.

رائحة مطر ..
صمت ، ضوء خجول ، فنجان قهوة ...ومكتب !
كسر صمت الليل صوت غرق مكعب السكرّ ..
صوت لا يذكر !

- عاد الصمت ..
ليلة شتاء ..

بِ القرب من مكتبي كانت النافذة ..
كان المطر ..
وكانت حيرتي !
- هل أفتح النافذة ؟!
دافئة هي غرفتي
ودفئ غرفتي يغريني
يرفض فتح النافذة ،
لكني احتاج لِ صوت المطر ..
صوت الصمت موحش ،

إمم.. دفء يحميني من برد تلك الليلة ؟!
أم مطر يسليني؟!
وهاهو مكتبي يناديني ..
يُريد أن يُنهي حيرتي ،
كان وحده ، يدفئني ، ويسليني ،

ورقتي دافئة ..أقلامي حبرها متجمِّد !
ومكتبي يُلِّحُ عليَّ بأن أكتب ..
، أيا مكتب ، بماذا أكتب ؟!
/ أمسكت ذاك ، ذو الحبر المتجمد ..
ويدي كانت تحتضن طرف وشاح ..كان لِ جدّتي ،
انسكب الحبر من قلمي ..
ربما أنه بَكَـى إشفاقا عَلَى رجفة يدي
أو ربما أنه عاشق..، أجاب نداء حبيبته / ورقتي
- جلست ..
تنفست بخشية من أسمع صوت أنفاسي ، ..فَ أفزع !..
ممن ذاك الصوت ؟
لست معتادة عَلَى سماعه ، .. أو ../ غريبة عني أنفاسي
جعلت مكتبي وسادة / ..كما العادة !
كتبت !
تناهيد ، صلوات ، إبتهالات ..
تمنيات بِ الشفاء من كل نزف قديم ،
دعاء ..
أحلام الطفولة ،
مشاريع الصبا ..
، حفل الزفاف ..
صباح مشرق ..
تُشرق شمسه بعد يوم ماطر ..
نورها يعانق وجهي ..
حتّى لو كان يأتيني من بين الغيمات / خِلسة

، كتبت الهدوء ، الطمأنينة ،
كتبت فجر العام الجديد ..
سبق ذلك كتابتي لِ ليلة العيد ،
كتبت وكتبت ، وَعَلَى نقيض ما اعتدت..شعرت ببرد في داخلي ..

- تَوقفت !
تركت قلمي ، رفعت رأسي ، كاد أن يسقط عن كتفي وشاح جدتي
خفت هجوم البرد علي فتحركت لأتشبث بِ وشاح بالٍ ..
إنها انتباهتي بعدما كنت شاردة ..
قضت بِ نهاية حكايتي
انسكب فنجان القهوة عَلَى ورقتي ..
ما انتبهت .. من البرد هربت ،!
كثيرة هي الحجج الواردة
- إحسانا للظن ،
ألتمس العذر لذلك الفنجان ..
ربما كان يريد ...
/ ..تدفئة حروفي الباردة ،!



.