن أي منها الأفضل؟؟

مروان فيلايني - من إيفرتون إلى مانشستر يونايتد

كان الشغل الشاغل لمانشستر يونايتد خلال سوق الانتقالات الصيفي المنقضي، هو تعزيز خط وسطه بلاعب من الطراز الأول، لمنحه القوة، وتعويض بول سكولز الذي أعلن اعتزاله في نهاية الموسم الماضي وإصابة دارين فليتشر المزمنة، فجاءت صفقة البلجيكي مروان فيلايني لتنقذ ماء وجه مانشستر يونايتد في اليوم الأخير من الميركاتو بعد فشله في جلب بعض أهدافه.

صفقة فيلايني وكما يقول أبرز المحللين الإنجليز، تعد صفقة حيوية لمانشستر يونايتد، حيث كان الأخير يحتاج إلى لاعب في امكانيات وقدرات فيلايني على صناعة الفارق. فهو سيوفر النشاط والطاقة في وسط ميدان "الشياطين الحمر"، حيث يوصف بأنه لاعب وسط متكامل، فمن جهة يمتلك قدرات دفاعية كبيرة في إفساد الهجمات وقطع الكرات، وسرعة الارتداد.

وفي الوقت نفسه، فإن أبرز ما يُميزه هو الحاسة التهديفية الكبيرة، وهو ما يفتقد إليه وسط ملعب مانشستر يونايتد، حيث سجل فيلايني الموسم الماضى أحرز 11 هدفًا فى 31 مباراة خاضها مع إيفرتون الموسم الماضي، في حين سجل توم كليفيرلي على سبيل المثال هدفين فقط كأكثر لاعبي وسط اليونايتد تسجيلاً للأهداف.

إيرك لاميلا - من روما إلى توتنهام

عوض توتنهام هوتسبير نجمه الويلزي جاريث بيل المنتقل إلى ريال مدريد في صفقة قياسية، بأفضل شكل ممكن، بجلب الجناح الأرجنتيني إيريك لاميلا من صفوف روما الإيطالي بصفقة كبيرة قدرت تكلفتها بأكثر من 26 مليون جنيه إسترليني.

لاميلات بالتأكيد هو صفقة رابحة لتوتنهام، فاللاعب وبدون أدنى شك قادر على ملء الفراغ الذي تركه بيل، حيث يمتاز بالتمرير المتقن وذكائه في توصيل الكرات للمهاجمين، وقدرته الكبيرة على المراوغة والتحكم في اللعب، والأهم أنه يستطيع اللعب في أكثر من مركز منها الوسط المهاجم أو صانع الألعاب وحتى رأس الحربة، ومع فلسفة المدرب فيلاش بواش، فإنه نجاحه في "وايت هارت لين" مؤكد.

مينوليه - من سندرلاند إلى ليفربول

قد يتفق البعض ويختلف الآخر على أن مركز حراسة المرمى كان من نقاط الضعف ليفربول في آخر موسمين بالذات، وهذا يرجع لانشغال بيبي رينا بمستقبله ورغبته في خلافة فالديز في كامب نو بعدما تأكد أنه سيرحل في صيف 2014، حتى الحارس البرازيلي "دوني" تخلى عنه الحظ ووضعه في مواقف حرجه مثل حصوله على بطاقة حمراء في ظهوره الأول في الدوري أمام نيوكاسل، ونفس الأمر بالنسبة للحارس جونز الذي لم يُقنع أحد بمستواه في الفرص التي حصل عليها.

بالتأكيد جماهير ليفربول لا زالت تتذكر هفوات حراس المرمى التي كلفت الفريق نقاط ثمينة، لكن منذ ظهور مينولييه في عرين أنفيلد روود بدأنا نشعر بعودة كبرياء مرمى حُمر الميرسيسايد، وكما يقول عشاق الساحرة المستديرة حارس المرمى المتميز يساوي "نصف فريق"، فالدولي البلجيكي أثبت في اختباره الأول أنه فعلياً نصف الفريق.

ومن حسن حظه أن بدايته كانت موفقة حين تصدى لركلة جزاء أمام ستوك سيتي في اللقاء الافتتاحي للبريميير ليج، وهذه اللعبة منحته ثقة كبيرة في نفسه وجعلته يحافظ على نظافة شباكه حتى نهاية الجولة الثالثة، فحارس مثله من المفترض أنه يتعرض لهزة بعد انتقاله من نادٍ لا يُنافس إلى عملاق كبير بحجم ليفربول.

