تنتظر الجماهير الإنجليزية ما قد تجود به أقدام نجومها في المونديال، إذ يرى الكثيرون منهم أن بإمكان الجيل الحالي من اللاعبين تحقيق ما لم يتحقق منذ ثلاثين سنة.. وإذا كانت كل التكنهات تؤكد أن تأشيرة التأهل للدور الثاني في يد الانجليز فإن منتخبي السويد والباراجواي قادران على إحراج أبناء المدرب أريكسون، مما جعل التخمين سابقا لأوانه.. فيما ينظر لمنتخب ترينيداد وتوباجو الرابع في المجموعة الثانية على أنه بوابة العبور والحائط المائل للمجموعة بحكم تواضع خبرته الدولية وقلة تجربته، وهو الذي يلامس ولأول مرة في تاريخه المونديال.
يفخر الانجليز بأنهم أول من عرفوا كرة القدم وداعبوها بل ونشروها في أرجاء المعمورة ومع ذلك لم ترق طموحاتهم ولا إنجازاتهم إلى هذا التاريخ.. ولم تواز إنجازات المنتخب طموحات هذا البلد وتاريخه وإمكاناته، وأفضل ما حققه هو الفوز بكأس العالم 1966 على أرضه بعدما تخطى الدور الأول بسهولة قبل أن يفوز على فريقي الأرجنتين والبرتغال في الدورين التاليين ليلتقي بالمنافس التقليدي والخصم اللدود ألمانيا الغربية ونجح في الفوز عليه بأربعة أهداف مقابل هدفين منها ثلاثية للاعب جيف هيرست والرابع لزميله مارتن بيترز، وأثار الهدف الثاني لهيرست والثالث لإنجلترا جدلا وصخبا لم ينته إلى الآن بسبب عدم التأكد من أن الكرة التي سددها هيرست تخطت خط المرمى.. ولم يكتب للمنتخب الإنجليزي أن فاز بلقب كأس الأمم الأوروبية رغم أنه شارك في نهائياتها سبع مرات كانت الأولى عام 68. وكان الوصول إلى نصف النهائي في بطولتي عام 68 و1996 هما أفضل نتائجه في أكبر البطولات الكروية بالقارة العجوز.. وبالنظر إلى تسلسل مشاركات المنتخب الانجليزي يتضح أنهم في كل مرة اصطدموا بالألمان إلا ويقطع عليهم الطريق كما حدث مرارا وتكرارا اللهم إلا المرة الوحيدة التي تغلبوا فيها على الألمان تلك التي كانت في مونديال 1966.. أما فيما عدا ذلك فيكون التفوق الألماني بارزا وواضحا كما حدث في نهائيات كأس العالم عام 1970 حيث كان المنتخب الانجليزي مرشحا وبقوة للقب ولكنه خرج من الدور ربع النهائي رغم تقدمه بهدفين نظيفين حيث انتهى اللقاء بفوز ألمانيا الغربية بثلاثة أهداف مقابل هدفين.. وتكرر نفس الحال في كأس العالم 1990 وكأس الأمم الأوروبية 1996 مما جعل ألمانيا عقده مزمنة في عيون الانجليز وجماهيرها باتت تحلم بالثآر والانتقام من تلك المهانة التي نالوها على يد الألمان في الملاعب الكروية على مدى سنين طويلة.
ورغم التاريخ الذي يحكى قصة الانجليز مع الكرة ونشرها على أيديهم إلا أنها لم تكن كذلك في بطولات كأس العالم أي أنها غابت عن البطولات الأولى حتى أن أولى مشاركاتهم كانت في بطولة عام 1950، وفي تلك البطولة لم تنجح في تحقيق شيء يذكر وخرجت من الدور الأول مما دعاها إلى إعادة حساباتها وتطوير إمكاناتها وخططها ومعالجة نقاط ضعفها بعدما وجدت نفسها في ذيل قائمة الدول الأوروبية كرويا وتسبقها دول أخرى كثيرة في هذه اللعبة مثل إيطاليا والمجر.. وظهرت بوادر الاصلاح وإعادة البناء على المنتخب ونجح في الظهور بصورة مغايرة لما كان عليه في الماضي خلال مشاركته في نهائيات كأس العالم 1962، إذ ودع الفريق البطولة في الدور ربع النهائي أمام منتخب البرازيل الذي حصل على اللقب.. وجاء مونديال 1966 ليزف أجمل خبر ويحمل أفضل وأروع لحظات الكرة الانجليزية، لأنه المونديال الذي توج خلاله المنتخب بطلا للعالم.. وغابت عن بطولتي 1974 و1978، وخرجت من الدور الأول لكأس الأمم الأوروبية عام 1972 وعاد المنتخب الانجليزي للظهور في مونديال 1982 بإسبانيا، لكنه خرج من الدور الثاني، وعجز عن التأهل إلى نهائيات كأس الأمم الأوروبية 1984، ولكنه تمكن من التأهل إلى كأس العالم 1986 بالمكسيك وخرج على يد الأرجنتين في دور ربع