الحكم الدولي خليل جلال: تغنوا بإبعادي عن المونديال ونسوا أنني سعودي





حوار علي جبلي

أكد الحكم الدولي خليل جلال أن حـظوظه ما زالت قائمة في قيادة مباريات كأس العالم بألمانيا وأضاف أن وجود الإسباني الشهير لويس مادينا والإيطالي روزيتي معه على قائمة البدلاء يؤكد مدى ما وصل إليه الحكم السعودي، وبيّن أن الحكام العرب والآسيويين افتقدوا العميد فاروق بوظو بعد أن سحب الرئيس الحالي للجنة الحكام العالمية معـظم الصلاحيات من الأعضاء ومنهم البحريني أحمد جاسم وأوضح أنه قاد أربعة نهائيات محلية وشارك في مثلها وقاد ثلاثة خارجية وطالب الإعلام السعودي بدعمه ودعم الحكام عموماً وتلمس مشاكلهم ومعاناتهم التفاصيل في الحوار التالي:


ـ كابتن خليل ماذا حدث في ألمانيا بالضبط؟

أديــــت جمــيع الاختـــبارات والحمد لله تعـــالى بكل تفــوق وعدت للممــلكة وأنا سعيد جداً بما عملــت هناك، وجميع الأمور كانت ممتازة جداً وكنت مستبشر خير ولكن تم تقليص العدد إلى 23 حكماً فيما كنت ضمن الثلاثين حكماً والذي كان مقرراً من قبل ووضعت مع سبعة حكام احتياط وما زلت مستبشر خير إن شاء الله


ـ متى تم اتخاذ قرار تقليص العدد إلى 23 حكماً؟

اتخذ القرار مع الأسف الشديد في اليوم قبل الأخير من المعسكر وجاء القرار بعد أن كانت هناك إشاعة حول تقليص العدد إلى 26 حكماً، وذلك كما قيل بأمر من البورد العالمي.


ـ ولماذا هذا العدد بالضبط؟

كان في البطولات السابقة من كأس العالم، معظم الحكام يقودون مباراة واحدة فقط في الدورالتمهيدي، وقد يكون حكماً رابعاً فقط نظراً لقلة المباريات وكثرة الحكام وذلك جعل الأوروبيون يسعون لتقليص العدد حتى يتم التركيز أكثر على حكامهم ومنحهم الفرصة الكاملة لقيادة مباريات أكثر وكان ضحية هذا القرار تقليص حكام آسيا وإفريقيا مقابل حكام أوروبا وذلك لأنهم يقيسون ذلك على مستوى المنتخبات والفرق رغم أن هناك حكاماً من آسيا وإفريقيا يفوقون حكام أوروبا، والدليل المرحوم سعيد بلقولة الذ ي قاد نهائي كأس العالم 1998م بين فرنسا والبرازيل.


ـ ذكر البعض أنك فشلت في تجاوز الاختبارات كيف كان رد الفعل عندك؟

حتى لو لم يتم اختياري وهذا أسوأ الاحتمالات فإن وصولي لقائمة 30 حكماً الأفضل في العالم كاف لإقناع مثل هؤلاء بما يحدث من حولهم بعيداً عن تشجيع الأندية الذي يمارسونه باسم الإعلام وحقيقة صدمت ببعض ما نُشر وكأن من كتب ذلك كان ينتظر فشل حكم يمثل المملكة ويمثل آسيا ولكنه فعلاً كشف جزءاً من المأساة التي نعيشها.


ـ هل صحيح أن الحكم الياباني والسنغافوري لقيا دعماً أكثر منك؟

هذا الشيء لا أعرفه بالضبط ولكن الاتحاد الياباني قوي وحريص على تغيير صورة الحكم الياباني الذي قاد مباراة البحرين مع أوزبكستان والتي أعيدت بعد الخطأ الفني الذي ارتكبه.


ـ الحظوظ القادمة كيف تراها؟

مجرد الاختيار ضمن القائمة الأخيرة ممتاز وأحمد الله تعالى عليه والمشاركة ضمن الأساسيين أو البدلاء تعتبر مشاركة وأتمنى أن يبتسم الحظ لي في المرحلة المقبلة وتسنح لي فرصة المشاركة بعد أن وقف الحظ ضدي في المرة السابقة.


ـ الحكم البلجيكي فرانك كليبر والجواتيمالي كارلوس باتريس هل خاضا معك الاختبارات وكيف تم اختيارهما؟

الحكم البلجيكي أُصيب أثناء الاختبارات والحكم الجواتيمالي أُصيب ولم يحكم في بطولة الأندية في اليابان وتم اختيارهما ضمن قائمة 23 حكماً، وهذا يدل على أن لهما مكانة خاصة لدى لجنة الحكام العالمية!


