شبكة القناص - الموقع الرسمي للاعب ياسر القحطاني - وَ أفـَــلتْ شَمْسُ النّـــــــــكَالْ..|||

|||
صوْتُ طرَقاتِ البَاب المُنتَظِمة..
أعَادتْهُ إلى حَاضِره..
بعْد ما كَانَ يُمرّغُ فِكْرهُ في رِمالِ الماضِي العَتيقَة..

بـِ صوْت ثخِين تُزاحِمهُ إخْتنَاقةٌ أجَاب:
نَعم..؟
: سيّدي..هُناكَ من يُريدكْ..
: ألا تفهَمين..؟ قلتُ لا أريد أنْ أرى أحداً..
: ولكنّ ذاتَ الشّعرِ الأحْمرِ..........

كـَ جُلْمود صخْرٍ حطّهُ السّيلُ من علٍ..كان وقْع الكَلمةِ..
شخصَتْ مُقْلتاه..
وارْتجَف ساعِداه..
وتصبّب العَرَق..كما الوَدَق..
تحرّك لسانُه..دونَ أنْ يسْتأذِنه..
بـِ ارتِجافه:
دَعيها تدْخُل..دعيها

وقَف مُحاوِلاً استِعادةَ هيبَتهِ المُتناثِرة..
شَهَق بـِ أوكسجين..علّهُ يُعيد جبرُوتهُ المتينْ..
توَالتِ الشّهقاتُ والزَفَرات المُحرِقة..
||

ودَخلَ الماضِي..
تنْظُر بـِ احتِقار..خلفَهُ ألفُ حُرْقةٍ للإنْتظار..

هيَ كما هيَ
لمْ تتغيّر..لمْ يتبدّل بها شيء..
الشُموخُ ..الغرُور..
حتى الخَاتمُ لمْ تخْلعه..
أيُعْقل..؟؟
ثمَانُ سنواتٍ لمْ تخلعِ الخاتمْ..؟
هه..ما بكَ يا ضارِي..؟
أنْتَ الشامِخُ المُهيب..
تُفرّق الجماعاتْ..وتجمعُ ما تشَاء من شتَات..
تُفكّر بـِ أنثَى..؟ تُبعثِرُكَ أنثى..؟

بعْد معَارِكَ خاضَها معَ ضمِيره الباطِنيّ..
وقفتْ..
مُحاذيَةً الكرْسي..
مُعلِنةً التّحدي بـِ نظرَتها..ومُخفيةً شوقاً وحنينْ..

بـِ كبرياءَ مُخْتلقٍ قالتْ:
هه..وها أنتَ يا سيّد ضارِي..
أبى القَدرُ إلا أن نلْتقي..
فـَ ماذا تظُنني سـَ أفْعل..؟

كلِماتها انفلتَتْ مُشوّبةً بالحُزنْ..
ولأنهُ رجلْ..
ثارَ وجُنّ جنُونُه..
: ما تظنين نفْسكِ فاعِلةً أيتُها العذْراء..؟
فـَ والرّب ما أنتِ سِوى خُنفُساء تصْرُخ للجَبلْ :
إنزِل لـِ مُستوى لـِ أُنازِلكْ..!!
: هه..يبْدو أنّك صِرت مُعلّماً في غِيابي..؟
أرَاكَ تُجيدُ الثَرثرةَ يا هذا..
وأنا لمْ آتِ للحديثْ..جِئتُ فقَطْ لأُعيدَ تسْجيلَ حضوري في حَياتكْ..
وأُتيح الفُرصة لكَ للإستِعدادِ للمعْركة..والتي سـَ تبْدأُ من الآن..

بـِ سُخريَة:
عزيزتي العَذراءْ..لقدْ حدّدتي المعرَكة كما يحلو لكِ..
على كُلّ حال..الموعدُ مُناسبٌ تماماً..فـَ أنا متفرّغ وأبحثُ عمّا يُشغلُ وقتي..ويبدو أنكِ سـَ تكوني شُغليَ الشاغِلْ..
وقهقَهَ عالِياً..
لمْ يُفِقْ إلا على صوْتِ ارتِطام البابْ..

هُنا..
هدأْ..سكَنْ..ينْتابُهُ شعورٌ غريبْ..يودّ البُكاءْ..
سـَ أبكي..أجلْ سـَ أبكي..
لمَ تفْعلُ بي كلّ هذا..؟
لِمَ لا أعتذِر..وتعْتذر..وينْتهي كُلّ شيء..
لا..
أنتْ..ضاري..؟ تعتذرُ لأُنثى..؟
هزُلتْ..!!

على ضِفّة نهْر..
قدْ بدأتْ أسْماكهُ تتلاشى..مُتأهِبةً للسُباتْ..
وعصافيرُ أشْجارِهِ ترْكن في أحْضان الأعشاشْ..
فـَ الشمسُ تُلوّحُ بـِ خيُوطِها مودّعة..

الكلّ خَلدَ لـِ حُضنِه..
وبقِيتْ هيَ..
أُنثى مُشتّتة..
قدْ تبعْثر حُبّها على يدِ رجُلْ..
تتوكأُ وحِيدةً على خشَبةٍ مُتهالِكة..
وَ عينيْها تسْقي النَهرَ دمْعاً..
شهقَاتُها ضعِيفةٌ كـِ هيَ..

انسلّ طرْفُها لـِ ذاكَ الخاتَمِ الذّهبيّ..
نزَعتهُ بـَ ألمْ..
حُرقتُها تحُثّها على رمْيه..
مدّت ساعِدها..
وتنَاقُضاتٌ بـِ جوفِها تُبعثِرها أكثرْ..
يمَانْ..أنتِ أُنثى قويّة..هيّا لا تترددي..
وسَطَ شهقَاتها الصّامِتة..أغمَضتْ عينيها..
واااحِد..اثْناااانْ..ثلاثَة
وَ أطلقتْ ساعِدها..

آآآآح
فتَحتْ ناظِريْها بـِ رُعبْ
ما هذا..؟
أينَ النّهر..؟
يدي..؟

: أيّتها العَذراء..!!
شخَصَ نظَرُها..وانسلّ لأعْلى..
بـِ همْس وحنِين:
أَهذا أنتْ..؟
: نَعمْ يــا.....

انْسابَ حُبّها لـِ ناظريْها بلا إحساسْ
: سيّدي ضــ.....
أطْبقَ ثغْرها..وَ مُقْلتاهُ ترْجو الحديثَ بـِ لُغةِ العُيون..

وَ أفَلتْ شمسُ النّـــكالْ
وحلّ دُجى الحنينِ المُشتاقْ..
بيْن الضَاري..واليَمانْ