النهائي، وكان أداء الانجليز في مونديال إيطاليا 1990 جيدا، إذ استطاعوا الوصول إلى نصف نهائي البطولة لكنهم خرجوا مجددا على يد منتخب ألمانيا بضربات الترجيح، وفي كأس الأمم الأوروبية 1992 بالسويد خرج مجددا على يد منتخب ألمانيا بضربات الترجيح، وفي كأس الأمم الأوروبية 1992 بالسويد خرج المنتخب من الدور الأول، وتعذر عليه التأهل إلى كأس العالم 1994 بالولايات المتحدة الأمريكية، وعندما نظمت إنجلترا البطولة الأوروبية 1996 على أرضها وخططت لمعانقة اللقب الأوروبي لأول مرة وكانت قريبة بالفعل من العناق والتتويج بعد أن قدمت عروضا طيبة إلا أنها خرجت من الدور نصف النهائي على يد الألمان بضربات الترجيح، وفي مونديال فرنسا 1998 لم تبتسم ضربات الترجيح للانجليز وخرجوا هذه المرة في المنافسة على يد الأرجنتين وكان أداؤهم فاترا في كأس الأمم الأوروبية 2000 وتعذر عليهم اجتياز الدور الأول.
ورأى الانجليز أن في الأمر شيئا لابد من إصلاحه من جديد حتى تسير ضمن الركب الأوروبي والعالمي.. واتخذ اتحاد الكرة خطوة جريئة كانت بمثابة الصدمة لكل المتتبعين للكرة الانجليزية وهي إسناد مهمة تدريب المنتخب الأول للمدرب السويدي زفن جوران أريكسون ليكون بذلك أول مدرب أجنبي في تاريخ إنجلترا.. وجاءت النتائج الجيدة على يد هذا الرجل لترفع من رصيده عند الجماهير والنقاد الذين أمطروه بوابل من سهام النقد في بداية مهمته بعاصمة الضباب لندن حيث قاد الانجليز إلى مونديال 2002، وخرج بصعوبة أمام البرازيل، وفي كأس الأمم الأوروبية الأخيرة بالبرتغال أبت ضربات الترجيح مرة أخرى إلا أن تقف في طريقهم أمام البرتغال في الدور الثاني.. ونجح أريكسون في تكوين فريق يضم عدداً كبيراً من النجوم الموهوبين، وما يميزه هو صغر سن أغلب اللاعبين، إذ اعتمد المدرب في اختياراته على منتخب من الشباب المتحمس، مع الإبقاء على بعض عناصر الخبرة مثل ديفيد بيكام الذي يحمل على عاتقه آمال الانجليز، ومنذ اعتزال الحارس ديفيد سيمان، تولى الذود عن المرمى الانجليزي ديفيد جيمس حارس مانشستر سيتي ولكن أداءه غير المستقر جعله يفقد مكانه، إذ استقبلت شباكه 20 هدفاً في11 مباراة مما جعل أريكسون يمنح ثقته لحارس مرمى توتنهام بول روبينسون الذي تألق في البداية مع ليدز يونايتد قبل أن يختار الانتقال إلى توتنهام رغم عروض الأرسنال ومانشستر يونايتد.. أما خط الدفاع فهو يجمع مجموعة من اللاعبين من أصحاب الخبرة مثل سول كامبل مدافع الأرسنال وصاحب البنية القوية والسرعة العالية، وريو فيرديناند ظهير مانشستر يونايتد الذي يعد أحد أبرز مدافعي العالم وصاحب أعلى صفقتين في تاريخ انتقال اللاعبين عندما دفع ليدز 18 مليون إسترليني لضمه من ويستهام ثم عندما دفع مانشستر يونايتد 30 مليون إسترليني لضمه من ليدز.. وإلى جوار هؤلاء جون تيري مدافع تشيلسي الذي أختير أفضل لاعب في الدوري الانجليزي خلال السنة الماضية، ويتميز بتسجيل أهداف حاسمة بضربات الرأس، وجاري نيفيل صاحب الشخصية القوية والصديق الأقرب لبيكام، وإشلي كول لاعب الأرسنال وهو المدافع المتألق وصاحب الحس الهجومي، وجايمي كارجر مدافع ليفربول الذي تألق بشكل لافت في الموسمين الأخيرين وكان أحد ركائز ليفربول الفائز بكأس دوري أبطال أوروبا، وواين بريد مدافع تشيلسي المعار لفولهام، وليدلي كينج مدافع توتنهام.. ويتكون خط الوسط بالمنتخب الانجليزي من لاعبين يتمتعون بلمسات سحرية مثل رئة الفريق ستيفان جيرارد الذي يجيد التمريرات الحاسمة والتسديدات القوية، فرانك لامبارد الذي أختير ثاني أفضل لاعب في العالم، وأفضل لاعب في الدوري الانجليزي في العامين الأخيرين والذي قاد تشيلسي إلى الفوز بلقب الدوري للمرة الثانية في تاريخه بعد مرور 50 سنة كاملة على اللقب الأول، ثم هناك أيضاً زميله في الفريق جو