انســــان
عدد الضغطات : 18,573
الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم
عدد الضغطات : 13,068(انسان) الجمعية الخيرية لرعاية الايتام
عدد الضغطات : 18,718استمع إلى القرآن الكريم
عدد الضغطات : 9,884

   
العودة   شبكة القناص - الموقع الرسمي للاعب ياسر القحطاني > المنتديات العامة > المجلــــــس
   

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-01-2010, 08:14 PM   #1
صحفي بجريدة الرياضية
 
الصورة الرمزية عبدالرحمن القحطاني
 
افتراضي و أبي الضنى [ يكْبَر ] و عيني تشوفه .

-1-

كانت والدتي - أكثر من يخاف - على أبناءها بقارة آسيا .
كانت والدتي - نشّبه - كما نقول بالمحْكي ، بشكل مو معقول ولا منطقي ولا يتناغم مع خوف الـ parents !
كانت والدتي - تخيلوا - تلبس عباة الرأس ، تُلاحقنا و تحرجنا ب ملاعب الحارة ، بسبب أنه آذّن المغرب و لم ندخل البيت لنتوضأ و نلحق الصلاة .
كانت والدتي - أكثر من يطلب الملح و المقص من حريم الجيران - و ب نفس الوقت كانت أكثر من يقيم الولائم و العزائم لهن .
كانت والدتي - من كثّرة عزائمها - نضحك عليها كأبناء و نقول : وش عندها الأميره ديانا ، كل أسبوع عزيمه !
كانت والدتي - تزْعج المُرشد الطلابي - بسؤالها : هل أبنائي لا زالوا في المدرسة أم قفزوا السور؟ ليرد المُرشد: هم خارج أسوار المدرسة منذ الحصة الرابعه
ل تنتهي المكالمه ب حلطمتّها ب : حسبي الله و نعم الوكيل . فيما نحن نتمخطّر بالدور الثاني من مجمع الراشد في أولى أيام إفتتاحه .
كانت والدتي - تبكي و هي تتابع مسلسل جواهر - و بنفس اللحظة تقوم بدهن أظهرنا بالـ فِكّس نتيجة السُعال و الكحّة إن أنتابت أحدنا .
كانت والدتي - تعيل علينا كثيراً - و ترى فينا الأمل و الحلم و المُستقبل و كل شي ، كانت أكبر عاشقة لآبناءها ، حتى بدأنا نغْيِر من بعضنا البعض شِدة حُبها لنا .
كنا مدمنين لـ صقور الأرض ، و سنشيرو و سالي و عدنان و لينا و النمر المقنع و ماوكلي و المناهل ، ذلك الكتاب الذي - يطامر - بين رفوف المكتبه!
ف الوقت نفسه كانت اللعنة ستلحق من سيُبْدل القناة السعودية الأولى نهار الجُمعة !



-2-

أُبتعث والدي الضابط كبير الرُتبة للخارج ، و عاش سنواتٍ بعيداً عنّا .
ثم حرص على أن نُقيم معه بـ ولاية كالفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكيه .
درسنا في مدارس الـ rolling hills ب لوس أنجلوس ، لمدة أربع سنوات .. وكان ملاذنا الويكندي هو الـ ديزّني لاند .
جاورنا المسيحي و اليهودي و الـ لاديني ، و عشنا ك بُسطاء محبوبين من كافة الكامب الذي قطنّاه .
صاحبت " إلزابيث " وهي صديقتي بالـ مدرسة و انتمّتي عى قولت - المصريين - و كانت أول من أضاف لمعلوماتي أن القُبل تُعطى من الفم !
وإنها - و اعني القُبل - لا تُقتصر على حك الخشم كما نفْعل جنوباً ..
تتلمذت على يد الـ مس سميث و الـ مس ووُلف.. و أمين المكتبة : جونسون .
كنت أردد السلام الوطني الأمريكي واضعاً يدي على صدْري إحتراماً ل المدرسة و الطلاب و الأرض التي أقيم فيها .
في الوقت ذاته ، كان والدي يأخذنا كل عيد وطني .. لـ نلعب و نرقص ، العرضة السعودية في مقر السفارة واشنطن دي سي .
أحترفت الرقص على الجليد و الجُولف و كرة القدم و تِنس الطاولة و برعت في الكاراتيه حتى وصلت الحِزام الأخضر .
لم يكن يسمح لنا بالخروج ليلاً بشريطة أن نكن سوياً ، مرددين على مسامعه رقم المنزل و إسم الحي ، فيما لو أصابنا مكروه .
في امريكا ، دخلت كنائس الكاثوليك و الارثدوكس و حضرت الجنازة المسيحية ، للإطلاع و المعرفة لا أكثر ..
فيما كنت أرافق والدي لصلاة الجمعة في جامع المسلمين الذي يبعد عن منطقتنا مسافة الـ ثلاثين كيلو.
فترة حياتي كانت ما بين العاشرة والرابعة عشر .
كانت حياتنا ب كالفورنيا مُختلفة ، جداً جدا ًجدا ً .


