ذا كان الكل ينتظر بلهفة شديدة نتائج القرعة ذاتها أي شكل المجموعات وتوزيع المنتخبات الـ32 فإن حدثا آخر لا يقل أهمية سيقع على هامش مراسم القرعة وهو الكشف عن كرة مونديال 2006 تلك الكرة التي ترددت مناقشات كثيرة بشأنها من قبيل كيف سيكون شكلها وهل ستزود بالشريحة الألكترونية المثيرة للجدل أم لا؟
ورغم أن شركة أديداس الألمانية المنتجة للكرة لم تكشف الكثير عن شكلها أو اسمها أو خصائصها الجديدة لكن المؤكد أن الاتحاد الدولي وعلى رأسه جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد قد صرف النظر عن استخدام تلك الشريحة الألكترونية في المونديال المقبل هذا إن لم يكن قد تخلى نهائيا عن الفكرة بأكملها، فبعد استخدام تجريبي للكرة ذات الشريحة الألكترونية والتي تساعد حكم المباراة على معرفة هل تخطت الكرة الخطوط أم لا، بعد ذلك الاستخدام التجريبي في مونديال الناشئين تحت 17 عام ببيرو قبل أسابيع قليلة خرج بلاتر بتصريحات مهمة أكد فيها أنه لا يحبذ استخدام ذلك النمط من التكنولوجيا في ملاعب الكرة على أساس أن الجميع ينبغي أن يتعايش مع التقدير البشري للحكام ومع أخطائهم أيضا بما في ذلك الأمر من إثارة وجدل واختلاف ينفش اللعبة ويجعلها أكثر سخونة وحماس.
ولن يشهد مونديال 2006 استخدام الكرة الذكية ذات الشريحة الألكترونية وبقي أن نتعرف على شكل ومواصفات الكرة الجديدة التي سيكشف عنها الستار رسميا في لايبزج اليوم الجمعة والذي اكتفت الشركة المنتجة لها بالتأكيد أنها ستكون الكرة الأكثر تقدما في التاريخ نظرا لتمتعها بخصائص ثورية ستمكن اللاعبين من التحكم فيها وتسديدها بدقة غير مسبوقة.
حكاية كرة القدم مع المونديال ليست حكاية جديدة، فمنذ مونديال 1970 بالمكسيك جرت العادة على أن تقدم شركة أديداس كرة جديدة هي كرة المونديال وأن تصبح تلك الكرة الجديدة هي الموضة السائدة حتى المونديال التالي، ففي مونديال 1970 ظهرت (تلستار) الكرة الرسمية الأولى لتصبح رمزا للكرة الحديثة، وفي البطولة التالية عام 1974 بألمانيا تم استخدام نفس الكرة وإن كانت قد اكتسبت اسما جديدا هو (تلستار ديورلاست) وفي عام 1978 بالأرجنتين ظهرت الكرة (تانجو) الشهيرة وهي التي استمرت سائدة لسنوات طويلة بعد ذلك وتميزت بشكلها المبتكر الذي أصبح كلاسيكيا بعد ذلك.
في عام 1982 ظهرت (تانجو اسبانا) التي سميت بهذا الاسم نظرا لإقامة بطولة كأس العالم في اسبانيا وتبعتها عائلة كاملة من كرات (التانجو) المتخصصة مثل (تانجو البسانتي) الخاصة بالمباريات المقامة تحت الأضواء و(تانجو مالجا) المستخدمة على الأرضيات الأكثر صلابة، أما (تانجو ايندور) فكانت مخصصة للاستخدام داخل الصالات المغطاة.
تطور هام آخر حدث بعد ذلك في بطولة عام 1986 بالمكسيك عندما تم استخدام كرة جديدة هي (ارتيكا) التي سميت على نفس ملعب مكسيكو سيتي الشهير، تميزت (ارتيكا) بأنها كانت مصنوعة بالكامل من مواد صناعية ومحاطة بطبقة عازلة من مادة (البوليريثان) لمقاومة الأمطار.
بطولة عام 1990 بإيطاليا شهدت استخدام كرة جديدة هي (اتريسكو) تميزت بصناعتها من مواد صناعية عالية الجودة في حين صمم سطحها الداخلي من مواد طبيعية خاصة لمنحها صلابة أفضل، وفي عام 1994 ظهرت (كويسترا) التي يعني اسمها اختصارا باللغة الإنجليزية (الباحثة عن النجوم) وكانت تتكون من خمس مواد مختلفة يحميها غطاء خارجي مرن لكنه قوي التحمل. بعد ذلك وفي كأس العالم 1998 استقبلنا (تريكولير) ومعناها بالفرنسية (ذات ثلاثة الألوان) وهي الأحمر والأبيض والأزرق المكونة للعلم الفرنسي واحتوت على مادة رغوية خاصة تجعل الكرة أكثر إنضغاطا وبالتالي تكون أسرع وذات ارتداد أقوى في الوقت نفسه الأمر الذي بدا متفقا مع رغبة الاتحاد الدولي الساعي لإضفاء مزيد من الإثارة على مباريات كرة القدم عن طريق إحراز العديد من الأهداف.
أما آخر بطولات كأس العالم عام 2002 بكوريا الجنوبية واليابان فقد استخدمت فيها كالعادة كرة جديدة هي (فيفرنوفا) التي صممت على شكل طاقة ذهبية ذات أشعة حمراء والتي وصفت بأنها الكرة الأكثر كمالا حتى الآن، هذا بالطبع حتى الكشف عن الكرة الخاصة بكأس العالم المقبلة بألمانيا اليوم.

اخوكم/عاشق القنــ20ــاص