انســــان
عدد الضغطات : 18,571
الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم
عدد الضغطات : 13,067(انسان) الجمعية الخيرية لرعاية الايتام
عدد الضغطات : 18,717استمع إلى القرآن الكريم
عدد الضغطات : 9,883

   
العودة   شبكة القناص - الموقع الرسمي للاعب ياسر القحطاني > المنتديات العامة > صـدى المشـاعر > صدى المشاعر ( النثر )
   

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-03-2006, 03:04 AM   #1
. . : زعيم القناصين : . .
 
افتراضي صديقي أنا .........

وقف باسل أمام خصمه...
ينتظره أن يصيب التفاحة فوق رأسه...
كان فادي من الناحية المقابلة على بعد تسعة عشر مترا ...
يهيئ نفسه للوضعية المناسبة ...
ثبت نفسه ... استعد ... ركز ...
وضع السهم... شد الخيط وهاهو ...
يطلق الآن ...
ساد الصمت في كل الأرجاء ...
وكأنما المكان صمت لذهول الموقف ...
وفجأة...
سقطت ... سقطت التفاحة من على رأس باسل ...
فرح فادي اخذ يركض ويركض بابتسامه عريضة ...
ولكن بصمت ينحت الصخر ...
تابع الوصول إلى باسل وحينما وصل إليه ...
بعد تسعة عشر مترا ...
انحنى باسل إلى فادي ...
انحنى وكأنما يريد أن يهنئه بطريقة خاصة ...
بطريقه لم يسبق لباسل أن فعلها...
بدت معالم التعجب على فادي وإذا بباسل يخر جاثيا على ركبتيه ...
امسك فادي به وكل ملامح الفرح تلاشت من على محياه ...
وإذ بباسل يهمس في أذن فادي ليقول : ...
لماذا أصبت قلبي بسهمك ...
خذها الآن واشبع بها ...
إنها لك...
إنها لك وحدك...
صرخ فادي!!!
ما ذا تقول ...
كسر كل الجمود الموجود في المكان ...
فرد باسل وهو يبتسم ...
إنها لورا...
نظر فادي إلى باسل وكأنما يسأله بعينيه الواسعتين ...
ماذا... ماذا تقصد ؟؟؟
فقال باسل : ...
لقد أصبت قلبي بسهمك...
لتقتلني وتقتل حبي معي ...
لم يحتمل باسل أكثر...
لتخرج روحه بعد أن أنهى كلماته التي كانت تطعن في قلب فادي ...
لتخرج روحه بين يدي فادي صديقه ... صديق عمره وحياته ...
كلمات باسل جعلت فادي في دوامة كبيره ...
جعلته إنسان ضعيف ...
غير قادر على فعل أي شيء ...
حدق فادي في باسل الذي كان متعلقا و متشبثا به ...
نعم متعلقا ومتشبثا به ...
لطالما كان باسل .يحب فادي ..
وفادي يعشق باسل ...
ولكن...
تلك الفتاة ...
لورا ...
فتاة التحدي ...
كانت الجزء الأكبر من الحدث ...
اخذ فادي يتمتم ...
آه يا لورا هل فعلا كيف جعلتني افعل هذا ...
كيف جعلتني اقتل روحي ...
مر شريط الذكريات أمام عينيه ...
رأى باسل الفتى المحب يأتيه بأجمل ذكريات العمر ...
من اللعب ... الغضب ... الفرح والحزن ...
هكذا مرت أمام عينيه مسرعه ...
صدقني يا باسل لم اقصد هذا ...
لم اقصد إيذائك ...
ولكن ما نفع الندم ...
لقد ذهب باسل وبقيت لورا ...
ذهب باسل على بعد تسعة عشر مترا ...
كانت تمثل عمرا ...
عمر صداقة وأخوة باسل وفادي ...
الولدان اللذان امضيا حياتهما معا إلى جانب بعضهما البعض ...
يساند احدهما الأخر ...
حتى جاء هذا اليوم الذي لفظ فيه باسل كلمته الأخيرة ...
لورا ...
حمل فادي باسل بين ذراعيه يسير به ... وهو يتذكر كل اللحظات التي باتت لا تبرح مخيلته ...
ذرفت عيناه دمعا لم يسبق أن ذرفت مثله ...
وقدماه لم تعد قادرة على حمله ...
هنا وفي هذه اللحظة كان يحدث باسل ويقول : ...
نعم أحببتها ...
ولكني لم أرد نهايتك ...
صدقني يا أخي العزيز ...
كيف لي الآن أن أعيش من دون من يشاطرني أفكاري ... أفراحي ... أحزاني وآهاتي ؟؟؟
نعم أحببتها ...
أحببت تلك الجميلة ...
ولكن ليس بقدرك ...
