[وها نحن ندخل في أجواء الصيف.. وفي أجواء إجازة الصيف، ولا زالت أيدينا لم تنفض غبارها من الدراسة.. فلا زال لنا ارتباط بتلك الأيام بطريقة أو بأخرى.. أقلها بقاؤها في الذهن قريبة عهد.. لم يطل أبد بعدنا عنها!. ]
طرحنا سابقاً أفكاراً متنوعة، وتأكد لدينا أهمية التخطيط لأهداف مثمرة نخرج بها من إجازتنا هذه. وبالفعل؛ فهناك أشخاص سلكوا طرقاً رائعة جيدة في استثمار وقت الإجازة حتى لا يضيع سدى.. بأنشطة متنوعة في جنسها وفي أهدافها.. لكنها ولا شك تعتبر (إثماراً) في وقت الفراغ الطويل في هذه الإجازة.
في الواقع.. على المسلم أن لا يكون لديه فراغ.. فهو يتنقل من عمل صالح إلى عمل صالح آخر.. وإذا مل أو سئم رفه عن نفسه بالمباحات، ونوى بذلك إعداد نفسه لأعمال صالحة، حتى لا يذهب هذا الوقت الذي يقضيه في المباحات دون أن يكسب من ورائه أجراً.
قال ابن مسعود رضي الله عنه: " ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه ، نقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي ".
أنظر هنا وهناك لأطالع الناس: كيف فعلت بهم الإجازة.. وكيف فعلوا بوقتها؟ وكان مما رأيت:
- أشخاص فضلوا السفر والترويح عن النفس في المصايف الداخلية والخارجية، وهو هدفٌ جيد سيما لمن كان في ضغط عمل أو دراسة طوال السنة.. مع مراعاة أحكام الشرع بالطبع. - ومن المسافرين أيضاً من حرص على السفر لزيارة أقاربه وصلة أرحامه.. { ما أعظم أجرهم إن أخلصوا!. - آخرون تواجدوا في المساجد أو في أحد الحرمين: -- في دورات علمية: كشرح متون؛ فثنوا ركبهم عند العلماء يستزيدون من العلم. -- وفي دورات حفظ مكثف: للقرآن الكريم، أو حفظ الحديث الشريف.. أو غيرها من المتون. وهؤلاء في الغالب يقضون ما لا يقل عن 4 ساعات وقد تزيد إلى 8 ساعات في المسجد ويحفظون كماً كبيراً حيث يصل الحفظ في بعض الدورات إلى أكثر من 1000 حديث خلال 40 يوماً.. بارك الله الجهود والأوقات.
- هناك من قرر زيادة لياقته أو تخفيف وزنه.. فتجدهم في ميادين المشي يسيرون بجد ليحققوا أهدافهم. - بعض الأصدقاء: قرر أن يفيد الآخرين من خبرته الحاسوبية، فأقام دورة في منزله لأصدقائه، كما خصص وقتاً لتعلم أحد البرامج التي لا يجيدها. - ولأجل بناء العقل وتنمية الثقافة؛ كانت القراءة هدفاً للبعض لقضاء وقت الإجازة.. هدف رائع!. - بالطبع، هناك برامج صيفية جماعية في محاضن التربية، والمدارس؛ تلك تقوم بعمل جبار حيث يتم إبراز المواهب والجمع بين التربية والترفيه، وهي مفيدة جداً للنشء. - أحد الأصدقاء اقترح (مشروعاً لرفع الجهل) .. حيث وضع رابطاً لموقع يحوي محاضرات ومقاطع دينية،لنسمع منها كل يوم واحدة فقط.. ستكون المحصلة مذهلة في نهاية الإجازة!. - إحدى الجهات التطوعية التي يعمل فيها شباب صغار كان لهم برنامج جميل.. (برنامج سقيا)، يتنقلون فيه بين العمال الذين يعملون في حر الشمس ليقدموا لهم الماء والعصير.. ما رأيك أن تقدمها بنفسك يوماً ما؟ - كما أن هناك أشخاص فضلوا إكمال المشوار الدراسي من خلال الفصل الصيفي.
تبدو النماذج المذكورة نماذج تقليدية، لكنها أدت إنجازات ستحصد ثمارها في نهاية الإجازة..
وأنت أخي / أختي.. هل قدمتم شيئاً خلال الأيام القادمة؟
وما الذي تنوون تقديمه في الأيام المقبلة؟
لا تنسوا.. بقي شهر؛ ثم يجيء رمضان.. وحينها سيكون الجدول مختلفاً.. وهناك أهداف قد يصعب تحقيقها خلال رمضان.. ورمضان ذاته يحتاج منا عملاً أكبر، فهو ميدان منافسة في الخيرات.. نود أن نخرج منه بأعظم المكاسب!.
سبقت السلحفاة الأرنب لأنها سارت أثناء نومه! وكذا من يستغل وقت الإجازة حين يتكاسل الآخرون؛ ونظيره من يصلي بالليل والناس نيام: سيكون له السبق!
[ من تغريداتي على تويتر ].
آمل أن أكون قد أضفت إليكم شيئاً جديداً.. وأرجو أن يكون في موضوعاتي ما يفيد ويسر.. كونوا بالقرب.. أمدوني باقتراحاتكم.. وتقدكم البناء.. ولا تنسوني من دعائكم..
20-06-2012, 10:37 PM
إجازة مثمرة (3) : هم فعلوا.. وأنت
العرض الشجري