كول، ولاعب بايرن ميونيخ أوين هارجريفز، أما الهجوم فيتكون من لاعبين من ذوي المهارات الخاصة يتقدمهم واين روني البالغ من العمر 21 سنة، الذي يجيد التسجيل والاختراقات، ومايكل أوين العائد من الإصابة والذي يجيد التسجيل والسرعة في منطقة المرمى ثم جيرمان ديفوي ورايت فيليبس وكراوش.. وهذه المجموعة المتجانسة التي تمثل مزيجاً بين الشباب وأصحاب الخبرة دفعت جماهيرة الكرة الانجليزية وعشاقها إلى التفاؤل بإمكانية إعادة إنجاز مونديال 66 وإلى الحلم بأن يتحقق هذا الإنجاز فوق الأراضي الألمانية التي حرمتهم أكثر من مرة من أكثر من لقب.. وإلى زيادة رقعة الثقة في المدرب أريكسون الذي سيكتب سطر النهاية في علاقته بالمنتخب الانجليزي بمجرد انتهاء مشوار فريقه بالمونديال حسب الاتفاق الذي أبرمه مع اتحاد الكرة، ولذلك يتمنى المدرب السويدي أن ينهي مشواره بشكل إيجابي رغم العواصف التي تعرض لها والمشكلات التي مر بها منذ توليه مسؤولية الفريق.. وقد يحقق أريكسون حلمه وحلم كل الانجليز بما يحمله من تاريخ طويل في عالم التدريب بدأه بتولي مسؤولية ناديه كي جي كارلسكوجاو ديجرفورز الذي ظل يلعب له حتى عام 1975 نتيجة إصابة كبيرة في الركبة، وبعدها.. وصعد به من الدرجة الثالثة إلى الأولى، مما جعل اسمه يطفو فوق السطح، ولم يقف عند هذا الحد بل أحرز معه ثلاثية تاريخية، حيث جمع بين لقب البطولة السويدية والكأس ثم كأس الاتحاد الأوروبي عام 1982، وبعد هذا الإنجاز الكبير تخطى أريكسون حدود الوطن ووقع عقداً مع بنفيكا وأحرز معه بطولة البرتغال وقاده إلى نهائي كأس الاتحاد الأوروبي، ثم رحل إلى روما وأحرز معه كأس إيطاليا، ثم انتقل إلى فيورنتينا، ولم تنجح تجربته هناك وعاد إلى بنفيكا عام 1989، وقاده إلى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا وخسر أمام ميلان بهدف للاشيء، ثم عاد بعدها إلى إيطاليا عام 1992 إلى سامبدوريا وأحرز معه كأس إيطاليا عام 1994 وفي لاتسيو حقق أريكسون النجاح وأحرز معه لقب البطولة الإيطالية للمرة الثانية في تاريخ النادي وكأسي إيطاليا 1988، و2000، وكأس الكؤوس الأوروبية عام 1999، ووسط موجات من الانتقادات عين أريكسون مدرباً لمنتخب إنجلترا باعتباره أول أجنبي يقوم بهذه المهمة، وتمكن من قيادة إنجلترا إلى مونديال 2002، رغم موقف الفريق الصعب الذي كان عليه في التصفيات.. ومع ذلك ظلت الانتقادات تطارده رغم النتائج الجيدة التي حققها في مونديال 2002.. ليس بسبب عدم تمكنه من جلب لقب جديد للكرة الانجليزية فحسب إنما كذلك بسبب سلوكه وتصرفاته خارج الملعب من بينها الفضيحة التي تطارده خارج الملعب والتي تخص علاقته الغرامية مع مقدمة البرامج التلفزيونية السويدية الأصل أولريكا جونسون، ثم علاقة أخرى مع سكرتيرة الاتحاد الانجليزي فاريا آلام، وهي الفضيحة التي أدت إلى استقالة رئيس الاتحاد مارك بوليوس.. وتعرض هذا المدرب السويدي لموقف غريب حيث اعترف لصحفي بجريدة نيوز أوف وورلد كان متنكراً في شخصية رجل أعمال إماراتي، بأنه على استعداد لترك المنتخب الانجليزي وتدريب أستون فيلا الذي أقنعه الشيخ المزيف بأنه على استعداد لشرائه والتي نشرتها الصحيفة.. وفي 23 يناير الماضي أعلن الاتحاد الانجليزي أن أريكسون سيترك منصبه عقب نهاية المونديال تفادياً لمزيد من الفضائح.. ورغم كل هذه الفضائح والانتقادات والاستهجان ظل أريكسون وكعادته هادئاً ومتمتعاً بأعصاب باردة في انتظار تحقيق إنجاز بالمونديال الألماني يمحو به تاريخ الفضائح التي ارتكبها خلال فترة عمله بعاصمة الضباب

مشكوووووووووووووووووووووووور++

وما قصـــــــــــــــرت على الموضـــــــــــــــوع

وأتشرف اني أول واحد يرد وأن شاء الله تتوفق جميع المنتخبات....

مشكـــــــــــــــــــــــــــور أخوي

وماقــــــــصـــــــــرت