ملخص مينولييه، هو مشروع حارس عالمي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ووجوده في ليفربول أفضل بمراحل من رينا المشغول بالعودة إلى مسقط رأسه، ونلاحظ تميزه في التقاط الكرات العرضية ورد فعله المُذهل في التصويات القريبة بالذات، فضلاً عن أنه حارس طموح ويريد تثبيت أقدامه في تشكيلة منتخب بلجيكا القريب من التأهل لكأس العالم، وهذا يعني أن برندان رودرجرز هو الرابح الأكبر من هذه الصفقة..وإذا عاد ليفربول لدوري الأبطال بعد غياب دام أربع سنين..سيكون مينوليه من الأسباب الرئيسية.

ويليان بورجس دا سيلفا - من انجي إلى تشيلسي

أصاب جوزيه مورينيو الهدف بتعاقده مع الموهوب ويليان الذي تسبب من إقصاء تشيلسي من مرحلة مجموعات أبطال أوروبا الموسم الماضي، فالشاب البرازيلي من النوعية التي يُجيد سبيشال وان التعامل معها، لم لا وهو يملك الجرأة والشجاع لاختراق دفاعات الخصوم، فضلاً عن تميزه بالجماعية ودقة التمرير في الثلث الأخير من الملعب، أي أنه خليط من هازارد وأوسكار.

دائماً خطط مورينيو تعتمد على لاعب مراوغ من طراز فريد لمساعدة المهاجم الوحيد الذي يعتمد عليه في الخط الأمامي، ومن حسن حظه الآن أنه يمتلك كتيبة من المبدعين سواء على الأطراف أو في العمق والأمثلة كثيرة منها "ماتا، لامبارد، شورله، أوسكار وهازارد"، فكيف سيكون الوضع عندما يُضاف إليهم موهبة مثل ويليان.
قيمة ويليان لن تظهر في لقطات مداعبته للكرة على طريقة سحر البرازيل فقط، بل ستظهر بوضوح في تفاهمه مع الخبير صامويل إيتو، ولعل رؤية مورينيو قد وضحت بعد تعاقده مع الثنائي "ويليان وإيتو" في الأسبوع الأخير للميركاتو، فالقائد السابق للمنتخب الكاميروني مُدرب من قبل على اللعب بمفرده في الهجوم ومن خلفه ثلاثة أو أربعة صناع لعب كما كان يفعل في البرسا.
ولو نجح المو في صهر مواهب المبدعين ومنهم ويليان، إيتو، هازارد وأوسكار، بالتأكيد سنشاهد تشيلسي بوجه آخر لأن هؤلاء يُمكنهم ضرب أعتى خط دفاع بلمحة بسيطة في تغيير المراكز والتمرير السريع المباشر من لمسة واحدة، على طريقة الكوبرا التي لا تعط خصومها الوقت للتحضير عن الدفاع.

مسعود أوزيل - من ريال مدريد إلى آرسنال

سعى المدير الفني لآرسنال طوال فترة الانتقالات الأخيرة إلى التعاقد مع مهاجم، حيث حاول ضم نجمي هجوم ليفربول ومانشستر يونايتد لويس سواريز وواين روني، ومن قبلهم المهاجم ستيفان يوفيتيتش، لكن كل محاولاته باءت بالفشل، قبل أن ينجح في اليوم الأخير من إبرام صفقة مدوية لكنها كانت في خط الوسط بالتعاقد مع النجم الألماني مسعود أوزيل في صفقة هي الأغلى في شمال لندن، وثاني أغلى صفقة في الدوري الإنجليزي الممتاز بعد صفقة انتقال فرناندو توريس إلى تشيلسي.

صفقة أوزيل، لن تزيد من قوة آرسنال داخل المستطيل الأخضر فحسب، بل أنها ستغير وجه النادي في الاستحقاقات الانتقالية القادمة، حيث عرف عن آرسنال وخصوصًا في حقبة آرسين فينجر بسياسته التقشفية والاعتماد على لاعبين من الطراز الثاني، أو لاعبين شباب وصاعدين، إلا أن انتقال أوزيل لآرسنال سيساهم في اقناع الكثير من اللاعبين الكبار بالانضمام لآرسنال في المستقبل.

أما عن القيمة الفنية التي من المتوقع أن يضيفها أوزيل إلى "الترسانة اللندنية" فحدث ولا حرج، فيكفي أن نقول أن مدربه السابق في ريال مدريد جوزيه مورينيو وصفه بأنه أفضل رقم 10 في العالم، كما أجهض صفقة انتقال ديمبا با إلى آرسنال، حتى لا يكون الأخير منافسًا له على لقب الدوري الإنجليزي بعد قدوم أوزيل، فالساحر الألماني مناسب جدًا لطريقة لعب فينجر بفضل سلاسته وفنياته الرائعة، كما يعد من أفضل صناع اللعب في العالم بسحرية قدمه اليسرى التي تفتح الأبواب أمام المهاجمين بالتمريرات الدقيقة المذهلة.

* البريميرليج .. متعة كرة القدم .. *

.........