شبكة القناص - الموقع الرسمي للاعب ياسر القحطاني - لماذا قطـر ؟ .. بقلم الأسطورة سـامي عبدالله الجابر

لمـاذا قطـر ؟؟
سامي بن عبدالله الجابـر

في نقاش جانبي مع بعض الزملاء في الوسط الرياضي ، كان الحديث يدور حول ترشح قطر كدولة طموحه ترغب في استضافة كأس العالم ، واستمر النقاش وتشعبت محاوره ليطرح أحد الزملاء سؤاله الذي أصبح المحور الرئيسي للنقاش ، عندما سأل " هل هناك دولة عربية تستحق أن تنضم بطولة بحجم كأس العالم ؟ " .

هنا توقفت وأجبت على الفور ، أن مشكلتنا لا تكمن فقط بإمكانياتنا التي نصفها بين الحين الآخر بالمتواضعه ، رغم أن كثيراً من ممثلي الدول المتقدمة التي تسنح لهم الفرصة لزيارة الدول الخليجية ينبهرون من سرعة التقدم والتطور الذي تعيشه المنطقة الخليجية .

وهنا لا أتحدث من فراغ بل إن الشواهد كثيرة ، فالمسؤولون في أندية عالمية كبرشلونة وريال مدريد ومانشستر يونايتد والإنتر بهروا فعلاً عندما تمت دعوتهم للحضور إلى دول خليجية كالسعودية وقطر والإمارات والبحرين .

عودة للسؤال الذي استفزني كثيراً وأتحدث تحديداً عن قطر كونها صاحبة المبادرة في مثل هذا المشروع الطموح المتمثل في طلب استضافة أكبر تظاهرة كروية في العالم ،
وأقول إن قطر وغيرها من الدول الخليجية لا تعاني من ضعف إمكانيات للإقدام على مثل هذا المشروع الجريء ،
بل إن أكبر ما تعانيه المنطقة الخليجية لدينا ليس أزمة إمكانيات وقدرات رياضية بل هي ( أزمة مبادرات رياضية ) ،

فالمشاريع الكبرى نراها في كثير من الدول التي لا تمتلك إمكانيات كتلك الإمكانيات التي تتميز بها دول الخليج ، إلا أن المبادرة كانت كلمة السر في عدد من المنجزات الرياضية التي تحققت لدول جاءت بعد دول الخليج في صناعة الرياضة إلا أنها عملت بتخطيط وبمبادرات طموحة حتى وصلت لمراكز رياضية متقدمة .

في الملف القطري أعتقد أن أبرز ما تراهن عليه قطر هو ما تمتلكه من إمكانيات بشريه طموحة تملك وعياً وفكراً رياضياً ، وقبل ذلك تمتلك المبادرة لوضع قطر في مصاف الدول المتقدمة عالمياً في الرياضة ، وهنا أتحدث عن سعادة الشيخ محمد بن حمد بن خليفة آل ثاني ، رئيس لجنة ملف قطر لاستضافة نهائيات كأس العالم 2022م الذي كان بحضوره ومتابعته واستاع مداركه ووعيه مركز قوة تراهن قطر على قدرته في قيادة الرياضة القطرية لعصر ومرحلة جديدة .

الشيخ محمد بن حمد ، لمن يستمع له أو يحضر نقاشه حول مستقبل الرياضة في المنطقة الخليجية ، يدرك أن هذا الرجل اليغر في عمره والكبير في فكره وطموحه يحمل في داخله هماً وطنياً يجعله يفكر في كل دقيقه وثانية أفكار ومبادرات من شأنها العمل على رقي وتطور الكرة القطرية والخليجية .

ولعلي هنا أوجز الإجابة عن السؤال الذي اخترت كعنوان لمقالتي ( لماذا قطر ؟؟ ) وأقول إن قطـر تحاول أن تستضيف كأس العالم ، وإن لم يكتب لها النجاح لهذا المبادرة في عام 2022م فحتماً أنها لن تتوقف وستكرر المحاولة وستنجح ، وسنرى منتخبات العالم في قطـر في مونديال آخر لأن الطموح لا يتوقف .

مجلة عالم الرياضي - صحيفة الشرق الأوسط - الأربعاء 23- ديسمبر - 2009م - العدد 154