لا أعلم هل ملاحظة التفاصيل الدقيقة للأشياء هي هبةٌ من الله أم عقاب أبدي ! أعلم أنك جعلتني يا من بالأعلى هنااااك من أصحاب المخ الأيمن .. لـ تَدخُل أدمغتهم ملايين الأشياء يومياً أكثر من غيرهم ، جلّها بسبب دقة ملاحظاتهم الفطرية و الفضولية تلك .. مسببةً جهد اضافي لذلك الصغير داخل جماجمهم ! أعلم أيضاً اني بسبب تقديرك أنت اجرى عقلي اليوم عملية عميقة من التفكير قادتني لأفتح حاسوبي و أفرغ غضبي دون ان الجأ لزر " Delete ابداً !
لا عليكم ، انسوا حكاية أصحاب المخ الأيمن تلك فالمقدمات تصيبني بالتوعّك .
كلنا شاهدنا آخر مجهودات جمعية الأمير فهد بن سلمان لرعاية مرضى الكلى بحملة " كلانا " .. حيث ملأت الإعلانات الأرجاء .. الصحف ، المجلات ، الشوارع و شاشات التلفاز ! و لأن علاقتي بالتلفاز "متثلّجة " حتى درجة ـ١٠ إلا أنني أتابع جديد الإعلانات التجارية دوماً ، فـ شكراً للصـدف .
استوقفني الإعلان التلفزيوني للحملة .. و الذي يستهدف الأطفال بالسيناريو الواضح له !
لن أحكي عن تفاصيل الإعلان ، لأنني أعتقد بأن الجميع شاهده و لمن لم يفعل .. فـليشاهده :
أثارتني الرسالة الصريحة التي بثها الإعلان و التي لا يقبلها المسلم العاقل ، لذا فـ فضلّوا إرسالها للصغار بدلاً ! " إسرق لتتبرع ! " .. حقاً ؟! أهذا هو منطقكم ؟ حض الأطفال على سرقة الموبايلات ليتبرعوا لكم ! حسناً .. سـ أسرق أنا بدوري أي شيء يستوقفني و أتحجج بأنه " عمل خيري " ! و سأتناسى حرمة السرقة و نهي الرسول القطعي عنها بكافة الأشكال و الأساليب ! فقط لـ " عمل الخير !
سقطة إعلامية في مسيرة هذه الحملة و خطأ توعوي فادح !
لن أتحدث عن مفهوم السرقة و لا عن الأدلة الدينية التي تنص على تحريمها و لست ضد التبرع للجمعية بالتأكيد .. جام غضبي أصبه فقط على المفهوم الأخلاقي الخاطئ الذي جاء في ذلك الإعلان !
هناك العديد من الطرق التوعوية بأهمية التبرع لمرضى الكلى العديد من الطرق للترويج للحملة و ملايين الطرق لإيصال فحوى الحملة الرئيسي للأطفال قبل الكبار تحديداً ..
أعترف حقيقةً بإفتقار العديد من الجهات الإعلامية هنا و ليس جميعهم للتصميم المحبوك للإعلانات .. لا سيما الإعلانات التوعوية قبل الإستهلاكية !
غضضت الطرف عن إعلانات نظام " ساهر " المروّعه و التي تُسّبق بالجملة " هذه المادة غير مناسبة للأطفال و ذوي الإحساس المرهف " و التي يشكرون عليها .. حيث انها أبعدتني و اخوتي إلى ركن قصيّ في المنزل .. و لم يدفعنا الفضول أبداً لإكمال المتابعة : D !
غضضته أيضاً عن إعلانات " شركة السريع " المتهالكة .. ذات الرسائل السريعة و الواضحة جداً ،
بلا أي إبداع
و تعب أو تخطيط !
لكن حين يصل الأمر إلى زرع المفاهيم الخاطئة في زمن يسعى فيه الكثيرون إلى التصحيح يأبى ما بداخلي أن يخرس .. فـالحديث يطول !
أترككم مع هذا الإعلان .. و لن أرقب إبتسامة محياكم أن تبدوا لأنني أعلم بهذا مسبقاً ..
- نسيت ْ شيئاً
أضيفوا " وحشتوني " لأعلى الصفحة !
التعديل الأخير تم بواسطة ريح المطر و الهبايب ; 10-06-2010 الساعة 06:43 PM