انســــان
عدد الضغطات : 18,584
الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم
عدد الضغطات : 13,077(انسان) الجمعية الخيرية لرعاية الايتام
عدد الضغطات : 18,732استمع إلى القرآن الكريم
عدد الضغطات : 9,891

   
العودة   شبكة القناص - الموقع الرسمي للاعب ياسر القحطاني > المنتديات العامة > المجلــــــس
   

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-01-2006, 11:15 PM   #1
مستـشار عــام
 
الصورة الرمزية كابتن الجيلين
 
افتراضي ... يستميتون في قيادة السيارة ...

في أعقاب زيارة كارين هيوز Karen Hughes إلى جدة لتقديم وصفة بوش للديمقراطية في المملكة العربية السعودية من خلال ملعقة "حق المرأة في قيادة السيارة"، أرجو أن تسمحوا لي بتقديم وجهة نظر بديلة.


في ربيع هذا العام نَشَرْتُ مقالاً بعنوان "خطاب مفتوح إلى السعوديين"، والغالبية العظمى من التعليقات والردود على هذا المقال كانت إيجابية، فقد كان الانطباع السائد لصالح المقال بنسبة 1:50 (أي 98%) بعد شهر من نشر المقال. وكان أول هذه التعليقات من أحد الأمريكيين حيث قال "إذا كنت متيماً بالأعداء فاذهب وعش بينهم" وقد فعلتُ ذلك. فقد سمعت هذا القول منذ سنين، وأخيراً حزمت أمتعتي واتجهت إلى الرياض.

وأقول، لا تدعو النساء يقدن السيارات. على الأقل في الوقت الحاضر. وكما قالت إحدى النساء بوضوح في أحد اللقاءات "نحن سعداء، دعونا وشأننا". وأنا كذلك سعيدة هنا، بالرغم من أن بعض أصدقائي في أوروبا وإنجلترا والولايات المتحدة يعتقدون أنني فقدت عقلي. ولكنني أقول بل وجدت عقلي.

ماعدا شيء واحد صغير. وهو قيادة السيارة.

لا أريد أن أقود سيارة. ولا أريد أن أركب السيارة. ولا أريد للذين أهتم لشأنهم أن يركبوا السيارة. وفي هذه المرحلة، لو كان باستطاعتي التوقيع على تعهد بمنع أبنائي من قيادة السيارة حتى سن الخامسة والعشرين، لفعلت. لماذا ؟ لأنه فخ يؤدي بنا إلى الموت. ولا أريد أن أُحدث الناس هنا عن غياب القواعد المنظمة لحركة المرور في الطرقات، حيث أن أي نقطة للمرور إما أنها خالية من رجال الشرطة، أو تجد بها بعضاً منهم يثرثرون مع بعضهم البعض مديرين ظهورهم لحركة المرور. حيث تنقلب بعض السيارات في الاتجاه المعاكس معترضة السيارات الأخرى وتسير نصف المسافة فوق بعضها البعض. فليست هنالك قواعد لتنظيم السرعة، ولا توجد قوانين لتغيير اتجاهات السير في الممرات، أو قواعد لتنظيم الحركة. ومعدل الوفيات بسبب حوادث السيارات هنا يعد من أكبر المعدلات في العالم؛ وهو على ما يبدو أسوأ من معدلات روما وتايبيه والقاهرة مجتمعة. ومن المحتمل أن يأتي أولادي إلى المملكة قريباً جداً، ولكنني مترددة لأنني خائفة على حياتهم، لأنهم أعز ما أملك.

أنا سائقة جيدة للسيارة. غير أنني لست غبية لدرجة الادعاء بأنني أستطيع أن أتغلب على الرجل الذي يريد أن يقطع إشارة المرور بأقصى سرعة، وأنحرف عنه إلى الطريق التالي لتجنب الاصطدام به. والرجل الذي تنقلب سيارته مقتنع بأنه في رعاية الله وأن مصيره بيد الله. إنها ثقة مفرطة في التدين، أن تقوم بهذه التصرفات وتعرِّض حياة الآخرين في الطرقات للخطر، ما لم يتحدث الله إليك أنت وجورج بوش دون غيركم.