-3-

كان والدي يحرص على أن نتعلم فضائل إكرام الضيف و الـ أرْحبو ، و الـ أقلطوا و يالله حيّهم .. و أخواتها
في الوقت الذي كان يشدّد على أن ينهي كٌل منّا رواية أدبية مع نهاية الأسبوع ..
كان والدي يعلم جيداً ما يفضلّه أبناءه في مطعم Red lobster ، و ما يختارون من Baskin Robbins
في الوقت ذاته كان يجبرنا على أن نآكل العصيدة بمرقتها لحماً كانت أو دجاج مساء كل جمعة .
والدي لا يحب إطلاق لحيته ، و لكني لا أتذكر أن صلاةً قد فاتُه وقتها .
والدي يتحدث الإنجليزية ب طلاقة ملفتة و رهيبة كونه عمل في سلاح الجو الملكي السودي ما فاق الـ خمسة و الثلاثون عاماً
في الوقت نفسه عُرف عنه حفظه - عن ظهر غيب - لكافة الأمثال الجنوبية .
والدي لا يجيد إستخدام الأنترنت ولا يعلم كيف يُفتح ، لكنه أهدر الكثير من الأموال من أجل إحترافنا لشبكاته .
والدي كان كما مشاهد المسلسلات التلفازية ، يتسلل إلى غُرف نومنا ليلاً ليتأكد ن إحكام غطاءنا عن البرد ، و يطبع قبلة حانية على خدودنا .
و في الوقت نفسه .. كان لا يتردد توبيخنا و في ضرْبنا - ان لزم الأمر -، حينما يجدنا نائمون بعد أن أيقظنا لصلاة الفجر .



-4-


حرص والدي على تعليمنا في المدراس الخاصة حينما عُدنا للوطن .
ليس لوفرة ماله ، ولا تقليلاً بحق المدارس الحكومية ولكنه رأى بإن إبنه يجب أن يضعه مع ذات الطبقة التي رَبَى معها فكرا و منزلة .
و حينما أنتصف بي الطريق عند المرحلة الثانوية بين علوم طبيعيه أو أدبية ، كنت الوحيد الذي ألتحق بالأدب و الشريعة من بين أشقائي
كوني هاوياً ل أشعار الأخطل و كعب بن زهير .. أكثر من نظريات فيثاغروس و كيمياء ابن حيان .
كنت لا اتوانى في المشاركة بمسابقات التعبير أيً كانت ، و أنتظر الحروب و المصائب تحل في الأرجاء المعمورة على احر من الجمر لأكتب عنها
ك مناكب فلسطين و مجازر المُسلمين بالبوسنة و الهرسك و وفاة نزار قباني و تفجيرات الخبر و مقتل الأمير ديانا . في الوقت الذي كان الطلاب يكتفون بالكتابة
عن الأم و الأب .. و الصديق .. و رسم قاع البحر !
كنت مميزاً في الخط العربي بجذّميه النسْخِ و الرُقْعه ، و امتدت بي الرغبة حتى كتبت بالفارِسي والثُلث و الديوَاني و الكُوفي .
و أتذكر أنني كنت أرفض أن أقبض مالاً على من يريد أن أخطّ له لوحة جغرافياً أو تاريخ و أستبدل حقي في أن يُكتب إسمي بجوار كلمة " إشراف الأستاذ " و " عمل الطالب " .
و هذه البوادر ، لاحظها والدي .. الأمر الذي جعله يقتنع بصدق رغبتي بالتوجّه للقسم الأدبي لأصبح أديباً و قاصاً و صحافياً فيما بعد .
القصد بإنه ترك لي حرية الإختيار بعد أن أقتنع بميول إبنه .


-5-


ما كُتب ، ليست بسيرة حياة متناقضة ، أو سردٌ تراجْيِِدي لـ " طقوس " أسرتي المعيشية .
بل هو نبعٍ لنهر أسئلة تبحث في مصبّها عن إجابات .



-6-

أؤمن بأن تربية الأجيال السابقة كانت أسهل من الأجيال الحديثه و اللاحقة
في ظل تطور العصر بأفكاره و ايديولجياته و إختلاف أدمغة معاصريه ، معاصريه ممن يقودون المجتمع بمدارسه و منازله و مساجده و شوارعه .!
في وقتنا أنصهر الجيّد بالسيء و أختلط الفضْل بالرذْل و ماع الحلال وسط الحرام و أستوى المُعيب بالـ طبيعي .
في وقتنا أصبح الكثير يخاف الأبناء و الإنجاب و يذعر من حكاية التربية مردداً بين خلجات نفسه : على اي حال سأربّي أبنائي في زمنٍ كهذا ؟


-7-

شخصياً ، سعيد بتربية والديّ لي ..
و سأسعى لتكرارها مع ابنائي ببعض الإضافات أو التعديلات بلا شك .
فهذه التناقضات التي فرضها والدي بالتعامل كانت نتيجتها ان أدركت معنى النجدين من خير أو شر
أدركت المعقول من اللا معقول ، و على ضوء ذلك أبني حياتي .
الوسطيه التي بنى والديّ تركيبها في شخصيتي جعلت مني أقف بالمنتصف
بوجود الاخطاء - لا شك ولا مناص - ولست ب كامل بل ممتليء العيوب
لا لـ والديّ ناقة بإكتسابها ولا جمل .


-8-

وسائل التربية متعددة ، و إختيار الوسيلة الأنسب هي ما يجب على الآباء الُجدد فعله .
لبناء أسرة كريمة ، تعيش حياتها برخاء .
لي في والدي مدرسة أنهل منّها و لكم في آباكم كذلك .


تحياتي

التوقيع:


لا تفتح الباب
" شاخ " الباب بغيابك ..
والصبر كذّاب
واعدني و لا جابك

عبدالرحمن القحطاني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:36 PM.

Designed by: BAA
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
SEO by vBSEO 3.6.0
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi