..












استيقظت من النوم .. وآثار ذاك الكابوس لاتزال عالقة في ذهني !
ذبذبات لا أكاد أفهمها .. ولا أكاد أميزها فـ [ الغموض ] وحدهـ مايمكن فهمهُ فيها


ذلك الكابوس والذي لا أعلم إن كان كابوسا أم هو مجرد أوهام ترسبت في داخلي من لاشيء
كان يرادوني منذ الصغر .. منذ أن كنت أفــرُّ فزعا من منامي .. لأجد حضن أمي لي مأوى
كان هو نفسه بتفاصيله المبهمه .. أقسم أنني كنت أراهـ .. ولا أزال كذلك حتى الآن !


مايزعجني فيه .. أنه لاينتهي بمجرد أن أفتح عينيّ مفيقا ولاعنا كل شيء حولي !
بل يستمر إلى مابعد ذلك أيضا


حتى ذلك الصوت الممتع الذي عرفه الناس بـ [ ضجيج مكيف الهواء ] أصبح يستخدمه ليفزعني به
كأنما هو صوتٌ لا أعلم ماهو .. بل لا أعلم إن كان صوتا حقا أم لا !




تكتكات الساعة .. أصبحت أراها
وكأنما تبتسم لي بخبث لتقول : لاشيء !




غموض .. يحيط بكل شيء حولي .. لا أعلم مالذي أتى بك أيها الكابوس من جديد !
كنت قد ارتحت منه فترة من طويلة من الزمن .. فمنذ أن فقدت لعبتي التي لاطالما عشقتها
والتي لا أعلم كيف اختفت .. حتى إن أبي الذي لم يعرف للألعاب قيمة , كان يستمتع فيها معي
فقد كانت أسهل وسيلة يستخدمها .. لكي يرى [ طفله البريء ] يملاْ جنبات المنزل بضحكاته البريئة أيضا !



حينها كانت البداية .. والتي لم أعرف بعدها نهاية !
فقد قمت مفزوعا من النوم .. أركض باتجاهـ أمي : " .......................... "
ثم انهرت بالبكاء !

فالبكاء لم يكن حاضرا إلا لأنني لم أستطع ملأ هذا الفراغ
فلم أكن حينها أعرف ماذا أقول !

خخخ .. وكأنني الآن أعرف !








استمر حينها فترة من الزمن .. ليختفي بعدها أمداً أطول !
ولكنه في تلك الليلة الي كنت قد بكيت فيها كثيراً لحظة فقدان جدتي .. قد عاد


كنتُ لا أعلم حينها ماذا أصنع .. البيت يضج بالهدوء المزعج طوال اليوم
ولم يعد بحاجه للمزيد من صرخاتي .. لكي أحيي السكونَ بها !




عذرا جدتي .. فبكائي لفقدانك تلك الليلة
قد توقف بالبكاء لـ [ لاشيء ] !






-




" كم أشتاق لتلك الليالي التي كان يراودني فيها لأيام معدودة تكاد تكمِل الأسبوع
كم كنت أحمقاً حينها وأنا أتضجر من طول تلك الليالي ! "


هكذا كنت أردد في صباح اليوم التالي .. حتى سمعتها تقول " ياسر .. قد حان دورك "
وقفت بخجل وذهول .. من تلك الأعداد الغير خجوله وقد اتكضت بها صالة الانتظار لعيادة هذا الدكتور النفسي !


لكنني لم أمتلك تلك الجرأة الكافية .. لأدخل إلى ذلك المكتب الصغير
والذي ظننت أنني سأجد جوباً لأسئلتي فيه
لأنها لم تكن لدي أسئلة حينها !




خرجت من هناك .. وأنا لا أعلم إلى أين أذهب
فقد أفسد ذلك الكابوس حياتي .. أصبحت مشوها بلا هدف :/


لعله شعور الفقدان .. حينما يخالجني تبدأ معه عجلات كابوسي بالدوران
ففي كل مرة أفقد فيها أغلى ما أملك .. أراهـ فيها !


والآن
" أصبحت أراهـ في كل لليلة ! "







-




عدْتُ بلا مبالاة لما يحدث لي .. إلى المنزل
وأنا لا أعلم لماذا عدْت !


كالعادة دخلتُ غرفتي التي فوجئتُ بها مرتبة [ كالعادة ]
لكنني لم أكن لألحَظ هذا الشيء فيها .. غير اليوم



وكالعادة أشغلتُ جهاز التلفاز الذي أصبحتُ أقضي معهُ جل وقتي
كي أشاهد ماعتدت ان أشاهدهـ .. وهو ما عنونت له قنوات الأخبار
بـ [ القضية الفلسطينية , حروب العراق , الأزمه الأفغانية , ... etc ]
وإلى ما عرفته في عقلي الباطن بـ [ المهانة لكل ماهو مسلم ]


كل تلك الأشياء العظيمة الي قرأت عنها في كتب التاريخ
أصبحت أراها بواقع مشوهـ .. لا يوجد فيه مايشفع للتاريخ بـ [ البقاء ] !



أبحث يمينا وشمالا .. عن رذاذٍ أستطيع أن أشتم فيه رائحة لـ [ العزة الإسلامية ]
لكن أنفي اعتاد على روائح الدمار والمهانة !


لا أعلم لماذا أصبحتُ أشاهدها باستمرار .. منذُ سنة تقريباً
ومع هذا .. لا أملكُ أن أفعل شيئا غير التحسر , وقليلاً من [ البكاء ] !


وهانحن في كل يوم .. نتوسط مجلس العزاء لروحها
فكم نتفقدكِ كثيرا أيتها [ العزة الإسلامية ]




حقيقةً لا أعلم إن كان لما أشاهدهـُ دورٌ .. لما أراهـ بعد ذلك في نومي ؟
ولا أعلم .. إن كان هنالك مايستحق أن أشاهدهـ فيها , أم لا ؟




لا أعلم !
ولكن كل ما أعلمه
هو أنني لا أنكفُ عن مشاهدتها .. دائما قبل أن أنام



عفوا .. قبل أن أظن أنني [ سأنام ] :/










(F)

::





مرحباً بك تــوّاق (F)..

منور P9

لآمست جروح كآبد الزمن ع محيها من آفئدة ..
منـذُ ان خلقلت لم ترى الا الذل والمهانه لـ العزّه الاسلاميه ..

لـ تخالف تآريخ درسوه بالآمس يحكي عن عزة الاسلآم ..
وكيفما بقى بالماضي شامخ ذوعزة عاليه ..
وبـ الحاضر مهان مذل ..

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تــوّاق (المشاركة 2478631) أبحث يمينا وشمالا .. عن رذاذٍ أستطيع أن أشتم فيه رائحة لـ [ العزة الإسلامية ] لكن أنفي اعتاد على روائح الدمار والمهانة