ـ وجود حكام أوروبيين على قائمة البدلاء ألا يسبب لكم أي قلق ومن أشهرهم؟

بالعكس هذا يدل على أهمية البدلاء وبدلاء الساحة سبعة أشهرهم الإسباني لويس مادينا الذي قاد نهائي ملك إسبانيا وقاد مؤخراً مباراة الهلال والاتحاد في المربع الذهبي والإيطالي روزيتي الذي قاد نهائي كأس ولي العهد السعودي الموسم الماضي بين الهلال والقادسية.


ـ حدثنا عن الاختبارات ماذا ضمت؟

الاختبارات شملت اللغة الإنجليزية والقانون والاختبارات النفسية والصحية وأخيراً اللياقة البدنية والاختبارات كانت صعبة وتحتاج إلى تركيز كبير واستعداد أكبر ولكن الحمد لله عدت على خير.


ـ اختيار الحكم المصري عصام عبد الفتاح كيف رأيته؟

حكم ممتاز وفرحت له كثيراً لأنه حكم عربي أولاً وأخيراً وكل ما أتمناه ألا يخذله نظام الطواقم خاصة بعد فشل أحد مساعديه في تجاوز الاختبارات.


ـ يتردد أن دعم الاتحادين السعودي والآسيوي لم يكن بالشكل المطلوب؟

الأمر لايحتاج إلى دعم، الأمر يحتاج إلى صدق وأمانة عند الاختيار فقط! والدليل أنه تم اختيار حكمين لم يجتازا الاختبارات وأعلن ذلك عبر وكالات الأنباء وتم منحهما فرصة جديدة رغم نجاحنا أنا وزميلي محمد القزاز من المغرب.
والاتحاد السعودي لم يقصر معي حيث شاركت في معسكر على حساب الاتحاد السعودي بالتعاون مع الاتحاد الآسيوي في ماليزيا.


ـ والإعلام المحلي كيف كان دعمه لك؟

الإعلام يتجاهل إنجازات التحكيم غالباً ولكن هذا لا ينطبق على الجميع فهناك إعلاميون لديهم شعور بما نعانيه وتفاعل مع ما يحققه الحكام من إنجازات.


ـ ماذا كنت تحتاج بالضبط في المرحلة الماضية؟

الماضي انتهى وكنت أحتاج الحظ والإنصاف من قِبل اللجنة المكلفة بالاختيار وحالياً أفكر في القادم الذي يحتاج الكثير مني أولاً ثم من الاتحاد السعودي والإعلام السعودي عموماً.


ـ العميد فاروق بوظو هل افتقده الحكام العرب لدى فيفا؟

كثيراً وليس الحكام العرب فقط ولكن لجنة العالم حيث كان العميد فاروق أشبه برئيس اللجنة فهو رجل خبير في القانون واللوائح والأنظمة كما أنه رجل قوي وصاحب حجة مما دعم الحكام الذين ترشحوا في عهده، وقد أشار الزميل عبد الرحمن الزيد إلى ذلك في برنامج صافرة بعد ظهور النتيجة.


ـ وماذا عن أحمد جاسم وهل كان دوره مؤثراً؟

أحمد جاسم لم يدخر جهداً في دعمنا والوقوف معنا ولكن اختلاف رئيس اللجنة أثّر في أدوار أعضاء اللجنة.


ـ القزاز والدعمي ماذا عنهما؟

المغربي محمد القزاز والتونسي مراد الدعمي من خيرة الحكام حالياً وقد اختير القزاز ضمن قائمة البدلاء السبعة فيما وقف الحظ أمام الدعمي رغم كفاءته.


ـ ما هي مشاركاتك التي سبقت الوصول للمونديال وأبرز المباريات؟

شاركت في نهائيات كأس العالم للناشئين بفنلندا ثم شاركت في نهائيات كأس العالم للشباب بهولندا ثم تصفيات كأس العالم أربع مباريات أهمها بيلاروسيا مع سلفينيا في تصفيات أوروبا، وقد كنت الحكم الوحيد من خارج قارة أوروبا الذي يقود مباراة في تصفيات أوروبا.


ـ تحضيرات ماليزيا كيف كانت ومن شارك فيها؟

كانت مفيدة جداً وخطوة ممتازة من لجنة الحكام سبقت الاختبارات طبعاً شارك فيها الاتحاد الآسيوي بالكثير من حكام آسيا المرشحين ساحة ومساعدين.


