إجازة مثمرة (2) : حكاية ما بعد الأفول والثمرة الفاسدة!
- تنقضي اللحظات سراعاً، ما يلبث أن يجد نفسه عائداً إلى داره.. بعد سير سريع منهكٍ.. دون جهد يذكر..!
لم يكن هو الوحيد الذي وصل.. هو كالآخرين: وصلوا سوياً، لكنه مختلف عنهم بالزاد الذي يحمله.. وبما جمعه من مكاسب خلال تنقلاته بين المحطات.. قبل أن يقفل راجعاً إلى دياره!.
عند العتبة، وقبل ولوج منزله الذي غادره قبل أشهُر، يقف مِن أهله من ينظر إلى ما أتى به من زاد.. لم يكن يبالي بمقدمه، قدر اهتمامه بما يحمل.. لم يجد شيئاً يُذكر.. رحب به ترحيباً تقليدياً.. وترك له فرصة الدخول..!
لم يكن هناك مزيد اهتمام وحفول بمقدمه.. ذلك أنه لم يهتم بتحصيل شيء يفرح به نفسه.. فضلاً عن إثارة الفرح في قلوب أهله الذين انتظروه تلك الأشهر كلها..!
عام كامل سيفصل بينه وبين الرحلة المماثلة القادمة.. وفي كل يوم من ذلك العام يتكرر عليه تأنيب الضمير، وندب الحظ: { يا ليتني أحسنت وبذلت جهدي في رحلتي تلك.. ولكنني سأفعل في القادمة!
لم يكن ذلك الشخص، سوى شخصاً منا.. حين يدخل إجازة الصيف.. ويمضي في أيامها متنقلاً..
أفنحب أن نخرج منها بلا شيء: ( لا شيء ) : نفيد به أنفسنا .. و (لا شيء) نهديه ونقدمه لأسرتنا.. لمجتمعنا.. لأمتنا التي تنتظرنا؟!
حقاً.. إنها خسارة! وتلكم هو السفر الخاسر.. عديم القيمة! والذي جنيناه منه: جزءاً من العمر ضائعاً.. فحسب!
إليكم أي أحبابي:
اجعلوها إجازة مثمرة عامرة بالخيرات..
شاركونا جداولكم.. أهدافكم.. حتى نتشارك الفائدة. الصراحة والواقعية تفرض علينا أن نقول: الترفيه أحد أهدافنا.. فليكن ترفيها منظماً، ولنراعِ فيه حق الله: بألا يكون ملهياً عن صلاة أو ذكر، وألا يكون في معصية لله بأي حال.
- من المهم أن يكون لنا في جانب الأهداف (الروحانية) نصيب وافر:
×بجلسة ذكر لله عز وجل من بعد صلاة الفجر وحتى الشروق.. صدقوني لها أثر مختلف على أيامكم إذا اعتدتموها! × و شيء من الوعظ نغذي به أرواحنا: عبر شريط، أو محاضرة أو دورة شرعية، تجعل القلب قريباً من العلم الشرعي.. قريباً من الله!. × و رحال تشد إلى خير المساجد: المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، وفيها يكون إعلان التوبة لله عز وجل.. وبناء علاقة متينة مع المسجد والقرآن!.
× و خطأ كنا نرتكبه: من المعاصي أياً كانت.. فنضع لنا هدفاً: ترك المعصية، حتى نلقى الله بتوبة منها.. لعله يقابلنا برحمته ويدخلنا جنته! ~ ما رأيكم أن نجرب؟ ~ ما رأيك يا صاحب مشاهدة الأفلام؟ أن يكون هدفك في هذه الإجازة تركها؟ ~ وأنتِ يا سامعة الأغاني.. وأنت يا صاحب العلاقات المحرمة، أو السفر المحرم أو أو أو .. ~ ما رأيك يا من اعتدت الغيبة أن يكون هدفك الكف عنها؟ ~ وأنت يا صاحب السخرية.. ويا صاحب الحسد.. ووو.. نحن معشر العصاة:
لنجرب.. لا بل: لنفعل!
" يا ابن آدم.. إنما أنت أيام.. إذا ذهب يومك.. ذهب بعضك " ..! [ الحسن البصري - رحمه الله - ]
07-06-2012, 02:51 PM
إجازة مثمرة (2) : حكاية ما بعد الأفول والثمرة الفاسدة!
العرض الشجري