فلقد كنت فارس أحلامها ...
وساكن قلبها ...
فما دخلي أنا ...
اعلم انك لا تستطيع سماعي الآن ...
ولا فائدة مما أقول: ...
ولكن يجب عليك أن تعلم ...
إنني أحببت ...
ولكن أحببتك أنت وفضلتك واخترتك عليها .وعلى مليون لورا أخرى ...
كانت قطرات الدمع الساخن تسقط على وجنتي باسل الوسيم ...
و بدا و كأنه يشارك صديقه ورفيق دربه البكاء ليخفف عنه ...
باسل النبيل ... أراد مشاركة فادي في أصعب لحظات حياته ...
اخذ فادي يسير حتى أنهى تسعة عشر مترا ...
أنهاها بكل الم وحسره صادقه نابعة من القلب ...
كيف لا وهو في أعسر وأصعب لحظات حياته ...
وصل إلى النهاية ...
رفع رأسه وإذا به يرى ظل ...
ظل لشخص كره وجوده أو كره شهوده للحدث ...
شخص لطالما أحبه هو وباسل ...
وكرهه الآن ...
ولكن ...
ما الذي حدث ؟؟؟
فهو يرى بين يديه قوس بلا رمح ...
أعاد نظره إلى الشجرة التي كان يقف عندها باسل ...
على بعد تسعة عشر مترا ...
وإذا بالمفاجأة الكبرى تحصل ...
فيرى التفاحة وقد انقسمت إلى شقين ...
كأنها تمثل فراق باسل وفادي ...
ولكن كيف هذا ؟؟؟
كيف يمكن لفتاة أن تقتل فارس أحلامها الذي لطالما أحبته ووجدت فيه كل مقومات السعادة الأبدية؟؟؟
كيف تقتل ... صديقي أنا ... وتجعلني القاتل في نظره ؟؟؟
كيف تسول لها نفسها أن تبيد كل مشاعر الفرح لدي ؟؟؟
كيف لها أن تجعل باسل ينهي حياته بفكرة خاطئة عنى أنا صديقه ؟؟؟
كيف لها أن تجعل صديقان يفترقان في الحياة والممات ؟؟؟
تساؤلات كثيرة طرحها فادي في ثانيه ...
أراد قتلها ... أراد طحنها ودفنها ...
ولكن لن يسمح لنفسه بان يدنس يديه ...
ابتعد عنها وكله الم وحسره ...
ابتعد وهو يريد أن يعود لبداية التحدي الذي حصل وينهيه قبل بدايته ...
ابتعد فادي عنها وكأنها مصابه بمرض معدي ...
صرخة لورا ...
احبك يا فادي ...
تقزز منها... شعر بأنها لا تساوى شيء ...
فتاة سطحيه,هامشيه,حقودة ...
ضحك فادي بصوت منخفض ضحكت استهزاء وقال : ...
تحبين .. ومن ؟؟؟ أنا ...
فتاة مثلك لا تحمل سوى الحقد في قلبها يحرم علي حبها ...
قالت لورا : ...
ولكن أنا احبك ولم افعل ما فعلت إلا لأجلك ...
لم يرد عليها فادي ومضي في طريقه يتحسر على نفسه ويتجرع المر وباسل بين يديه ...
تبعته لورا لتقول : ...
فادي اعلم انه صديقك ولكن ستنسى وتعود لي ...
اخرج فادي ضحكه صغيرة ممزوجة بحزن كبير يعبر عن وضعه وهو يقول : ...
ياه ... يال برودك ...
لا يا لورا لو كنت تعلمين انه صديقي لما فعلتي ما فعلتي ...
وعذرا لا تحلمي حتى بنظرة مني ...
وأكمل مسيره وظله الأسود في الممر ازداد سوادا وغلظة تخيف أشجع الشجعان ...
وكأنما ظله أيضا حزين وغاضب في الوقت نفسه ...
لقد كان ظله أيضا يحمل باسل معه في كل لحظه يسير فيها ...
يسانده ويعاونه على حزنه العظيم ...
آه ... يا باسل كيف تفعل هذا بفادي...
اخذ يردد تلك الكلمات مرارا حتى وصل إلى بيته ...
كان الكل يحدثه وهو لا يحدث إلا باسل ...
دخل غرفته التي امتلأت بروح باسل الشقية ...
المرحة ... المحبة وذكرياته الجميلة ...
وضع فادي باسل على السرير ثم وقع بجانبه حتى غرق السرير الناصع البياض...
بدماء باسل الباسلة ودمع فادي الطاهر ...
وهكذا حكم على صديقان أن يحبا بعضهما كل الحياة ويفترقا في
النهاية ...

الملاك الحالم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:20 PM.

Designed by: BAA
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
SEO by vBSEO 3.6.0
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi