ريموند والدة نانسي
- ماذا تتذكرين من طفولة نانسي؟
اتّسمت طفولتها بالهدوء. أثناء فترة حملي بنانسي (وهي ابنتي البكر)، لم أشغل رأسي بما سيرزقني الله به من صبي أو فتاة.. فالفتاة حنونة مع أهلها. ولدت نانسي جميلة جداً أشبه بدمية. وصار الناس في المستشفى يقتربون منها لرؤيتها. وكانت ولادتها في 16 مايو (أيار) من العام 1983.
* من اكتشف موهبتها؟
والدها. وذلك لدى بلوغها السابعة من العمر. وفي الثامنة من عمرها، شاركت ببرنامج "مواهب صغيرة" ونوّه كل من الفنان إلياس الرحباني والمخرج سيمون أسمر بموهبتها وصوتها الجميل.
* ما أبرز عادة لدى نانسي؟
منذ صغرها إلى الآن، وما أن تفتح نانسي عينيها صباحاً حتى تبدأ بالغناء.
* هل راودك الحلم مرة بأن ابنتك ستصل إلى كل بيت عربي؟
كنت أشعر أن لنانسي مستقبلاً باهراً، ولكن ليس بهذه السرعة القياسية. أنا سعيدة لأجلها. عندما أسافر معها إلى الخارج تدمع عيناي لشدة الفرح لدى إطلالتها على المسرح وتفاعل الجمهور معها.
* من كان يشرف على تدريسها في طفولتها؟
أنا. كانت نانسي تلميذة "شاطرة" تركّز وتتمّ واجباتها المدرسية على أكمل وجه. كانت تأتي من المدرسة حافظة دروسها. كانت طفلة هادئة نسبياً. إذا ألبستها فستاناً في الصباح تنزعه في المساء كما هو، أي دون أن تفسده. لم أكن بحاجة إلى أن أنهرها إلا بما يخصّ الطعام. فقد كانت تقبل على الطعام بشكل خفيف.
* بأي مواد كانت مجتهدة؟
في كل المواد، ولاسيما في اللغة الفرنسية.
* ما الاختصاص الذي اختارته في طفولتها عنواناً لمستقبلها؟
كانت على غرار كل الأولاد، ولدى عودتهم من المدرسة، يبدأون بتقليد المعلمة. وكانت نانسي تلعب هذا الدور بامتياز. فاعتقدنا أنها ستتجه إلى هذا المجال عندما تكبر. بمرور الوقت، اكتشفنا موهبتها. وفي إحدى مراحل حياتها، كانت تردّد أنها تنوي التخصّص في مجال الصحافة.
* كيف تصفين شخصيتها؟
هي حنونة جداً، ولغاية الآن، لا نستطيع إطلاعها على خبر سيئ وحزين كالمرض أو الموت دفعة واحدة. إنما نفعل ذلك على مراحل.
* ما أكثر ما تحبينه بابنتك؟
كوالدتها، "شهادتي مجروحة" بها. على الصعيد الخارجي، أراها جميلة. أما شخصيتها فتتسم بالحنان والهدوء. لا تؤذي أو تجرح أحداً، ولا يزعجني شيء بشخصيتها.
* هل غيّرتها الشهرة برأيك؟
إطلاقاً، فهي ما تزال عفوية والابتسامة لا تفارق ثغرها. وهي متأثرة في الوقت ذاته بطباعنا والدها وأنا. فنحن نؤثر البساطة في حياتنا ولم ندع أيضاً شهرة نانسي تبدّلنا.
* لو لم لم تكن نانسي فنانة، أي مجال عمل كنت لتختاريه لها؟
كنت لأراها طبيبة أطفال لأنها تحب الأولاد كثيراً وتتمتّع بصبر طويل. كما أن الأولاد يحبونها أيضاً.
الجدة تتحدّث أيضاً
أوديت عجرم، جدة نانسي لأبيها، تحدّثت أيضاً بفرح عن حفيدتها لـ "سيدتي":
* ما هي ذكرياتك عن طفولة نانسي؟
كانت هادئة ووجهها "ضحوك" (مبتسمة دائماً). منذ صغرها، وأنا أشعر عندما تتحدّث أنها أكبر من سنها الحقيقية، نظراً لسعة إدراكها وفهمها العميقين.
* ماذا تشعرين لدى سماعك الناس يردّدون أغاني نانسي؟
أتأثّر وأبكي من شدّة الفرح.
نانسي الأم
تزامن وضع الفنانة نانسي عجرم طفلتها البكر ميلا في السادس عشر من مايو مع يوم عيد ميلادها. ثم، رزقت بعدها بابنتها إيللا. وكانت لنا معها محطة أخرى تحدّثنا فيها عن التغيير الذي طرأ على شخصيتها بعدما أصبحت أماً لطفلتين:
- هل تعذّبت في ولادتك لإيللا؟
- لا. الحمد الله كانت أسهل بكثير من ولادة ميلا.
- ماذا تعلّمت من تربيتك لميلا واستفدت منه في تربيتك لإيللا؟
- تعلّمت الكثير. خفّ القلق الذي عشته في تربيتي لميلا. تعلّمت كيف أميّز بين بكاء إيللا في حالة الجوع وبكائها في حالتي الوجع والنعاس.
- ابنتك ميلا تشبهك إلى حدّ بعيد، هل إيللا تشبهك أيضاً؟
- ميلا تشبهني وتشبه والدها. أما إيللا، وفي البداية، اعتقدت أنها تشبه فادي، لكن مع الوقت "أراها تردّ لي" (تشبهني) قالتها باللهجة اللبنانية، وعادت ملامحها تشبه ملامحي.
- هل تربيتك لإيللا أسهل من تربيتك لميلا؟
- أسهل. لكن، حتى الآن، ما زالت إيللا صغيرة فقط تأكل وتنام. لذلك، لا أعرف في ما لو ستصبح شقية وتعذبني. وإذا أصبحت شقية، فأنا اليوم كأم أنضج وأوعى من قبل بكثير، وسأحسن تربيتها والتعامل معها بشكل صحيح.
ميلا حنونة وناضجة
- من يساعدك في تربية طفلتيك ميلا وإيللا؟
- مربية ميلا هي من تهتمّ في تربية إيللا. فميلا لم تعد بحاجة لمربية، بعدما أصبحت تتكلّم وتقول لي ماذا تريد. فأنا أهتمّ بها وبطلباتها.
- هل تشعرين أن ميلا تغار من شقيقتها إيللا بعدما توزّع اهتمامك بينهما؟
- ميلا حنونة، وأشعر أنها ناضجة وأكبر من سنها كطفلة. فهي تحب أختها كثيراً. ودائماً تقترب من إيللا وتداعبها. ولا تغار منها، بل أشعر بأنها ستعلّمها وتحتضنها وتخاف عليها.
- هل صحيح كما يتردّد ومتعارف عليه أن حب الأم يتوزّع على أولادها دون تمييز بينهم؟ أو تعتقدين أن الأول يحظى بمحبة الأم كلها؟
- عندما علمت أني حامل للمرة الثانية، قلت في قرارة نفسي، لا أريد أن أرزق بولد أحبه أكثر من ميلا. اعتقدت لبرهة أن حبي لميلا لن يضاهيه حب آخر. لكن، عند ولادتي لإيللا، شعرت أن قلبي انقسم إلى اثنين، قسم لميلا وآخر لإيللا.
- هل شخصية وطباع ميلا شبيهان بشخصيتك أو بشخصية والدها؟
ميلا مثلي تماماً، حساسة وحنونة وتخاف وتبكي بسرعة.
سفيرة للطفل والأم
في كلمتها أثناء إعلان المكتب الإقليمي لمنظمة "اليونيسيف" في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عن تعيينها "سفيرة إقليمية للنوايا الحسنة للطفل والأم" في مؤتمر صحافي، قالت نانسي: "حصدت طيلة مسيرتي الفنية العديد من الجوائز التكريمية عن فني وكنت سعيدة بها. لكنّ اختياري سفيرة شعور لم أعشه من قبل. وهو شعور جميل بتقديم العطاء للغير، خاصة عندما أصبحت أماً، ما زاد إحساسي بمعاناة النساء والأطفال. مضيفةً: أحلامي الخاصة بي انتهت بعدما حقّقت أكثر ما أصبو إليه وذلك بفضل مدير أعمالي جيجي لامارا. والآن، بدأت أحلم بسعادة الآخرين. أحلم لغيري ومن أجل الآخرين".
إلى طفلتيّ ميلا... وإيللا
أشكر الله على نعمة الأمومة التي وهبني إياها. شعور لم أدركه ولم أعِ سرّه ولا أهميته لغاية الآن. طبعاً، لست وحدي السعيدة بالأمومة، إنما هو شعور كل أم تجاه أطفالها، وأقول لميلا وإيللا: لقد جعلتما مني أماً في حالة قلق وخوف على نفسي حرصاً مني عليكما. ولأجلكما أحببت الحياة كما هي بمرّها وحلوها. معكما تعلّمت الصبر والمسؤولية والخوف من المستقبل وما يخبّئه لكما. ودائماً أدعو الله أن يعطيكما حياة أفضل".
رسالة إلى أمي
عندما أردت كتابة رسالتي لك، توقفت للحظات أتساءل: ماذا أكتب وأنت من علّمني الكلام؟ لم أعِ في الماضي ما دور الأم ،وما سبب خوفك الدائم عليّ وعلى شقيقي وشقيقتي. لا أخفيك سراً، كنت أضيق ذرعاً من خوفك وحرصك علينا. لكن اليوم، وأنا أم، أدركت تماماً ما دور الأم في حياة عائلتها. دعيني أعتذر لك عن كل لحظة تضايقت فيها منك وأنا طفلة. وأشكر وقوفك إلى جانبي في أمومتي وفي تربية طفلتيّ ميلا وإيللا. فأنا مدينة لك، وأرجو من الله أن يحميك ويحمي أمهات العالم. صدق من قال "الجنة تحت أقدام الأمهات".