وبشكل عام أضعُ اللوم على الشباب في هذا الأمر. وذلك بسبب التدفق الهرموني الذي يفوق قدرتهم العقلية (دون شك)، وبالتالي مقدرتهم على قيادة السيارات بطريقة مناسبة، حيث أن لحظة من لحظات البولوتوث لها الأولوية على قيادة السيارة. أنا لست في الحادية والعشرين من عمري، ولكنني أشعر بالمضايقة وبالانتهاك لحقوقي الخاصة عندما يزعجني أولئك الرجال عن يميني وشمالي بأبواق سياراتهم ويلوحون بأرقام هواتفهم النقالة في اتجاهي. وفي إحدى الليالي بينما كنت استقل سيارة أجرة استوقفني المطاوعة- ترحيباً بإقامتي في الرياض. لقد اتجهت الأنظار إلى سيارة الأجرة التي كنت استقلها مع ثلاثة من صديقاتي عندما أخذ الشباب يدقون على أبواب سياراتهم وينادوننا لكي نظهر ليلتقطوا لنا صور البلوتوث. فقد كانت إحدانا من لندن وأخرى من باريس واثنتين من الولايات المتحدة، فنحن لسن متزمتات، ولكننا كنا في غاية السعادة للحماية التي وجدناها في الحجاب الذي احتمينا به من نظراتهم. ولكن المطاوعة والشرطة كانوا وراءنا تماماً. وقد كنت في المقعد الأمامي بسبب ضيق المقعد الخلفي، ومع أن السائق أخبرني بأن المرأة لا يجب أن تجلس في المقعد الأمامي، إلاّ أنه لم يكن أمامي خيار آخر. وبدلاً من أن يلقوا القبض على الشباب الذين سببوا الرعب للنساء في سيارة الأجرة، طلب مني المطوع أن أعود على المقعد الخلفي. وحينئذ اختفت السيارات المحملة بالتيستوستيرون[1] لمضايقة الناس في الطرق والتطفل على نساء أخريات. جلس بعضنا فوق بعض، فنحن اللاتي عوقبنا في ذلك الموقف. رمضان كريم.

منذ عشر سنوات وأنا أقود السيارة لأوصل أولادي إلى المدرسة وأعيدهم منها، وكنت أقضى في ذلك ساعتين على الأقل يومياً (دون أن آبه لحوادث المرور أو الحواجز أو إصلاحات الطرق) ولذلك أنا سعيدة هنا لأنني لا أقود السيارة. وعندما أذهب لأحد مراكز التسوق لشراء احتياجاتي، أكون سعيدة عندما ينزلونني في بوابة المركز بدلاً من أن أدور حول الموقع بحثاً موقف للسيارة لا يكون قرباً فقط من السوق ولكن آمن أيضا، خشية أن أتعرض لأي هجوم عندما أعود لوحدي إلى السيارة في الظلام. والسؤال الذي دار بذهني: هل أوقف سيارتي في مكان بعيد وأعرِّض نفسي لخطر الاغتصاب والسرقة، أم أوقفها في مكان قريب وأعرض السيارة لخطر الاحتكاك والاصطدام بسيارات الآخرين ؟

د. نصيف، نائب رئيس مجلس الشورى السابق والأمين العام السابق لرابطة العالم الإسلامي، ونائب رئيس مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، قال في مارس الماضي في إشارة إلى قيادة النساء للسيارات "لا يجب السماح لتجريد النساء من حقوقهن".

فهو على حق. ولا يجب أن تكون قيادة السيارة من حقوق المرأة، بل يجب أن تكون حقاً لأي إنسان. ولكنني أعتقد أنه لن يكون موافقاً للإسلام، بل لن يكون مسؤولاً أن تمنحوا رخصة قيادة لأي امرأة، وتتركوها تواجه مصيرها في مقارعة الأسود على حلبة الطريق الدائري حتى تتوقف هذه البلاهة التي تعم الآن وتحث على السماح للنساء بقيادة السيارات. من حقي أن أشعر بالأمان داخل السيارة، لعلمي بأن الشرطة ستعتقل أولئك الذين يهددون حياة الآخرين، وهذا الحق يجب أن تكون له الأولوية على غيره. لا تعرِّضوا حياة المزيد من النساء والأطفال للخطر. ولا تضطروهن لتحمل مسؤولية دفع الدية (وفق الشريعة الإسلامية) عندما يقع الخطأ منهن.

وحتى يتم وقف هؤلاء المجانين بواسطة الشرطة والمطاوعة بسبب المضايقات الجنسية التي يقومون بها، وبعض الممارسات السيئة باستخدام أسلحة خطيرة (كالقتل بالسيارات) والقيادة المتهورة، فإن إصدار تصاريح القيادة للنساء ليس من الأولويات في الوقت الحاضر.

احموا نساؤكم أولاً. وافعلوا شيئاً تجاه هؤلاء الشباب الذين لا هّم لهم غير مطاردة النساء. إنها مسؤوليتكم.

(تانيا سو ) محللة سياسية في العلاقات السعودية الأمريكية.







-----------------------------------------------------------

[1] هرمون ذكوري

التوقيع:
كابتن الجيلين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:58 PM.

Designed by: BAA
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
SEO by vBSEO 3.6.0
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi