شبكة القناص - الموقع الرسمي للاعب ياسر القحطاني - رؤى (14) : "فتثبتوا.." . [همسات لأهل الأنامل الناطقة]

- المجلــــــس (http://www.alqanas.com.sa/vb/f32/)

رؤى (14) : "فتثبتوا.." . [همسات لأهل الأنامل الناطقة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يا لها من ثورة تفجرت.. ثورة مختلفة بعض الشيء!
ظهرت منذ أمد، لكنها انتشرت كالسرطان سريعاً بين الناس في وقت قصير..
غيرت كثيراً من الموازين، وأثرت في المجتمعات والمفاهيم.. فضلاً عن الحكومات
والنُخب وأصحاب القرار.

إنها (وسائل التواصل الاجتماعي) وخاصة : فيس بوك / تويتر.. ويمكن أن نضيف إليها
(بلاك بيري) كخدمة شعبية لها رواجها في مجتمعنا حين شرائح معينة..

وسائل التواصل هذه - كوسيلة رئيسة - ساهمت في انتشار الأخبار، وسرعة ذلك،
سواءً كانت تلك الأخبار صائبة أم خاطئة؛ كما أن الإدمان عليها جعل الكثيرين يكتبون
ويبوحون بما في خواطرهم، وكل يستخدمها في مجاله وبأسلوبه.

ككل أداة تقنية ، تستخدمها شعوبنا بحديها: السلبي والإيجابي؛ فأهل الخير سرعان ما
يستغلونها لنشر خيرهم، وأهل الشر كذلك يستثمرونها في باطلهم.

وسريعاً لي وقفات مع هذا الأمر، وهي في الغالب لا تختص بهذه الوسائل فقط،
بل هي عامة تشمل مجالات أخرى:

- التريث والتمهل عند نقل الأخبار والأحداث، وعند الرد عليها؛ خاصة فيما يتعلق بأشخاص
أو جماعات إسلامية، خاصة إذا ترتب عليه مسائل من تكفير أو تفسيق أو حكم بعمالته
للكفار أو شيئاً من هذا القبيل.
فما أكثر ما وجدنا من اتهامات لمشايخ فضلاء باتهامات باطلة يقودها المغرضون، ثم ينشرها
بعض البسطاء المساكين، ويكونو سبباً في سرعة انتشارها دون أن يدروا ما هي حقيقتها.
تمهل؛ اقرأ.. ابحث، استشر، أو أعرض عن الشر كله! وقل: رب ثبتني!.

- ومثل هذا، بل وأهم منه: نقل الأحاديث النبوية، فاحذر أن تنقل حديثاً موضوعاً، أو قصة مكذوبة
من الروايات التاريخية، وكذلك بعض الخواطر الإيمانية التي قد تتضمن اعتداءً في الدعاء، أو بعض
المناهي اللفظية، غالباً يكتبها صاحبها مريداً للخير، لكن النية لا تكفي، فنقص علمه يؤدي إلى
هذا الخطأ أو ذاك.. كن متحرياً في نقل الأحكام والآراء الفقهية والأحاديث.

- احفظ وقتك، واستغله فيما ينفع.. أنت أخي، وأنتِ أختي؛ أوقاتكم من ذهب، فلا تضيعوها على
تفاهات في هذه المواقع، تابعوا من يفيدكم وأعرضوا عن التفاهات، واستغلوا هذه الوسائل في
تعلم المفيد، وفي إفادة الغير، وفقكم الله وسدد خطاكم.

- ينبغي على من يكتب أن يراجع ما يكتبه، قد تكون لديه أخطاء شرعية، فيتمهل ولا يضع تلك
العبارة خير له، وحبذا لو كان لكل فرد مسودة في جهازه أياً كان، يكتب فيها العبارات، ثم بعد
يومٍ أو يومين ينشرها.. بعد أن يعيد قراءتها عدة مرات، وينتقي الأميز لينشره؛ فمعلوم أن
من كثر كلامه كثُر خطأه!.

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى..
لم أحب الإطالة.. فأرجو أن يكون حضوراً خفيفاً..
وأملي أن يكون فيما كتبت فائدة وخير، ولا تحرموني الرأي والنقد، والله يرعاكم.