تابع الكثيرين خلال الأيام الماضية عمليات الجذب والاتهامات المتبادلة بين كل من مديرية الدفاع المدني ومصلحة الأرصاد على خلفية عاصفة " الثلاثاء " الشهيرة التي داهمت العاصمة دون مقدمات وسابق إنذار ما دفع بعض المتندرين إلي السخرية من أهل العاصمة بالقول إن أهل الرياض " أكلوا تراب " وهي المذمة التي يمقتها الكثيرين ولا يستسيغونها إلي أمر وقع .
وليس هنا مربط الفرس حسب المثل العامي الدارج فالعواصف أمر معتاد في بلادنا وغير مستغرب وكان موضع الخلاف هو التقصير من بعض جهات الاختصاص في التحذير من تقلبات الطقس , وأين اختفت ادوار الجهات سالفة الذكر من التحذير المبكر قبل إن يجد الناس أنفسهم إمام الأمر الواقع وفي مواجهة عاصفة رملية غير مسبوقة سيضل " شكلها وطعمها عالقا في أذهان وبطون " الكثيرين من الذين وضعهم القدر في محيطها .
وبعيدا عن من يتحمل مسئولية ما حدث فالأكيد إن هذه العاصفة لم تعصف بالمواطنين الأبرياء فقط بل عصفت ودقت نواقيس الخطر والانتباه لدى جهات عدة ما يتوافق مع المثل القائل " رب ضارة نافعة " ولعل المتابع للوسائل الإعلامية في الأيام الماضية الأخيرة يلحظ النشاط المتزايد وكثافة الاهتمام وتتابع التحذيرات المتتالية من قبل جهات عدة حول تقلبات الأجواء , ومع إيماننا المطلق إن كل شئ يتم بعد مشيئة المولى عز وجل, يبقى انه من الجميل إن يكون هناك ترقب لكل ما يمكن إن يعكر أحوال ومصالح الناس ويهدد صحتهم فتوقع ما قد يمكن إن يحدث قد يجعل الكثيرين يتخذون الاحتياطات اللازمة والتجهيزات المناسبة والابتعاد عن مكان الخطر .
وكما هو حال الجميع فلا لوم على احد وتبقى مديرية الدفاع المدني ورئاسة الأصاد وحماية البيئة ووزارة الصحة موضع تقدير واحترام من الجميع وجهودها ملموسة وان كان هناك من عتب فهو عتب محبة , ونأمل إن يكون التعاون المثمر فيما بينها مستمرا على الدوام من دون " عواصف "
عفانا الله وإياكم من كل مكروه ...
سعيد عيسى