لا أحد يختلف بأن كل إنسان عندما يرى أن له مصلحة أو فائدة أو حق، فمن حقه أن يبحث عنه، وهذا ما صرح به سمو الأمير عبد الرحمن بن مساعد عن ما نقل إليه من قبل نجم الهلال اللاعب ياسر القحطاني نقلا عن ما دار من جدل بينه وبين الحكم الإيطالي والذي يتلخص في: قالوا عنك أنك تجيد التمثيل للحصول على ركلات الجزاء، وأعطى سمو الأمير عبد الرحمن هذا الجانب اهتماما بالغا، ولا ألومه في ذلك، لأنه عندما يجد الإنسان نفسه في ظرف صعب فإنه يبحث عن سعفة ليتعلق بها، وهذا من حقه، وإنني أرجو أن يسمح لي سمو الأمير لكي أضع وجهة نظري في هذا الجانب الذي أرى بأنه لو افترضنا أن ياسر كان صادقا فيما نقله إلى سمو رئيس النادي من الحديث الذي دار بينه وبين الحكم الإيطالي، فأنا أرى أن ذلك لا يسجل كملاحظة على الحكم لاعتبارين: الأول أنها شكوى من لاعب تم حصوله على الكرت الأحمر، فكيف يتم تصديقه؟! ومن فيهم الصادق إذا نفى الحكم، ولاسيما أن الحكم إيطالي وربما أنه لا يتكلم إلا الإيطالية، فهل ياسر لديه القدرة على التحدث بالإيطالي والإنجليزي؟! ولو افترضنا أن الحكم قال ذلك، فأولا الجدل الذي دار بين الحكم وياسر حسبما شاهدنا في التلفزيون كان بعد ركلة الجزاء التي لم يحتسبها، وأنا أختلف مع الحكم في تقديره في عدم احتسابها واعتبرها تمثيلا، ولذلك منح ياسر على هذه الحالة البطاقة الصفراء، وكانت هناك حالة أخرى تم توقيف اللعب بسببها، ورغم ذلك استمر ياسر في مجادلة الحكم، وأعتقد (كتنبيه من الحكم لياسر أراد أن يلفت انتباهه بأنك معروف لدى كثير من زملائي الذين سبقوني في التحكيم في المملكة) ولا أعتقد أن حكما يعاقب على هذا القول أو يؤخذ عليه، ورغم أنني أتصور بأن ياسر في حالة نفسية وضغوط نفسية، خاصة أنه في الفترة الأخيرة لم يكن له أي تأثير أو وجود في تفوق الهلال الذي انحصر في لاعبين التائب وولهامسون، وأعتقد أن ذلك أحرج ياسر كثيرا أمام جماهيره، ولذلك فهو أراد بذلك أن يبحث عما يخفف عنه ما هو فيه الآن، فأراد أن يحمل الحكم من خلال إقناع رئيس النادي لتحميل الحكم مسؤولية ليست ذات أهمية، وإن كان سمو الأمير أراد أن يبحث عن: هل يوجد من له علاقة بحكام كرة القدم الأجانب مما أعطى صورة للحكم عما نقله لياسر، وحتى هذه أيضا يصعب تحديدها، وأرى بأن الموضوع بأن ياسر أراد أن يبحث عن شيء يخفف عنه ما هو فيه الآن من توقيف وإخفاق، لقد أراد أن يحول هذا الإخفاق وهذا التصرف وينقله إلى حكم المباراة كأنه يبحث عن مخرج من المأزق الذي هو فيه ولو كان التعلق على خيط العنكبوت، ولا ألوم ياسر في هذه الظروف وفي هذه الحالة، وعلى ياسر اليوم أن ينسى الماضي بكل ما فيه، ولكل جواد كبوة، وهذه الكبوة الأخيرة لياسر، وعليه أن يتخطاها ولكن بأسلوب النجم الخلوق الملتزم الذي لا يعترض، وهذه هي مقومات النجاح بالعودة. وإنني أنصح النجم ياسر القحطاني بأن يتفرغ لأن يكون لاعبا فقط يخدم فريقه ومنتخبه من دون أي اعتراض أو ضرب أو أن تجعل من نفسك محاميا لتجادل الحكام، حتى تعود إلى تألقك، وأنت لازالت لديك القدرة حتى السنوات المقبلة.