ـ حدثنا عن مشاركاتك في نهائيات كأس العالم للناشئين وكذلك الشباب؟

كانت ممتازة ومميزة وساهمت في الوصول إلى نهائيات كأس العالم الآن


ـ مَن المستفيد من تقليص عدد الحكام إلى 23 حكماً؟

الحكام 23 أنفسهم حتى يستطيعوا المشاركة في أكبر عددٍ من المباريات وكل ذلك بتخطيط ودعم من الاتحادات الأوروبية دعماً لحكامهم.


ـ طريقة الطواقم كيف تراها وهل تؤيدها ومن هم مساعدوك؟

الطواقم فكرة ممتازة ونحتاج تطبيقها في الدوري المحلي، وكان معي فتحي العرباتي من الأردن وعيسى غلوم من الإمارات وحكم مساعد احتياطي حمدي القادري من سوريا والحمد لله أن هذا الثلاثي اجتاز الاختبارات للمساعدين بنجاح مما يجدد الأمل في مشاركتنا جميعاً في قيادة مباريات المونديال.


ـ مشاركاتك المحلية هذا الموسم ما هي؟

لم تكن كثيرة وذلك بحكم الارتباطات الخارجية.


ـ مباراة الهلال والشباب هل فكرت في الاعتذار عنها؟

أبداً لم أفكر في ذلك نهائياً لأنني لم أفشل كما ذكر، وكانت المباراة فرصة لإثبات جدارتي وجدارة الحكم السعودي عموماً والحمد لله أن المباراة كانت من أفضل مباريات الموسم من جميع الجوانب وفي مقدمتها التحكيم.


ـ الاستعانة بالحكام الأجانب هل قلص من فرصكم في البروز؟

بكل تأكيد وخاصة في الأربع سنوات الأخيرة.


ـ النهائيات التي قدتها منذ دخولك مجال التحكيم؟

محلياً حكم ساحة 4 كان آخرها نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد لهذا الموسم الذي جمع الهلال والأهلي وحكم رابع 4 وخارجياً 3 نهائيات.


ـ كرئيس لجنة فرعية كيف تنظر لمكافآت الحكام؟

شيء محبط جداً قياساً بما يبذله الحكام من جهد وما يلاقيه الجميع من صعوبات وقياساً بما يتقاضاه الحكام في بقية الدول، وأتمنى من المسؤولين إعادة النظر في مكافآت الحكام.


ـ اللجان الفرعية كيف ترى دورها في إبراز الحكام وماذا تحتاج؟

اللجان الفرعية ليس لها دور في ظل التنظيم الموجود حالياً.


ـ مشاركة المنتخب السعودي في ألمانيا ماذا تعني لك؟

دليل على تطور الرياضة من جميع الجوانب الرياضية والتحكيمية وأتمنى أن يكرر نجوم الأخضر إنجازات 94 في أمريكا.


ـ الحكم دائماً سفير لبلده كم دولة زرتها حتى الآن من خلال التحكيم؟

قرابة 24 بلداً عربياً وآسيوياً وأوروبياً، وكان آخرها لبنان.


ـ موقف طريف مر بك خلال مسيرتك التحكيمية وآخر محرج؟

محرج نسيان أحد قمصان التحكيم قبل مباراة إحدى المباريات ولكن تم تلافي ذلك المطب عن طريق أحد الزملاء الحكام أما المواقف الطريفة فهي كثيرة ولكن لا يحضرني حالياً منها شيء.


ـ بوجسيم راهن عليك وعبد الفتاح تأسف على عدم وجودكما في القائمة الرئيسية كيف ترى ذلك؟

بوجسيم حكم عالمي معروف له تاريخه المشرف لنا جميعاً وشهادته دافع قوي لي لتقديم الأفضل في القادم، أما الزميل العزيز عصام عبد الفتاح فأتمنى له التوفيق في تمثيل الحكام العرب في المونديال بشكلٍ رائع كما أتمنى أن تتهيأ الفرص ويبتسم الحظ ونشارك إلى جانبه في قيادة المباريات.


ـ البعض طالب بتكليف خليل جلال بقيادة نهائي ولي العهد أو نهائي الدوري كيف تنظر لذلك؟

أشكر كل من طالب بذلك ورغم أنه لم يتحقق إلا أنه شهادة بأن التحكيم السعودي مازال بخير والحمد لله.


ـ كلمة أخيرة؟

أشكركم على هذا اللقاء وأتمنى أن يبتسم لي الحظ مستقبلاً للمشاركة في قيادة مباريات المونديال الحالي وأشكر كل من وقف مع خليل جلال بالنقد الصادق أو الدعم الوطني وسامح الله كل من كتب أو انتقد دون وجه حق.