في ظلمة الليل الحالكة... في تلك المنطقة الغائبة ...
انطلقت اهة خافتة ... عبرت مسامع الأذن فقطعت نياط القلب...
فاقتربت فاستمعت .. فأذا بالصوت يتأوه:
(لماذا اعيش غريبة ؟ ... لماذا أترك وحيدة؟)
الذنب يحدث بغير عنوة ؟... أم لفعل يحدث سهوة؟...
أني اخشى على نفسي الانطواء بعد كل هذا الأزدراء!
حيث ما اذهب وحيدة .... لا اجد صديقة ولا حتى رفيقة!!!


وبعد كل هذا الكلام لم اعد استطيع حتى الاستكمال فقطعت حبل الاسترسال
ثم اظهرت نفسي على للعيان وقلت:(مرحبا يا صديقة )
فنظرت ألي مجيبة والدهشة تعلو الحقيقة (ءأنا الصديقة؟؟)
فتبسمت أزاء تعجبها من قولي الذي عنيته ولم استغرب ...
بتأكيد لم ولن استغرب بعد سماعي لكل ماقد قالت ...
فدونت منها لتجاذب اطراف الحديث...


فصاحت مشيرة بيدها : (لا تقتربي... ألا تعلمين اني أؤذي من بجانبي كل ما مرت نسمة هواء أو عند اي لمسة ألتقاء ...)
فتسمرت في مكاني بقيد من الماجأة ... فضللت صامتة لو هلة من الزمن حتى استدركت الأمر قائلة : (لا تقلقي فقشري يتميز بالسمك والصلابة )
فطأطأت رأسها وهي تقول بصوت اقرب الى الهمس
و كأنها تحدث نفسها (اجل والنعوكة ايضا ... فأنت برتقالة )
ولم اشعر بنفسي الا وانا اقول بالنفعال :(النعومة ليست مقياسا للحكم على اي شئ ,انظري كم من فاكهة رائعة المظهر والملمس من الخارج لكن ما بداخلها أما يكون جافا لا يروي أو ملئا بالبذور لا يشبع)



وعندما رأيت منها الأنصات والانجذاب لم اقول تابعت والعزم باديا على وجهي :(اني لي صديقا وفيا سأحكي له قصتك وسنبحث في قضيتك , واعدك اننا لن نرتاح او يهدأ لنا بال حتى نراك قد تركت عزلتك و أمن الكل طبيعتك ... فلا تيأسي او تقلقي لأننا سنجد حلا فنحن لذكاء أهلا ..)
فشكرتني والدموع تترقرق على مقلتيها المشعتان ببريق السعادة والأمل ...
فالنطلقت مسرعة الى صديقي لننقاقش الأمر ....


وفور رؤيتي له وعناقيده تلمع بفعل الندى , قصصت له القصة فأشفق على المسكينة اشفاقا شديدا ,
واقسم الا يقوم من مكانه الا وجد حلا لمشكلتها ,
فجلسنا سويا , نحلل ,نفسر ,نفكر ندبر, لمدة ليست بالطويلة ولا بالقصيرة ,
حتى توصلنا الى حلين مكملين لبعضهما
فذهبنا معا زافين الحل اليها
ومم اثلج صدري عند رؤيتي لها مجددا ,هو انها لم تكن كما المرة الأولى يائسة باكية ,بل كانت آملة داعية , فألقينا عليها التحية ,
وهرفتها الى صديقي فرحبت بنا وفي عينيها كل الشغف والفضول لمعرفة الحل الجذري المغير لحياتها الرتيبة الحزينة بأسرها..



فاختصرت لها الموضوع واشرت الى مكان ليس ببعيد عن انظارنا وقلت لها :(أترين تلك البحرة الصغرة هناك ؟
يجب عليك السباحة بصورة يومية حتى يخف شوكك ...
فلا تأذين احدا عند مرور النسيم ...
ثم تركت صديقي يكمل قائلا :(وسأعطيك من اوراقي لأنها كبيرة وتستطيعين بها تغطية جميع انحاء جسدك لتمنع تطاير شوكك و أذية من حولك ...



ومع آخر كلمة تفوه بها صديقي ازداد اتساع عينها وهي تحدق بنا
فلن تكن تتوقع ان هذه الفكرة الصغيرة حلا لمشكلتها الكبيرة
ولما ادركت الأمر ارتسمت الأبتسامة على شفتيها شيئا ف شيئا ,
ولم يدر بخلدها اي عبارة لتشكرهم بها لأنها لم تجد مايوفي حقهم فيما فعلوه بها فقالت:(شكرا جزيلا لكم انتم افضل)
فتبرت عبارتها وهي تفكر ...
هل تستطيع ان تقول انهم افضل اصدقاء لها ؟
هل تستطيع ان اتعدهم كذلك ؟
وفي حين تفكيرها بهذا الأمر , فهمنا المغزى من قطع عبارتها هكذا فقلنا لها :(نحن اصدقاء وسنبقى كذلك ولن يفرق بيننا شئ ان شاء الله)



وفي هذه اللحظة بزغت اول خيوط الفجر معلنة عن بداية يوم جديد...
فشعرت بأنه ليست فقط الشمس هي التي ستشرق بفعل هذا الفجر السعيد ..
بل احست ان حياتها ستشرق ايضا بعدما كانت في ليل سرمدي طويل



فالحمدلله ...واجد الحلول ...ومصلح الأمور ... ومؤلف القلوب وحاميها

عوااااافي

عوااااااااااااااافي

كلامااات جداا رااائعه يعطيك العاافيه ع الطرح الراائع

تشكورات
رائع جدا

شكرا ع مروركم الحلو
منورين

يعطيك العافيه وماقصرتي روعه
تفبلي مروري
تحياتي لك

رروعة يسلم يمنااكي
عوااااافي