سبحان من جعل الإبتسامة عبادة يُثاب فاعلها
وبإسمه أبدأ..
قال تعالى..[ولا تصعّر خدك للناس ولاتمشي في الأرض مرحا]
حينما نسير في شوارع المدينة..
حاملين هموماً كـ الجبالِ على ظهورنا..
قد أنهكنا السير والألم..
نرى وجوهاً باسرة..
تترنّح لـ أعمالِها أو ربّما منازِلها..
قد انمدّت ثغورها لـ أعلى..
وكأنها سهمٌ يشير إلى حوجِبها المقرونة..!
لا نملِك حينها إلا ان نزدادَ عبوساً قمطريرا.. ويزداد الألم..!
لكن ماذا لو منحوا عضلاتِ جباههِم إستراحة..؟
وسمحوا لها بـ الإسترخاءِ والتمدد..؟
والثغور..
ماذا لو سمحوا لها بـ الكشف عمّا تخبئه..؟
ألم يعلموا ان إجهاد الأجهزة والعاملين وتحميلهم فوق طاقتهم يؤدي إلى دمار المصنع..؟
وان طاقة العبوسِ ضئيلة..؟
يقول صلى الله عليه وسلم
«إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق»
الابتسامة..كلمة معروف بدون حروف..
الابتسامة..لغة لا تحتاج إلى ترجمة..
يقول أحد الأمثال الصينية..::الذي لا يحسن التبسم لا ينبغي أن يفتح متجراً::
ويقول أحمد أمين:
((ليس المبتسمون للحياة أسعد حالاً لأنفسهم فقط بل هم كذلك أقدر على العمل وأكثر احتمالاً للمسئولية وأصلح لمواجهة الشدائد ومعالجة الصعاب والإتيان بعظائم الأمور التي تنفعهم و نفع الناس.
لو خيرت بين مال كثير أو منصب خطير وبين نفس راضية باسمة لاخترت الثانية فما المال مع العبوس؟!)
ومما يروى في أثر الابتسامة ما قام به عمال إحدى المحال التجارية الفخمة في باريس عندما لم يُستجب لمطلبهم بشأن رفع الرواتب
فقرروا أن يكفوا جميعا عن الابتسامة في وجه زبائن المعرض حتى يستجاب لمطلبهم،
وبالفعل انخفضت وبشكل كبير أرقام المبيعات،
ويقول بعض خبراء علم النفس:
إنك إذا لم تضحك لنكتة بعد أن ضحك منها الآخرون، فلا بد أن تراجع الطبيب النفسي،
لأن خلايا الضحك والسرور التي تستقر في النصف الأيمن من الدماغ قد تلِفت أو تبلّدت عن الإستجابة..!
أيضاً هناك بعض الدراسات التي أثبتت أنَّه عندما تبتسِم في وجه شخصٍ ما،
فإنَّ موجاتٍ كهرومغناطيسية إيجابية ذات ذبذبات معيَّنة تَنطلِق منك - دون أن تشعُر - في اتِّجاه ذلك الشخص،
وتتوقَّف كمية تلك الموجات على طريقةِ تبسُّمك وترحيبك به، وقوَّة مشاعرك الداخلية، ومدَى تركيزِ نظرتك إليه،
وتعتمد على العباراتِ والكلمات المصاحِبة لتلك الابتسامة، فإذا كان ذلك الشخصُ يحمل في نفسِه شيئًا ما مِن ناحيتك، كالحِقد أو البغض، فإنَّك بتبسُّمك في وجهِه بالطريقة السليمة؛ تكون قد حقَّقت الآتي:
• قَوَّيْتَ هالتَك وحمَيتَ نفْسك من الموجاتِ السلبية التي يُوجِّهها إليك.
• أثَّرت في موجاتِه السلبية؛ لهذا ستقترب موجاتُه مِن موجاتك الإيجابية، فتتحقَّق الأُلفة والمحبَّة.
قد يكون شيئا ً - تافها ً - إن قلت أني أشعر بسعادة ٍ لا توصف لو تكرّمت ْ عليَّ
إحداهن َّ بابتسامة ٍ لوجه ِ الله حتى لو كانت إنسانة لا أعرفها أو لم أحتك لها
مطلقا ً .. .. أطير ُ فرحا ً حين يتصادم نظري وإحداهنَّ لـ أبتسم ْ..
وتبادلني هيَّ بدورها الابتسامة ُ نفسها
..
أيا قمراً تبسم عن أقاح * ويا غُـصنا يميلُ مع الرياحِ
جبينك والمقلّدُ والثنايا * صباحٌ في صباحٍ في صباحٍ
فـ هل تعاهدُ نفسكَ على التبسّم حتى تشقّق شفاهك..؟